تهاني الصيام والاعياد

                                                         تهاني الصيام والأعياد

صلاح الدين محسن
27-2017

عندما يهنئني أحد بعيد الوطن , أو عيد الربيع . أو عيد ميلادي – الذي قد أتذكره , أو لا أتذكره الا اذا ذكرني به أحد الأحباء , لكوني من جيل لم يعتد علي الاحتفال بأعياد الميلاد -. فانني أشكر من يهنئني , علي  الفور. وأمتن له .

لكنني أصاب بلحظات من الوجوم , اذا هنأني أحد بعيد تقليدي من أعياد العقيدة , أو بشهر من شهور الصوم الاجباري , الاذعاني .. أشعر بوجوم وقتي , وحيرة .. كيف أرد التهنئة !؟
والسبب هو أن سحابة من ضباب الماضي العام و البعيد .. تحلق أمام عيني .. وأستطيع أن استشف , كيفية ومراحل , فرض تلك العقيدة , وعيدها , وشهر الصوم فيها , فرضاً علي أحد أجدادي والجدود الآخرين لباقي الناس .. وكيف اضطر هؤلاء الأجداد للاذعان – وهم صاغرون – لما فرض عليهم .  
الا انني لا أستطيع أن أعرف بالضبط , الجد الاول الذي وقع عليه بدء القهر والاجبار علي اعتناق عقيدة تلك الأعياد وذاك الصوم .. وتجرع ذل الاذعان , وهو صاغر ..
وأحاول تصور الزمن الذي عاش فيه ذاك الجد .. هل منذ مائتي عام ؟
هل منذ خمسمائة ؟ أم منذ 800 مائة عام ؟ أم ألف , , أم منذ ألف ومئتين سنة  , أم منذ 1400 ؟؟؟
كل هذا يدور بخاطري .. ويتشكل في ذهني أكثر من سيناريو ,, لتفاصيل ماحدث بالضبط لذلك الجد – و جدود الآخرين -  وتفاصيل كيفية توريثهم ذاك القهر والاذعان والصغار , لاولادهم واحفادهم .. ثم تواصل هذا الارث الكريه القبيح – واستمر تجميله , وتحبيبه للنفوس , وتكريمه وتعظيمه وتفضيله ! بوصفه ب الكريم , الفضيل – عبر سنوات طويلة .. حتي وصل لنا , فيشربه المثقف المُدرِك , كما الحنظل , ويشربه بسرور الجاهل , أو بفرح الأبله .. أولادنا واحفادنا ..
    
أحب الاحتفال بالأعياد الوطنية وبعيد الربيع , وعيد الأم .. وحسب .


تعليقات