الأديب المعجزة ، والرواية الفائزة  1- 3


الأديب المعجزة ، والرواية الفائزة  1 - 3
صلاح الدين محسن
15 -1 -2017

تمهيد : باختصار ، ربما كانت الرواية تستحق ان تحظي برقم قياسي في التوزيع - اكثر من ٣٠ ثلاثين طبعة ، في شهور قليلة ، باعتبارها علي مستوي ما وصل اليه المجتمع .. بشكل عام ، وعلي مستوي ما يمكن السماح بقوله - بأمان - وعلي مستوي ، ما يستطيع الأدباء وأهل الرأي أن يكتبوه - بسلام - .. علي تلك المستويات .. هي رواية تستحق ، ما نالته ، وما ظفر به المؤلف .
لا حسد .. بل مبروك لكل من يعرف كيف يُسلك نفسه ، ويكسب .. بالكتابة او بالبزنس أو بإختراع .. ألف مبروك .. ولا حسد ...
( الرواية " هيبتا " لمحمد صادق . 217 صفحة ) .

و من الضروري ان نسال : هل يمكن لرواية أن تطرح فكرا جديدا و رؤي وثابة ، تخالف الجمود والقعود والتراجع العام الزاحف والمتمدد فوق كل شيء ، بفعل الفساد الأليف والمألوف ، بدون ان تتم مصادرتها قبل اكتمال بيع العدد الأول – وربما وهي بالمطبعة . قيد الطباعة - ، وبدون ان يساق المؤلف لنيابة الأمن بتهمة سياسية أو عقائدية !؟
 

انني مندهش  من قول الإعلامي المعروف " محمود سعد "  ـ عندما خصص حلقة كاملة للرواية ، في لقاء مع المؤلف ـ
 معلقا علي ما ربحه وغنمه من المال ، من وراء روايته ، بانه دليل علي ان " الكتابة موش صياعة.. "

.... بينما توجد صياعة أدبية هي أشرف وأبقي وأخلد من كتابات ربحت مالا وحسب ...
اذا كانت الكتابة تقاس بما تدره من الأموال .. وما عدا الأموال هو محض صياعة ..  فما كتبه الرائد سلامة موسي  ، وقاسم أمين ، وعبد الله النديم ، وأحمد لطفي السيد ، ، وطه حسين ، و الشيخ علي عبد الرازق ، و اسماعيل أدهم ، و بيرم التونسي ، و أحمد فؤاد نجم .. وجلب لهم من الشقاء بأكثر مما ربحوا من المال .... يضعهم في قائمة الصياعة . والصايعين . !
و الإعلامي الشهير محمود سعد ، هو من الاعلاميين القلائل الذين يحترمون ضيفهم ، ولا يبيعونه ، وربما كان الإعلامي الوحيد الذي اشعر بانه يقدم برنامجه وهو لا يشاهد أمامه شبح احد رجال الأجهزة الخاصة ، ولا يجامل الشبح علي حساب ضيفه ، فلا يوخز الضيف ولا يطعنه ولا يخونه ، مغازلة و ارضاءً  للشبح  - مثلما يفعل كثيرون من الاعلاميين والاعلاميات - ..

ولكن الأستاذ محمود سعد ، الذي تحمس جدا للرواية ونجاح التوزيع القياسي ،ـ 33 طبعة ـ سبق ان تحمس لانتخاب الرئيس الأخواني دكتور محمد مرسي ، ثم ندم .. ، ثم تحمس لانتخاب الجنرال السيسي رئيساً للجمهورية ، ثم ندم .. ولا ندري متي سيندم علي  حماسه لتلك الرواية ، لمجرد نجاح التوزيع  والمكسب ، وحسب .. !؟
-------
قرأت الرواية , من الانترنت .. وعلي كل من يقرأها , ألا يندهش , عندما لا يجد فيها جديداً ولا مفيداً ..
وان سأل باستغراب : كيف نجحت رواية من هذ النوع , وحققت ربحاً اشبع المؤلف وأبهر الاعلامي المعروف.. !؟
فهذا دليل علي أن من يسأل هذا السؤال , قد نسي , انه يحيا في عصر . صاحب الاختراع , الذي حصل علي أعظم تقدير ومكافأة وترقية لرتبة عسكرية رفيعة , من جهة عمله – العسكرية - .. وأضحك من سذاجته وبلاهته , العلماء والعقلاء بالداخل وبالخارج .. !
انه عبد العاطي . الذي اشتهر باسم " عبعاطي كفتة " ..
فعقلية وعصر الكفتة , وصل لأدب الكتابة الروائية .. 
كل من يتمتع بعقل طبيعي , فانه طوال القراءة , ستتمثل أمامه صورة " عبعاطي كفتة " .. من صفحة لأخري ..

سيجد القاريء الفاهم , صعوبة في معرفة ماذا قال المؤلف وماذا يريد .. بل المؤلف نفسه لا يعرف , وأغلب شخصيات الرواية يعبرون منذ بدايتها وحتي نهايتها عن عدم فهمهم للمقصود .. وبطل الرواية – بروفيسور جامعي – يبتسم .. ويصبر علي عدم فهم شخوص الرواية – طلابه وطالباته - .. وهو يصبرون عليه . علي أمل أن يقنعهم , وهم مضطرون , وعلي أمل أن يفهموا شيئاً بعد نهاية المحاضرة , التي امتدت ل 5 ساعات ونصف الساعة ... وأخيراً تنتهي والطرفين علي ما هم عليه .. !
موضوع يذهب بالعقل السليم ,, طريقة تفكير تشبه عقلية " عبعطي كفتة " والفرق بينهما ، ان الأخير اخترع جهازاً – غير مفهوم - لعلاج فيروس فقدان المناعة الطبيعية .. والأديب اخترع رواية , هو نفسه لا يعرف لها هدف أو غاية .. ويدرك انه من الصعب فهمها
!!!

شيء مستحيل .. ان تصدر رواية عظيمة .. تحقق رقما قياسيا في التوزيع ، في زمن فيه يتم القبض علي رجل  لانه كشف عن  فساد ضخم – بحكم  منصبه الرقابي الحكومي  ، المتخصص والنافذ - ويتحول هو الي متهم ، فسجين  " المستشار هشام  جنينة " .. !! ,
وشاعرة كتبت مقالا في اقل من صفحتين ، يحكم عليها بالسجن ٣ سنوات ..
و إعلامي ، يرمي به خلف القضبان لمدة سنة ، بعدما صدق دعوة رئيس الدولة ، لضرورة عمل إصلاح للخطاب العقائدي  .. وعمل ذاك الإعلامي  في طريق ما دعا اليه الرئيس ، فسجنوه.. !
, وناس يتعرضون للمساءلة القانونية ، لمجرد ان قالوا ان جزيرتي " تيران ، و صنافير " مصريتان لا سعوديتان . ولم يستخدموا  القوة ولا مارسوا الاٍرهاب ...
في مثل هذا المناخ الملبد بالغيوم الداكنة والرياح العاتية .. هل من الممكن ان تصدر رواية لها قيمة حقيقية ، لأديب عليه القيمة ... بدون مصادرة ومحاكمة ؟
ان حدث .. فهذا من قبيل " الغول والعنقاء والخل الوفي " ...
فهل حدث هذا المستحيل .. ؟

قراءة للرواية :
الرواية تدور حول العشق والعشاق .. وهي أشياء تجذب جموع المراهقات والمراهقين ..
في زمن الانترنت , عرف الناس ويعرفون الجديد في كل شيء , من الصعود للفضاء الخارجي , للجديد في الموبايلات والسيارات والصناعات والزراعات وأعماق المحيطات و .. حتي الجنس والعشق ,,  عرفوا فيه أيضاً ما لم يتخيلوا وجوده أو حدوثه من قبل ..
فتري .. هل قدمت الرواية ثمة جديد في ذاك المجال الذي سلكته ؟
كلا .. بل مناورات وايهامات وادعاءات بالشروع في الخروج عن المألوف .. ثم ترديد لأشياء بالغة الكلاسيكية .. !!

لم يقتحم الأديب ، ولم يقترب محض اقتراب ولو بسيط من القضايا الحيوية الحقيقية للعشاق والمحبين .. كمشكلة إيجاد عمل ، ومشكلة إيجاد سكن , ومشكلة الحصول علي تعويض بطالة ، في حالة بيع - او افلاس - الشركة او المصنع الذي يعمل به الشاب او الفتاة ، او مشكلة التأمين علي حياة الشاب او الشابة ، ولا مشكلة الأجور والرواتب المتدنية ، ولا نقول مناقشة سفر أو إقامة الفتاة بمفردها أو مع من تعشقه ، أو.. أو
.....
الي الحلقة - 2 ...
-------

تعليقات