"ناسا" تنشر مقاطع صوتية لـ"موسيقى فضائية" أذهلت رواد الفضاء قبل 47 عاماً


نشرت وكالة الفضاء الأميركية ناسا تسجيلا "لموسيقى غريبة" سمعها رواد الفضاء الذين حلقوا في المركبة "ابولو 10" في العاشر من أيار/مايو 1969 فوق الجانب المظلم من القمر الذي لا يظهر من الأرض، دون ان يكونوا على اي اتصال مع الأرض.
والرواد الثلاثة هم توماس ستافورد وجون يونغ ويوجين كيرنان، وكانوا يحلقون في أجواء القمر قبل اسابيع من هبوط نيل ارمسترونغ على سطحه في الحادي والعشرين من تموز/يوليو، للمرة الاولى في تاريخ البشرية.
وبثت هذه الاصوات على شاشة ديسكوفري في اطار مسلسل علمي عن الاحداث التي لم يجد العلماء لها تفسيرا.
واستمرت هذه الأصوات قرابة الساعة، وقد سجلها الرواد وأرسلوها الى مركز التحكم في هيوستن في ولاية تكساس الاميركية.
ويسمع في التسجيل صوت يوجين كيرنان يقول "هل تسمعون هذا الصوت؟ انه صوت صفير، أنها فعلا موسيقى غريبة".
وكانت المركبة آنذاك على ارتفاع 1500 متر عن سطح القمر ويحجبها القمر تماما عن الأرض فلم تكن تلتقط اي بث بشري.
ومع ما في الأمر من غرابة، شددت وكالة الفضاء الاميركية على ان هذه الأصوات ليست صادرة عن مخلوقات فضائية.
وقال احد مهندسيها الذين عملوا في مهمة "ابولو 10" ان هذه الأصوات ناجمة عن تقاطع ترددات الموجات بين المركبة ابولو والمسبار المخصص للهبوط على سطح القمر.
لكن رائد الفضاء أل وردن الذي قاد مهمة "ابولو 15" شكك بهذا التحليل، وقال "المنطق يقول ان رصد شيء هناك يعني وجود شيء ما".
ونفذ جون يونغ رحلة اخرى الى القمر هبط فيها على سطحه ضمن مهمة "ابولو 16".
اما يوجين كيرنان فقد كان آخر انسان يمشي على سطح القمر مع المهمة "ابولو 17" التي كان قائدها.
ويبلغ عدد الرواد الذين هبطوا على سطح القمر اثني عشر، كلهم من وكالة الفضاء الاميركية ناسا، وأولهم نيل ارمسترونغ في مهمة "ابولو 11".
يشار إلى أن الرواد الثلاثة عندما لاحظوا "صوت صفير" في الفضاء الخارجي اعتقدوا وقتها أنهم كانوا يتخيلون أشياء. وكان الرواد في أشد الحيرة وترددوا في إبلاغ المسؤولين خشية أن يسخروا منهم ولا يسمحوا لهم بمهام أخرى في المستقبل.
والآن وللمرة الأولى يستمع العالم لهذه "الموسيقى الفضائية" بعد 47 عاما بعد أن نشرت ناسا الأصوات التي سمعها الرواد الثلاثة في مايو 1969.
ويذكر أن القصة وراء أصوات الصفير الغريبة هذه برزت في برنامج على قناة ديسكفري كجزء من سلسلة تسمى "ملفات ناسا غير المبررة". وكان الرواد الثلاثة توماس ستافورد وجون يونغ ويوجين سيرنان قد سجلوا الأصوات وأحالوها إلى مركز مراقبة البعثة في مدينة هيوستن في ولاية تكساس.
ومن جانبها تنفي ناسا أن تكون الموسيقى من الفضاء الخارجي، وقال أحد المهندسين بالوكالة إن الأصوات على الأرجح جاءت من التداخل الذي تسببه أجهزة الراديو التي كانت قريبة من بعضها بعضا في المركبة القمرية ووحدة القيادة.
لكن رائد الفضاء آل وردين، الذي قاد أبولو 15، يشك في هذا التفسير قائلا "المنطق يقول إنه إذا كان هناك شيء تم تسجيله فلا بد أن هناك شيئا ما".
والجدير بالذكر أن نص المحادثة بين الرواد الثلاثة نشر عام 2008، لكن هذه هي المرة الأولى التي ينشر فيها التسجيل الصوتي على الملأ الآن.
-- مونت كارلو الدولية 23 -2- 2016

تعليقات