الأديب المعجزة والرواية الفائزة 2-3
الأديب المعجزة والرواية الفائزة 2-3
صلاح الدين محسن
20-1-2017
.... وإنما الرواية كلها تقريبا ثرثرات عادية ، وأقل من عادية ، من تلك التي يمكن ان تجذب وتستهوي عموم المراهقين الفارغين والمراهقات الفارغات - كمن تريد أن تسمع من فتأها كلمة أحبك ... وهو يتمنع أو يعبر عن ضيقه وملله من كثرة ما أكدها لها ، أو لاستغرابه من سؤالها ، مثلما استغرب المطرب محمد عبد المطلب " ـ منذ 60 ستين عاماً أو أكثر - في اغنيته : " بتسأليني بحبك ليه ؟ سؤال غريب ما جاوبش عليه " .... واشياء من هذا القبيل ، ملأت صفحات الرواية ...
تظاهر كثير ومناورات توحي بالشروع في قول شئ يتجاوز المألوف ، ولكنها مناورات وحسب ، وقفزات في الهواء لا تحط علي شيء يثبت الصدق .. وفي نفس الوقت ، دعوة للخروج علي المألوف والنمطية .. مجرد دعوة لا تبرح مكانها بفكر حقيقي ..
ففي ص ٥٦ " والتفت لهم قائلا في حماس : كتير منا مش بيفهم اللي بيحصل له ، بس انا من رايي - شديد التواضع - ان ربنا خلقنا زي ما احنا خلقنا كل حاجة .. عاشق ومعشوق .. .. كل مسمار له المعشوق بتاعه ، اللي لو صح ، عمره ما يفك ، ولا يتشد " .
تعليق : يبدو ان هذا القول ، هو ترجمة لقول فقهي ـ حديث نبوي ـ تسبب في ضجة بالإعلام ،. يقول الحديث " كل فرج مكتوب عليه اسم ناكحه " ... ...
ثم مواصلة للرواية ، لا تنقض ما قيل ، وانما تضيف فقط ، ما معناه ان هناك من يتوهمون عشقاً ، ثم لا يلبث أن ينفك
( تعليق : يعني سؤ فهم منهم ، وليس خطأ في النظرية المسمارية . كل مسمار له المعشوق بتاعه ! , أو : " كل فرج مكتوب عليه اسم ناكحه " .. ! ) .
.......
ص ٣٩ في بداية الصفحة : قيل فيما مضي ان بمجرد نظرة العين يحدث العشق .. كانوا كاذبون ! ..
الي القول بنفس صفحة 39 : مرحلة خرق القواعد ، مرحلة الجنان .. مرحلة تحولنا لكائنات تانية ممكن فعلا ، نتشبه كلنا بعالم الحيوان ... " وفي موسم التزاوج تصدر أنثي الكلب رائحة من مؤخرتها لتجذب الذكور ، كلنا لنتحول لحاجة زي كده ، بس علي طريقة " بني آدميين " شوية ...
تعليق : في الحقيقة ان الذي يتجه لمؤخرة الانثي مباشرة وبدون مقدمات ، هو الديك ، والحمار ..
اما الكلب والقط - كمثالين من بين الكائنات - بالرغم من ان موسم إخصاب الانثي هو عامل الجذب الأول ، بما تفرزه من الهرمون ، ولكن الكلب لا يتوجه مباشرة لمؤخرتها – عكس ما تفضل الكاتب بقوله - ، بل يقترب منها بلطف ومودة ناظراً لوجهها بحب ، ثم يتحول لمؤخرتها، ليشم منه الهرمون وبعمق ، فيتحفز لمواقعتها .. اي ان الكلب يبدأ بالنظرة والابتسامة – الي حد ما - كما الانسان .. والقط يفعل نفس الشيء الا انه اكثر لطفا ورقة مع انثاه قبل المواقعة ..
( ونضيف : في المستقبل , نتوقع ان العلم سيتدخل لتغيير وترشيد العلاقة الجنسية بين ذكر وأنثي الانسان ، لترتبط بموسم للاخصاب عند الأنثي , كما حال بعض الكائنات .. بتدخل من العلم .. لكن منطلقات الرواية ليست علمية .. بل تسفه العلم والعقل ,, كما سنبين فيما بعد .. )
او كأن نقرأ في ص ١٤٨ " احنا المرة دي نناقش المرحلة بأسلوب مختلف تماما ، نكسر الملل شوية .. ، او ندخلكم وسط الأحداث اكثر .. "
تعليق : مما يوحي باننا سنقرأ جديدا بالفعل ، ولكنها مجرد فرقعات ، ومناورات في الهواء ، توحي فقط ، بان هناك جديد مختلف لا نمطي ولا تقليدي .. ولكنها فقاعات صابون ....
بنفس الصفحة 148 يرد بطل الرواية - البروفيسور الجامعي - اثناء المحاضرة ، علي رسالة جاءته بالموبايل .. ويكتب في ال( واتس أب ) :
- وحشتيني علي فكرة ..
ليجدها تكتب علي الفور ، كانما كانت تنتظره :
- وانت كمان وحشتني قوي .. في بنات حلوة في المحاضرة ؟
ابتسم في حنان وهو يكتب :
مافيش واحدة أحلي منك لحد دلوقتي ..
ثم كتب مازحا ، كي يغيظها كعادته :
- بس اول ما ألاقيها صدقيني هنفض لك ..
لترد :
- هاقتلك يا أسامة ..
ضحك ، وحتي ان الطلاب نظروا له ، لكنه لم يلحظ وهو يكتب :
- سبع سنين زواج وجلسة بتغيير ؟
- ولو بعد عشرين سنة ، هأفضل احبك برضه وأغير عليك واقتلك عادي جدا
- بحبك
- " طيب سلام دلوقتي علشان أكمل المحاضرة .. أنا في المرحلة الخامسة .. ونهض ناظراً لهم ...
الخ .... "
--- تعليق : فكر تقليدي ، يجذب المراهقات والمراهقين ، كلام رومانتيكي تنويمي :
ص ١٤٤ ( الناس فاكرة الحب ان تلاقي " حد " يشيلك في قلبه وتحس معاه بحاجات لطيفة .. ما يعرفوش ان الحب انك تلاقي حد .. وتخلق له قلب ما يعرفش غيرك )
تعليق : كيف يمكن ان يتحقق هذا الكلام ، ومتي أمكن لانسان ان يحققه !؟
يعني .. ورشة تصنيع قلوب .. !؟ ... .. في زمن الانترنت ، يحاول الأديب ، إعادة الشباب الي تفكير أغاني ستين سنة مضت ، مثل القلب يحب مرة ما يحبش مرتين " ، و " مقدر أحب التنين علشان ماليش قلبين " .. ـ كلتاهما للمطربة شادية ..
انه كلام يشد المراهقات والمراهقين ، ببلاد لم تتقدم ، ولم تعرف الحرية في الرأي والتعبير .. لكن عملياً .. الشباب تحرر ...
إحدي الممثلات في حفل خاص بالفنانين ، بسهراتهم . غنت اغنية شادية وغيرت في كلماتها قائلة كلاماً واقعيا ، بعكس المستحيل الذي جاء بالرواية : " القلب يحب مائة ، ما يحبش مرتين .." وهذا صحيح , و هيهات أن يصح ما قالته الأغنيتين ، ومستحيل ما جاء بالرواية ، ولكنه شيء رومانسي لذيذ ، علي مرام كُتاب الأغاني , والمراهقين والمراهقات بدول شعوبها يعيشون العكس .. كشعوب لا تنهض ولا تتقدم ، كونها مكبلة بازدواجية تفرض عليها حياتين مختلفتين ، حياة اقوال وظاهر ، إمتثالا لعادات وتقاليد قديمة قبلية وفدت من پعيد ، وخضوعاً لعقائد تحكم أجدادهم منذ عصور ما قبل اختراع الآلة البخارية بمئات. السنين . .. وحياة في الخفاء كأنها بلوة ، والعقيدة تأمرهم بأن يستتروا ، مع البلاوي { اذا بليتم فاستتروا .. ) .. ..
ــ
في ص 165 نقرأ :
بطل الرواية " أسامة " أثناء المحاضرة بالجامعة . محدثاً طلابه :
طبعاً كلكم لقيتوا نفسكم في القصة دي .."
ضحكوا ببساطة , أشار – أسامة , لرجل أربعيني . في دهشة , قائلاً :
- حتي أنت ؟
قال الرجل :
" أنا اسمي علي , متزوج .. وباعشق مراتي بطريقة غير طبيعية . آه طبعا بعد الجواز , المشاعر قلت كتير , لمعظم الأسباب اللي أنت قلتها من شوية .. بس تفضل المشكلة الرئيسية .. الغيرة .. ما برضاش انها تكلم حد .. رغم انها متدينة ومحترمة بطبعها .. خليتها تتنقب , عشان ما بستحملش حد يشوفها غيري . ما بخليهاش ترد علي التليفون الأرضي .. عشان صوتها ما يعجبش حد غيري .. وهي راضية وقنوعة الصراحة , بس رضاها وقناعتها دوُل بيخلوني أحس انها مكتفية بحد تاني .. أصل ما حدش يستحمل اللي بعمله فيها .. "
قال ( أسامة ) معقبا :
-اتنين موش بيفترقوا .. توأم متماثل .. الغيرة والشك .. أنا شخصياً باحسهم احساس واحد ..(( تعليق : ماذا أضاف .. ؟؟!! .. يتكلم كما لو كان يقدم حلاً او علاجاً للمشكلة .. ! لا شيء قدمته الرواية أمام حالة مرضية , كثيرة التواجد بالمجتمعات الشرقية العاجزة عن النهوض بسبب العقد والتعقيدت الممرضة و القديمة جداً , التي وضعتها العقيدة وتقاليد وافدة من بلاد البدو والصحراء .. في طريق العشق والعشاق .. ))
يبدو ان مشكلة كثرة الزبالة بالشوارع قد عادت من جديد ، فألقت بظلالها علي الرواية ، حيث نجد بصفحة واحدة ، تكرار صفة " زبالة " اكثر من ٣ مرات . ففي النصف الأخير من ص ١٣٩ ، والنصف الاول من ص ١٤٠ نجد :
" نزلت جري وانا شكلي زبالة "
" بعد زعيق متواصل واتهامات زبالة .. "
" عملت معاهم اتفاق ، بعد شهور من المعاملة الزبالة "
--
العنوان" هيبتا" معناه - كما قال المؤلف في الروية - باليوناني : العدد ٧
لا أدري ما هي حكاية اليوناني ؟ .. من وقت لآخر نجد مصريا يطلق اسما علي شيء ما ، قرية سياحية او رواية ، ويقول : انه اسم يوناني ....!
صحيح ان نسبة ليست بالقليلة من المصريين هم من أصول يونانية ، منذ ان احتلها الإغريق لمدة ٣٥٠ سنة ثلاثمائة وخمسين عاماً قبل الميلاد . بالاضافة لاستمرار تواجد اليونانيين وتوافدهم الي مصر للعمل والإقامة , حتي أول الخمسينيات من القرن الماضي .. .. ربما كان هذا هو السبب ..
---وأتساءل : هل من المستحيل عمل رواية بدون ان يوجد فيها مكان للتدخين وللسيجارة ؟! هل ذلك مستحيل في عالم الرواية ، هل هو شيء لا يقره القانون ، ولا تقره الواقعية ..!؟
لو ان صاحب موسسة كبري لصناعة السجائر ، كتب رواية ، وحرص علي الدعاية للسجائر ، وامتداح التدخين ، وتبيان ما له من رومانسية . وما للسجائر من علاقة محورية في حياة البشر ! لإستحي ان يفسح للسيجارة .. كل تلك الأماكن بمعظم صفحات الرواية ... ! مثلما جاء في رواية – هيبتا .. لمحمد صادق - . و لم يكن ينقص سوي القول ، ان السجائر صديقة للبيئة ، ودخان السجائر يخفف من الاحتباس الحراري .. !
الحكيم الفرعوني ، قال قديما " يا ولدي لا تبصق في النيل ، فمنه نشرب ، ومنه نستحم " ـ الحكيم ايبي أور ـ
ولكن روائي معاصر في عام ٢٠١٦ من الميلاد ، سمح لأحد أشخاص روايته ، بان يلقي بسيجارته في ماء النيل .. ! – " ينظر لها وابتسامته تتسع ، وهو
يرمي سيحارته في النيل ـ آخر صفحة 16 - ..
وعن السجائر ومصاحبتها للرواية طوال مسيرتها :
فعادت عينه للنيل ثانية ، وهو يشعل سيجارة أخري وقال بهدؤ ص 17
و: حين عادته عيناه للنيل بهدؤ ، وهو ينفخ دخان سيارته ببطء ـ ص 18
- قاطعها بعصبية وهو يشعل سيجارة ـ ص 25
ص 61 عن التدخين ، رجل يدخن وآخر يبدي ضجره ، ويصرح لكراهيته للسجائر ، وينزل من نظره كل من يدخنها ... ثم وصف لذاك الرجل بانه يتكلم بوقاحة ..
وفي ص 67 : .. سيجارة وأشعلها بقداحتها المعدنية الفضية اللون ..
-- تعليق : من الدول التي يتمني الشعب أن يلحق بها ، دول منعت التدخين بالشارع ، بالإضافة لمنعه بالأماكن العامة وبالسيارة الخاصة ، ان كان صاحبها يرافقه آخرون .. بينما الروائي يعلم القراء كيف يتغزلون حتي في القداحة التي تشعل السيجارة ...
ــــ ويعطي ارشاد لمن يعانون من خفقات في قلوبهم - في ص ٨٧ : " أخرج علبة سجائره ببطء ، واخرج منها سيجارة ليشعلوها بهدوء ، متعمدا ان يجعلها تنتظر قليلا ، ثم أخذ نفسا عميقا يهديء به كل ما يعتمل في قلبه من خفقات ... "
!!!
---- ص 184 ( آخر شطر ) :
- هات سيجارة
= ليه كده .. انت قلت انك بتكره كل اللي بربوا سجاير . هتشرب ليه ؟
ص 201 :
نظر لها , ناسيا كل مخاوفه , وهو يشعل سيجارة . فنظرت له لائمة , لأنه وعدها بألا يشرب سجائر أمامها , لكنه لم يهتم ..
حتي قرب نهاية الرواية السيجارة موجودة ! حاضرة : ص 207 :
وأكمل ( ج ) بابتسامة , كأنما يتذكر فترة لطيفة , وأشعل سيجارة أخري ..
- وهكذا نجد السيجارة تسير مع الرواية من البداية حتي النهاية ..!
------
--- بعدما خلصت من كتابة رؤيتي لتلك الرواية ، قلت ابحث بالانترنت ، عما ان كان ناقد ، قد كتب عنها , فعثرت علي الآتي :
" هيبتا: المحاضرة الأخيرة... من رواية ضعيفة إلى فيلم أقل من المتوسط
محمود راضي . السينما 22/04/2016
=== والي الحلقة الثالثة ..
صلاح الدين محسن
20-1-2017
.... وإنما الرواية كلها تقريبا ثرثرات عادية ، وأقل من عادية ، من تلك التي يمكن ان تجذب وتستهوي عموم المراهقين الفارغين والمراهقات الفارغات - كمن تريد أن تسمع من فتأها كلمة أحبك ... وهو يتمنع أو يعبر عن ضيقه وملله من كثرة ما أكدها لها ، أو لاستغرابه من سؤالها ، مثلما استغرب المطرب محمد عبد المطلب " ـ منذ 60 ستين عاماً أو أكثر - في اغنيته : " بتسأليني بحبك ليه ؟ سؤال غريب ما جاوبش عليه " .... واشياء من هذا القبيل ، ملأت صفحات الرواية ...
تظاهر كثير ومناورات توحي بالشروع في قول شئ يتجاوز المألوف ، ولكنها مناورات وحسب ، وقفزات في الهواء لا تحط علي شيء يثبت الصدق .. وفي نفس الوقت ، دعوة للخروج علي المألوف والنمطية .. مجرد دعوة لا تبرح مكانها بفكر حقيقي ..
ففي ص ٥٦ " والتفت لهم قائلا في حماس : كتير منا مش بيفهم اللي بيحصل له ، بس انا من رايي - شديد التواضع - ان ربنا خلقنا زي ما احنا خلقنا كل حاجة .. عاشق ومعشوق .. .. كل مسمار له المعشوق بتاعه ، اللي لو صح ، عمره ما يفك ، ولا يتشد " .
تعليق : يبدو ان هذا القول ، هو ترجمة لقول فقهي ـ حديث نبوي ـ تسبب في ضجة بالإعلام ،. يقول الحديث " كل فرج مكتوب عليه اسم ناكحه " ... ...
ثم مواصلة للرواية ، لا تنقض ما قيل ، وانما تضيف فقط ، ما معناه ان هناك من يتوهمون عشقاً ، ثم لا يلبث أن ينفك
( تعليق : يعني سؤ فهم منهم ، وليس خطأ في النظرية المسمارية . كل مسمار له المعشوق بتاعه ! , أو : " كل فرج مكتوب عليه اسم ناكحه " .. ! ) .
.......
ص ٣٩ في بداية الصفحة : قيل فيما مضي ان بمجرد نظرة العين يحدث العشق .. كانوا كاذبون ! ..
الي القول بنفس صفحة 39 : مرحلة خرق القواعد ، مرحلة الجنان .. مرحلة تحولنا لكائنات تانية ممكن فعلا ، نتشبه كلنا بعالم الحيوان ... " وفي موسم التزاوج تصدر أنثي الكلب رائحة من مؤخرتها لتجذب الذكور ، كلنا لنتحول لحاجة زي كده ، بس علي طريقة " بني آدميين " شوية ...
تعليق : في الحقيقة ان الذي يتجه لمؤخرة الانثي مباشرة وبدون مقدمات ، هو الديك ، والحمار ..
اما الكلب والقط - كمثالين من بين الكائنات - بالرغم من ان موسم إخصاب الانثي هو عامل الجذب الأول ، بما تفرزه من الهرمون ، ولكن الكلب لا يتوجه مباشرة لمؤخرتها – عكس ما تفضل الكاتب بقوله - ، بل يقترب منها بلطف ومودة ناظراً لوجهها بحب ، ثم يتحول لمؤخرتها، ليشم منه الهرمون وبعمق ، فيتحفز لمواقعتها .. اي ان الكلب يبدأ بالنظرة والابتسامة – الي حد ما - كما الانسان .. والقط يفعل نفس الشيء الا انه اكثر لطفا ورقة مع انثاه قبل المواقعة ..
( ونضيف : في المستقبل , نتوقع ان العلم سيتدخل لتغيير وترشيد العلاقة الجنسية بين ذكر وأنثي الانسان ، لترتبط بموسم للاخصاب عند الأنثي , كما حال بعض الكائنات .. بتدخل من العلم .. لكن منطلقات الرواية ليست علمية .. بل تسفه العلم والعقل ,, كما سنبين فيما بعد .. )
او كأن نقرأ في ص ١٤٨ " احنا المرة دي نناقش المرحلة بأسلوب مختلف تماما ، نكسر الملل شوية .. ، او ندخلكم وسط الأحداث اكثر .. "
تعليق : مما يوحي باننا سنقرأ جديدا بالفعل ، ولكنها مجرد فرقعات ، ومناورات في الهواء ، توحي فقط ، بان هناك جديد مختلف لا نمطي ولا تقليدي .. ولكنها فقاعات صابون ....
بنفس الصفحة 148 يرد بطل الرواية - البروفيسور الجامعي - اثناء المحاضرة ، علي رسالة جاءته بالموبايل .. ويكتب في ال( واتس أب ) :
- وحشتيني علي فكرة ..
ليجدها تكتب علي الفور ، كانما كانت تنتظره :
- وانت كمان وحشتني قوي .. في بنات حلوة في المحاضرة ؟
ابتسم في حنان وهو يكتب :
مافيش واحدة أحلي منك لحد دلوقتي ..
ثم كتب مازحا ، كي يغيظها كعادته :
- بس اول ما ألاقيها صدقيني هنفض لك ..
لترد :
- هاقتلك يا أسامة ..
ضحك ، وحتي ان الطلاب نظروا له ، لكنه لم يلحظ وهو يكتب :
- سبع سنين زواج وجلسة بتغيير ؟
- ولو بعد عشرين سنة ، هأفضل احبك برضه وأغير عليك واقتلك عادي جدا
- بحبك
- " طيب سلام دلوقتي علشان أكمل المحاضرة .. أنا في المرحلة الخامسة .. ونهض ناظراً لهم ...
الخ .... "
--- تعليق : فكر تقليدي ، يجذب المراهقات والمراهقين ، كلام رومانتيكي تنويمي :
ص ١٤٤ ( الناس فاكرة الحب ان تلاقي " حد " يشيلك في قلبه وتحس معاه بحاجات لطيفة .. ما يعرفوش ان الحب انك تلاقي حد .. وتخلق له قلب ما يعرفش غيرك )
تعليق : كيف يمكن ان يتحقق هذا الكلام ، ومتي أمكن لانسان ان يحققه !؟
يعني .. ورشة تصنيع قلوب .. !؟ ... .. في زمن الانترنت ، يحاول الأديب ، إعادة الشباب الي تفكير أغاني ستين سنة مضت ، مثل القلب يحب مرة ما يحبش مرتين " ، و " مقدر أحب التنين علشان ماليش قلبين " .. ـ كلتاهما للمطربة شادية ..
انه كلام يشد المراهقات والمراهقين ، ببلاد لم تتقدم ، ولم تعرف الحرية في الرأي والتعبير .. لكن عملياً .. الشباب تحرر ...
إحدي الممثلات في حفل خاص بالفنانين ، بسهراتهم . غنت اغنية شادية وغيرت في كلماتها قائلة كلاماً واقعيا ، بعكس المستحيل الذي جاء بالرواية : " القلب يحب مائة ، ما يحبش مرتين .." وهذا صحيح , و هيهات أن يصح ما قالته الأغنيتين ، ومستحيل ما جاء بالرواية ، ولكنه شيء رومانسي لذيذ ، علي مرام كُتاب الأغاني , والمراهقين والمراهقات بدول شعوبها يعيشون العكس .. كشعوب لا تنهض ولا تتقدم ، كونها مكبلة بازدواجية تفرض عليها حياتين مختلفتين ، حياة اقوال وظاهر ، إمتثالا لعادات وتقاليد قديمة قبلية وفدت من پعيد ، وخضوعاً لعقائد تحكم أجدادهم منذ عصور ما قبل اختراع الآلة البخارية بمئات. السنين . .. وحياة في الخفاء كأنها بلوة ، والعقيدة تأمرهم بأن يستتروا ، مع البلاوي { اذا بليتم فاستتروا .. ) .. ..
ــ
في ص 165 نقرأ :
بطل الرواية " أسامة " أثناء المحاضرة بالجامعة . محدثاً طلابه :
طبعاً كلكم لقيتوا نفسكم في القصة دي .."
ضحكوا ببساطة , أشار – أسامة , لرجل أربعيني . في دهشة , قائلاً :
- حتي أنت ؟
قال الرجل :
" أنا اسمي علي , متزوج .. وباعشق مراتي بطريقة غير طبيعية . آه طبعا بعد الجواز , المشاعر قلت كتير , لمعظم الأسباب اللي أنت قلتها من شوية .. بس تفضل المشكلة الرئيسية .. الغيرة .. ما برضاش انها تكلم حد .. رغم انها متدينة ومحترمة بطبعها .. خليتها تتنقب , عشان ما بستحملش حد يشوفها غيري . ما بخليهاش ترد علي التليفون الأرضي .. عشان صوتها ما يعجبش حد غيري .. وهي راضية وقنوعة الصراحة , بس رضاها وقناعتها دوُل بيخلوني أحس انها مكتفية بحد تاني .. أصل ما حدش يستحمل اللي بعمله فيها .. "
قال ( أسامة ) معقبا :
-اتنين موش بيفترقوا .. توأم متماثل .. الغيرة والشك .. أنا شخصياً باحسهم احساس واحد ..(( تعليق : ماذا أضاف .. ؟؟!! .. يتكلم كما لو كان يقدم حلاً او علاجاً للمشكلة .. ! لا شيء قدمته الرواية أمام حالة مرضية , كثيرة التواجد بالمجتمعات الشرقية العاجزة عن النهوض بسبب العقد والتعقيدت الممرضة و القديمة جداً , التي وضعتها العقيدة وتقاليد وافدة من بلاد البدو والصحراء .. في طريق العشق والعشاق .. ))
يبدو ان مشكلة كثرة الزبالة بالشوارع قد عادت من جديد ، فألقت بظلالها علي الرواية ، حيث نجد بصفحة واحدة ، تكرار صفة " زبالة " اكثر من ٣ مرات . ففي النصف الأخير من ص ١٣٩ ، والنصف الاول من ص ١٤٠ نجد :
" نزلت جري وانا شكلي زبالة "
" بعد زعيق متواصل واتهامات زبالة .. "
" عملت معاهم اتفاق ، بعد شهور من المعاملة الزبالة "
--
العنوان" هيبتا" معناه - كما قال المؤلف في الروية - باليوناني : العدد ٧
لا أدري ما هي حكاية اليوناني ؟ .. من وقت لآخر نجد مصريا يطلق اسما علي شيء ما ، قرية سياحية او رواية ، ويقول : انه اسم يوناني ....!
صحيح ان نسبة ليست بالقليلة من المصريين هم من أصول يونانية ، منذ ان احتلها الإغريق لمدة ٣٥٠ سنة ثلاثمائة وخمسين عاماً قبل الميلاد . بالاضافة لاستمرار تواجد اليونانيين وتوافدهم الي مصر للعمل والإقامة , حتي أول الخمسينيات من القرن الماضي .. .. ربما كان هذا هو السبب ..
---وأتساءل : هل من المستحيل عمل رواية بدون ان يوجد فيها مكان للتدخين وللسيجارة ؟! هل ذلك مستحيل في عالم الرواية ، هل هو شيء لا يقره القانون ، ولا تقره الواقعية ..!؟
لو ان صاحب موسسة كبري لصناعة السجائر ، كتب رواية ، وحرص علي الدعاية للسجائر ، وامتداح التدخين ، وتبيان ما له من رومانسية . وما للسجائر من علاقة محورية في حياة البشر ! لإستحي ان يفسح للسيجارة .. كل تلك الأماكن بمعظم صفحات الرواية ... ! مثلما جاء في رواية – هيبتا .. لمحمد صادق - . و لم يكن ينقص سوي القول ، ان السجائر صديقة للبيئة ، ودخان السجائر يخفف من الاحتباس الحراري .. !
الحكيم الفرعوني ، قال قديما " يا ولدي لا تبصق في النيل ، فمنه نشرب ، ومنه نستحم " ـ الحكيم ايبي أور ـ
ولكن روائي معاصر في عام ٢٠١٦ من الميلاد ، سمح لأحد أشخاص روايته ، بان يلقي بسيجارته في ماء النيل .. ! – " ينظر لها وابتسامته تتسع ، وهو
يرمي سيحارته في النيل ـ آخر صفحة 16 - ..
وعن السجائر ومصاحبتها للرواية طوال مسيرتها :
فعادت عينه للنيل ثانية ، وهو يشعل سيجارة أخري وقال بهدؤ ص 17
و: حين عادته عيناه للنيل بهدؤ ، وهو ينفخ دخان سيارته ببطء ـ ص 18
- قاطعها بعصبية وهو يشعل سيجارة ـ ص 25
ص 61 عن التدخين ، رجل يدخن وآخر يبدي ضجره ، ويصرح لكراهيته للسجائر ، وينزل من نظره كل من يدخنها ... ثم وصف لذاك الرجل بانه يتكلم بوقاحة ..
وفي ص 67 : .. سيجارة وأشعلها بقداحتها المعدنية الفضية اللون ..
-- تعليق : من الدول التي يتمني الشعب أن يلحق بها ، دول منعت التدخين بالشارع ، بالإضافة لمنعه بالأماكن العامة وبالسيارة الخاصة ، ان كان صاحبها يرافقه آخرون .. بينما الروائي يعلم القراء كيف يتغزلون حتي في القداحة التي تشعل السيجارة ...
ــــ ويعطي ارشاد لمن يعانون من خفقات في قلوبهم - في ص ٨٧ : " أخرج علبة سجائره ببطء ، واخرج منها سيجارة ليشعلوها بهدوء ، متعمدا ان يجعلها تنتظر قليلا ، ثم أخذ نفسا عميقا يهديء به كل ما يعتمل في قلبه من خفقات ... "
!!!
---- ص 184 ( آخر شطر ) :
- هات سيجارة
= ليه كده .. انت قلت انك بتكره كل اللي بربوا سجاير . هتشرب ليه ؟
ص 201 :
نظر لها , ناسيا كل مخاوفه , وهو يشعل سيجارة . فنظرت له لائمة , لأنه وعدها بألا يشرب سجائر أمامها , لكنه لم يهتم ..
حتي قرب نهاية الرواية السيجارة موجودة ! حاضرة : ص 207 :
وأكمل ( ج ) بابتسامة , كأنما يتذكر فترة لطيفة , وأشعل سيجارة أخري ..
- وهكذا نجد السيجارة تسير مع الرواية من البداية حتي النهاية ..!
------
--- بعدما خلصت من كتابة رؤيتي لتلك الرواية ، قلت ابحث بالانترنت ، عما ان كان ناقد ، قد كتب عنها , فعثرت علي الآتي :
" هيبتا: المحاضرة الأخيرة... من رواية ضعيفة إلى فيلم أقل من المتوسط
محمود راضي . السينما 22/04/2016
=== والي الحلقة الثالثة ..
تعليقات
إرسال تعليق