فتنة الحجاب والنقاب

بكيبورد : صلاح الدين محسن
26-5-2017

الفتنة مشكلة تؤرق عقولاً كثيرة - فتنة النساء للرجال , فقط !  , أما فتنة الرجال للنساء فلا أحد يتحدث عنها , لكون الإله والانبياء كلهم ذكور - في مثلث برمودا العقائدي .. الابراهيميات الثلاث - لذا فهم لا يعتنون سوي بحماية الرجل من فتنة النساء .. وحتي تخرج  إلاهات ونبيات  من الاناث , فتعطين اهتماماً بكيفية حماية النساء من فتنة الرجال .. فهن يعرفن ويشعرن  بكم تكون فتنة الرجال للنساء ..

قالوا ان الحجاب والنقاب , لأجل  منع الفتنة , منع افتتان الرجال بالنساء ..
تري .. فان كان الحجاب والنقاب مصدرين من مصادر الفتنة أيضاً ؟؟ فما العمل في   هوس الخوف من فتنة النساء للرجال .. !؟ فتنة في كل الحالات .. بدون , أو مع الحجاب والنقاب ... !

تقريباً في الثمانينيات أو التسعينيات من القرن الماضي . كتب شاعر مصري " عبد المنعم رمضان " قصيدة يقول فيها " ما أجمل عيناك خلف النقاب " ..
فثارت ثائرة الجماعات الدينية المعنية بالحجاب والنقاب , كحائطين لصد فتنة النساء , بعيداً عن قلوب الرجال .. وأوصلوا المسألة لبلاغ للنائب العام , بتهمة ازدراء ديني ..
! .. يؤدي للسجن !
حينها .. اعتبرت ما كتبه الشاعر , مجرد محاولة منه لاستفزاز الجماعات الراعية والحارسة للحجاب والنقاب ..
الي أن اتضح لي انه بريء من تهمة تعمد استفزاز الخرتيت .. مما عرضه لمحاولة النطح .. عندما صرح لي أحد أفراد تنظيم الجهاد (  جمعتنا محنة السجن اعوام 2002 : 2003 - تقريباً , رغم الفارق في توجه كل منا )  , في فضفضة من فضفضات السجناء , لمن يأنسوا اليهم بعض الشيء , وان اختلفت التوجهات ,, قال لي عضو تنظيم الجهاد ذاك ( ع . ع ) من عين شمس :
" احدي الاخوت - المنتقبات - بالتنظيم , كانت تتعمد اغواء الأخوة بعينيها , بتسديد نظراتها الي عيونهم الجميلة , من وراء النقاب .. " .
- فتذكرت شدو عبد الحليم , في قصيدة  رسالة من تحت الماء  - " الموج الأزرق في عينيك , يناديني نحو الأعمق ..
    وأيقنت أن الشاعر " عبد المنعم رمضان " كان معذوراً .. وظلمه من اشتكوه للنائب العام . وأدركت ان للنقاب فتنة أيضاً .. فتنة حقيقية , يعرفها الأخوة المؤمنون , بأشد التنظيمات قسوة , وتمارس تلك الفتنة , أخوات مؤمنات عضوات بالتنظيم , تبحثن عن ابن الحلال .. 

   هذا عن فتنة النقاب .. أما فتنة الحجاب , فهي حقيقة أيضاً , عرفتها من تجربة شخصية ..الناشطة السياسية الاجتماعية اليمنية , الحاصلة علي جائزة نوبل للسلام . كثيراً ما ترسل للاعلاميين ومن يعنيهم الامر من الكتاب والمفكرين .  بالايميل , نشرات , تحمل اخبار نشاطها الحقوقي  - كشخصية عامة - .. 
وقد شاهدت صورها من قبل كثيراً .. ولكن صورة لها بالحجاب  , ذي الألوان الجميلة . جاءت مع النشرة , فشعرت بانني قد فتنت بها وأشتهيتها .. 
وتذكرت قول امريء القيس , في قصيدته " تعلق قلبي " وهو يصف فتاة عربية فتن بها , من ضمن ما قاله :
حِجَازِيّة الْعَيْنَيْن ... 
عَبْسِيَّة الْلَّمَى 
خُزَاعِيَّة الْاسْنَان 
( ولم يصف امرؤ القيس , شيئاً عن الابتسامة , ولا الخدود .. ولا نريد اضافة شيئاً من عندنا , قد لا يكون مغفوراً مثلما كان مغفور له ) 

اما عن فتنة الرجال للنساء .. فأشهر وقائعها في تاريخ العربسلامي . كانت مع نصر بن حجاج . في عهد عمر بن الخطاب .. :
بينما عمر بن الخطاب يطوف ذات ليلة في سكك المدينة إذ سمع امرأة تقول :
هل من سبيل إلى خمر فأشربها *** أم من سبيل إلى نصر بن حجاج
إلى فتى ماجد الأعراق مقتبــــل *** سهل المحيّا كريم غير ملجــــاج
تنميه أعراق صدق حين تنسبه *** أخي وفاء عن المكروب فــــرّاج
وكانت تقول ايضاً :
انظر إلى السحر يجري في نواظره 000 وانظر إلى دعجٍ في طرفه الساجي
وأنظر إلى شعرات فوق عارضه 000   كأنها نمال دب في عاجي

فقال عمر : لا أرى معي بالمدينة رجلا تهتف به الجواري في خدورهن ، عليّ بنصر بن حجاج فلما أصبح أتي بنصر بن حجاج فإذا هو من أحسن الناس وجهاً ذا طلعة بهية وجمال فتان، وأحسنهم شعراً، فقا ل عمر : عزيمة من أمير المؤمنين لتأخذن من شعرك ( أي لنقص لك شعرك )، فأخذ من شعره فخرج من عنده ، وله وجنتان كأنهما شقتا قمر فقال له : أعتم ( أي ضع غطاء على وجهك ) فأعتم فافتتن الناس بجمال عينيه .

ثم سمعها عمر بعد ذلك تقول :
حلقوا رأسه ليكسب قبحاً 000 غيرةً منهم عليه وشحاً
كان صبحاً عليه ليل بهيم 000 فمحو ليله وأبقو صبحه
----- أي في كل الحالات , فتنها الرجل , نصر بن حجاج , وقالت فيه الشعر .. فتري كم امرأة فتنها , وهي ليست بشاعرة لتعبر عما أصابها من فتنة ذاك الرجل ..؟
وكم من الرجال في كل يوم يفتنوا النساء ؟  
ولماذا يكون  الحجاب علي المرأة فقط دون الرجال , مادامت الفتنة واحدة ؟؟
إما الحجاب للجميع - رجال ونساء - وإما سفور للجميع .

=====

تعليقات