داعش تفجر جامع النوري في الموصل

مقال للكاتب العراقي الكبير
 عبدالخالق حسين 
 الحوار المتمدن-العدد: 5559 - 2017 / 6 / 22
أقدمت القوى الظلامية البعثية الداعشية على جريمة أخرى تضاف إلى القائمة الطويلة من جرائمهم بحق الرموز التاريخية والمعالم الحضارية. وآخر هذه الجرائم قيام تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش)، بتفجير جامع النوري التاريخي المعروف بمنارته الحدباء، ذات الدلالة الرمزية التاريخية للمدينة التي سميت بها (الموصل الحدباء). وكما قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي "إن تفجير جامع النوري في الموصل يعتبر بمثابة إعلان هزيمة لتنظيم الدولة الإسلامية. و كالعادة، قال التنظيم عبر الانترنت إن طائرات التحالف الدولي هي التي قصفت المسجد ومئذنته، بينماوصف الجيش الأمريكي تدمير المسجد بأنه "جريمة" بحق الشعب العراقي.(1)جاء في موسوعة ويكيبيديا، أن "الجامع النوري أو الجامع الكبير أو جامع النوري الكبير هو من مساجد العراق التاريخية، ويقع في الساحل الأيمن (الغربي) للموصل. وتسمى المنطقة المحيطة بالجامع محلة الجامع الكبير. والجامع بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري أي أن عمره يناهز التسعة قرون، و يُعتبر ثاني جامع يُبنى في الموصل بعد الجامع الأموي، وأعيد إعماره عدة مرات كانت آخرها عام 1363هـ/1944م.(2)هذه الجريمة تؤكد مرة أخرى أن ما يسمى بـ(الدولة الإسلامية) أو (داعش)، لا اهتمام لها بالإسلام ومعالمه التاريخية، فالجامع هذا هو لأهل السنة وليس للشيعة حتى يبرروا نسفه كما نسفوا ضريح الإمامين الشيعيين في سامراء من قبل، وهذا يؤكد أن داعش ما هو إلا فلول حزب البعث المنحل، لأن الجريمة تحمل بصمات البعث. فمن سياسة البعث أنهم عندما يتأكدون من هزيمتهم، يقومون بتدمير كل ما يتمكنون الوصول إليه في البلاد. وهذا ما قاموا به منذ سقوط حكمهم الفاشي يوم 9 نيسان 2003 الأغر وإلى اليوم، حيث قاموا بتدمير كل ما بنته الأجيال السابقة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، ولم تسلم منهم حتى دور العبادة لمختلف الديانات و أضرحة الأئمة والأولياء المسلمين، ولا حتى المكتبات ومراكز الأرشفة والسجلات والبحوث العلمية والتاريخية.لذلك فتفجير جامع النوري بالموصل يؤكد أن معظم الدواعش هم بعثيون حاقدون على العراق وشعبه، إذ كما نعرف ،أن البعثيين لا اهتمام لهم بالدين، أو أية عقيدة دينية، وإنما تظاهروا بالدين واستخدموه في إثارة الفتن الطائفية لأغراضهم السياسية، لذلك انضموا إلى داعش، وارتكبوا جرائهم البشعة ضد الشعب والوطن بغطاء داعش.ومن خبرتي عن البعث في تدمير البنى والركائز الاقتصادية، فعندما كنت في العراق في السبعينات، أخبرني صديق بعثي، وكان قد انتمى للحزب لتلافي شرورهم، وليعيش بسلام، قال أنهم (البعثيون) تلقوا أمراً سرياً للغاية، أنه في حالة سقوط حكمهم، سواءً بإنقلاب عسكري أو قوة خارجية، أن يقوموا بتدمير كل المؤسسات الحكومية والركائز الاقتصادية والبنى التحتية...الخ . وهذا ما حصل من أول يوم سقوطهم، فأشعلوا النيران في الآبار النفطية في الشعيبة/محافظة البصرة، وتفجير المحطات الكهربائية، وغيرها ولم يسلم منها حتى أنابيب اسالة الماء.وهذا درس للشعب العراقي أن البعث منذ أن سمعنا به لأول مرة بعد ثورة 14 تموز الوطنية، أن هذا الحزب هو عدو لكل ما هو وطني وشريف، هدفه الوحيد السلطة، وإعادة البلاد إلى ما قبل تكوين الدولة الوطنية، وتكوين الشعوب، لذلك قاموا بتمزيق الشعب عن طريق إثارة الفتن الطائفية، وإحياء القبلية، والأعراف العشائرية التي ابتلى بها العراق. وكل ما يصيب الشعب من بلاء منذ سقوط نظامهم هو من نتاج هذا الحزب الفاشي الخبيث. abdulkhaliq.hussein@btinternet.com http://www.abdulkhaliqhussein.nl/ ـ
ــــــــروابط ذات صلةتفجير جامع النوري في الموصل "إعلان هزيمة" لتنظيم الدولةhttp://www.bbc.com/arabic/middleeast-403654012- جامع النوري في الموصلhttps://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1%D9%8A_(%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84)
-----------
المنارة الحدباء :
النمط المعماري : زنكية
القرية أو المدينة : الموصل
الدولة : العراق
المساحة : ٥٨٥٠ متر مربع
تاريخ بدء البناء : 568هـ/ 1172م
 عدد المآذن : 5
ارتفاع المئذنة : خ متر
عدد القباب : ١
 المواد المستخدمة : الجص والحلان والرخام المهندم والحجارة
التصميم والإنشاء : 
المهندس المعماري  إبراهيم الموصلي
----                           

تعليقات