الشريرة - قصة قصيرة -
الشريرة
هي موظفة ذكية كفوءة . تبدع في عملها . يشهد بذلك زملاؤها ورؤساؤها ..
جميلة , ليس جمالاً صارخاً , ولا هو من النوع النادر . ولكنها تتكلم كثيراً عن جمالها , وتبالغ في الاهتمام بالتقاط الصور لنفسها , وتكثر من تأمل صورها , ودعوة الآخرين للاطلاع عليها , قائلة أحياناً : انظر - أو انظري - هذه الصورة الجميلة ..
زملاؤها في العمل أغلبهم يكظمون امتعاضهم من نرجسيتها تلك ..
بعضهم عبر لها عن ذلك تلميحاً وبرقة . وآخر كاد أن يصارحها بما يهمس به الآخرون من وراء ظهرها .. بأنها تعاني من مرض النرجسية , وعلاجها ممكن عند أخصائي نفساني . ولا عيب ولا حرج .. ولكنه تراجع خوفاً من هياجها , فهي كسلك الكهرباء العاري ,. ان مسته نقطة ماء صغيرة , أو لمسه أحد بدون قصد .. كذلك هي .. بسرعة تظهر هوجاء رعناء - شعنونة - لأقل ملاحظة تُبدي لها , مخالفة لما تراه هي .. و لا تقبل نصيحة مخلصة , ان كانت مخالفة لما تراه , وتعتبر النصيحة عدواناً عليها , وتدبر بسرعة للانتقام !.. وبالضرب من تحت الحزام ..
عمرها 32 سنة . لم تتزوج بعد . همست لها زميلتها المباشرة " عندي لك عريس "
فردت : يغوروا العرسان كلهم ..
زميلتها ( باندهاش ) : لماذا ؟!
أجابت : لا أثق في أي رجل .. ولا أحبهم , بصراحة ..
قالت زميلتها : انه شقيقي . وطيب وابن حلال مثلك ..
ردت ( بعدما صمتت برهة وقد رفعت حاجبها لأعلي ) لو نويت علي الزواج . فلن أجد أفضل منك شقيقة لزوجي .. ولكنني لا أحب الرجال . ولا أثق فيهم ولا أفكرفي زواج .. ولا أشتاق للأمومة ..
زميلتها :( بحنو هامس ) : لماذا ..ّ؟ هل عشتي قصة حب مؤذية .. ؟
= كلا .. ولكن لا يوجد رجل يستحقني ..
صديقتها : لماذا لا يوجد رجال يستحقوننا .. !؟ ان نجمات السينما العالمية وعارضات الأزياء , وبطلات الرياضة - الأولمبيات .. يجدن رجالاً يستحقونهن .. والبروفيسورات بالجامعات , والنسوة المليونيرات والمليارديرات , والوزيرات والأميرات والملكات .. كل عظيمات وفاتنات الاناث يجدن ذكوراً يستحقونهن ويتزوجن .. فأين نحن من هؤلاء , اننا موظفات عاديات , فكيف لا يوجد من بين الرجال من يستحقنا ؟!؟
هي : لا .. لم أحب رجلاً , ولا أطيق الرجال ...
صمتت زميلتها . ولم تفاتحها في الموضوع مرة أخري .. ولكنها ظلت مشغولة بما اعتبرته عقدة ولغزاً في نفس الوقت , وتتمني لوعرفت له حلاً ..
كراهية تلك الجميلة - العادية الجمال - للرجال .. لم تتوقف عند العزوف عن الزواج .. كلا , بل والرغبة الشريرة في استدراج رجل - من وقت لآخر - . واغوائه بمغازلتها , تجاوباً معها . ثم فضحه وتشويه صورته بزعم انه يتحرش بها ..! .
أول مرة كانت مع زميل لها . ظلت تتعمد الابتسام الحالم له , وتسبيل عينيها بأنثوية مغرية . حتي دعاها لتناول مشروب معه . في كازينو جميل يطل علي الشاطيء وتحيطه الخضرة , ومعرف بانه ملتقي للعشاق ..
قدم دعوته لها وقتما وجد غرفة المكتب لا تضم سواهما ..
هنا هاجت , وصاحت حتي سمعها القاصي والداني .. وجاء كثيرون لاستطلاع الأمر ..
فقالت لهم غاضبة : فاكرني واحدة سايبة ولا أهل لها .. ! أنا أخوتي رجال , وآه لو عرفوا . انك تدعوني لمقابلتك بكازينو للعشاق والمحبين ...!
- واشتكته لرئيس القسم , وللمدير .. فكانت فضيحة له .. لم يعرف كيف يبررهها سوي بالنفي وادعاء كذبها . ولكن أحداً لم يصدقه .. وتكدرت صورته أمام الكل ... !
وفي المرة الثانية .. مع زميل آخر كان قد جاء جديداً منقولاً من مدينة أخري .. ظلت تعبر له عن اعجابها بأناقته وحسن هندامه .. وأحياناً تبدي اعجابها بوسامته .. وباعتدال قوامه .. .. حتي اقتنع باعجابها به , وعرف انها راغبة فيه ..
وذات يوم . قال لها : انا طباخ ماهر .. واليوم صحوت مبكراً . ورأيت أن أعد طعاما للغذاء .. وحفظته بالبراد .. طبيخ وطعام يستاهل فمك السكر.. أنا أسكن بشقة وحدي .. ما رأيك لو تناولتي معي طعام الغذاء . لتعرفي كم أنا طباخ لا مثيل له بفندق 7 نجوم ..
فوجيء بانقلاب سحنتها , وصياحها ..
وتكرر نفس ما حدث مع الأول ... فضيحة للرجل الذي طالماً تغزلت وامتدحت وسامته وأناقته وقوامه ....!!
--- ذات يوم .. كانت زميلتها التي رفضت الزواج من شقيقها .. تتسوق برفقة زوجها . من واحد من المحلات الكبري .. وفجأة لمحتها تخرج بمشترياتها . بمصاحبة امرأة كانت تعرفها منذ سنوات مضت ..
فعرفت السر في عزوفها عن الزواج , وكراهيتها للرجال .. وتعمدها التخطيط للايقاع بهم في شباك أنثويتها .. بغرض فضحهم والتشهير بهم .. !
في اليوم التالي عندما قابلتها في مكان العمل .. قالت لها : لقد شاهدتك بالأمس عندما كنت أتسوق من المحل الكبير . كان معي زوجي . وكدت أن أناديك لأسلم عليك أنتي والسيدة التي كانت معك . ولكن المسافة بيننا كانت بعيدة , قرب بوابة الخروج ..
فردت بالقول : نعم .. وهذه السيدة هي أحب وأعز صديقة لي . انها صديقة عمري وحياتي ..
فسألتها : اتعرفيها منذ مدة طويلة ؟
- نعم .. لا نفترق أبداً ولا يمكن أن يمر يوم دون أن نلتقي ..
زميلتها : أنا أيضاً أعرفها ..
= صحيح ؟؟
- نعم .. لقد كانت زميلتي بالكلية ..طوال 4 سنوات .. أعرفها جيداً .. ( ثم ابتسمت ابتسامة خفيفة , ذات معني , أتبعتها بغمزة خفيفة من عينها ) .
= ( سألتها بشيء من الانزعاج . حاولت اخفاءه ) : ماذا ..!؟ ماذا تعرفين عنها !؟
زميلتها : كل خير .. ( وبصوت خفيض قالت ) هذه حريتها الشخصية .. ولكنها ليست مؤذية . بل هي انسانة طيبة .. ما تحبه , فهي تحبه . وما لا تحبه.. طالما انه لا يؤذيها فهي لاتدبر الأذي لأي رجل .. لذا فأنا أقدرها وأحبها ..
عرفت من فحوي الكلام .. انها تعلم بأن صديقتها المفضلة : سحاقية .
ولم تشأ أن تزيد معها في الحديث ...
-- أما المرة الثالثة , والأخيرة .... فكانت مع موظف يفد من فرع آخر , بشكل دوري ... يحضر كل أسبوعين .. لقضاء بعض مهام العلاقة بين الفرعين ..
واعتادت هي كلما جاء , علي استقباله بحفاوة وترحاب , وتطلب له فنجان قهوة , حسب الذوق الذي يحبه ..
وذات يوم , أشارت له نحو القرط ( الحلق ) الجميل الذي بأذنها . وسألته : ما رأيك ؟ هل هذا القرط أجمل ؟ أم الذي كنت أضعه بأذني في المرة السابقة .. ؟
رد بالقول : أنتي جميلة في الحالتين , أي قرط تضعيه بأذنيك يزداد جمالاً وكل ما تلبسينه هو لائق دائما معك . وهذا يرجع لجودة ذوقك , ولحسن اختياراتك
فتهللت أساريرها وأومأت له شاكرة . بطريقة فيها اشتهاء أنثوي مغري ..
وفي زبارته التاليه للفرع .. بعدما استقبلته بحرارة ولهفة كعادتها , وطلبت له فنان القهوة المعتبر .. غمزت له بعينها , بأن يقترب منها , وفتحت حقيبة يدها .. وأطلعته علي عدد من صورها , وراحت تسأله عن أية صورة من صورها هي أجمل ..؟
فأبدي اعجابه بجمال كل الصور وبجمالها .. ووجد انه قد حان الأوان ليقدم مبادرة , ليلتقي بها بخارج العمل ..
فسارع بسؤالها : هل شاهدتي الفيلم الجديد المعروض بالسينما الآن . والذي يتحدث عنه الجمهور والنقاد ؟
أجابت : لم أشاهده بعد .. سمعت عنه فقط انه جيد جداً ..
فقال لها علي الفور : ما رأيك لو حجزت بطاقتين اليوم , ونراه معاً .. انه فيلم ممتاز ..
هنا انتفضت صائحة .. غاضبة ..
قائلة : سينما ,,!؟ هي حصلت .. !!؟؟ تريدني أن أذهب معك للسينما .. ؟؟! بأية صفة سأذهب معك للسينما !؟ شقيقي ؟ خطيبي ؟؟ والله عال ..
جاء المدير ورئيس القسم , علي صياحها .. بالاضافة لبعض زملائها وزميلاتها ..
فراحت تُشهّر به أمام الجميع .. وهي تشير اليه بغضب واستنكار .. انه يدعوني لدخول السينما .. !!
أسقط في يد الشاب . وألجمه الذهول من المفاجأة الصادمة .. والاهانة التي وجهت له ..
ولم يعرف كيف يرد , أو كيف يتكلم .. وهو الانسان المحترم , الحريص علي أن يحترمه الناس كما يحترمهم .. ولولا انها أعطته كل الأضواء الخضراء , ليقدم مبادرته , لبناء جسر للود بينهما , لما تجاسر أبداً علي دعوتها للسينما ... ! .
تدخل المدير , وقال له برفق :
المدير : تعالي يا سيد فلان .. ( ليتبعه الي المكتب )
فتبعه الرجل , وهو مذهول والخجل يكسوه ..
في مكتب المدير .. طالبه بالجلوس .. جلس ..
المدير : احنا نعتذر لك عما حدث ..
حاول الدفاع عن نفسه ..
المدير : نحن نعتذر لك .. فيبدو انها انسانة مريضة .. وليست تلك المشكلة الأولي لها ومنها .. والآن سوف أتصرف معها .. ولكنني أعتذر لك عما حدث ..
.... ... اطمأن الرجل .. وانصرف .. ولكنه كان متألماً ..
بعد ساعة , استدعاها المدير .. وأنذرها قائلاً ..
المدير : لا أريد أن أسمع منك تفاصيل ما حدث اليوم .. ولكن اعلمي انها هذه هي المرة الثالثة .. ومثل مشاكلك تلك . لم تحدث من قبل . من أية موظفة من زميلاتك ..
ثم استطرد : عندك اجازة يومين .. ثم تعودي لنري ان كنا سوف ننقلك لادارة أخري .. أو توقعي علي تعهد بانه لو تكرر ذلك مرة رابعة .. فسوف نحولك للعلاج النفسي ..
.. ..
نكست رأسها , و سكتت . وعلمت انها ستكون المرة الأخيرة التي يمكنها الاستمتاع بممارسة الشر . انتقاماً بلا مبرر سوي حالة مرضية واجبة العلاج .أساسها عدم حبها للرجال , وعدم رغبتها فيهم .
أشار لها المدير , بالانصراف , اجازة لمدة يومين , فقامت منصرفة .. دون أن تنبس بكلمة واحدة ..
====
هي موظفة ذكية كفوءة . تبدع في عملها . يشهد بذلك زملاؤها ورؤساؤها ..
جميلة , ليس جمالاً صارخاً , ولا هو من النوع النادر . ولكنها تتكلم كثيراً عن جمالها , وتبالغ في الاهتمام بالتقاط الصور لنفسها , وتكثر من تأمل صورها , ودعوة الآخرين للاطلاع عليها , قائلة أحياناً : انظر - أو انظري - هذه الصورة الجميلة ..
زملاؤها في العمل أغلبهم يكظمون امتعاضهم من نرجسيتها تلك ..
بعضهم عبر لها عن ذلك تلميحاً وبرقة . وآخر كاد أن يصارحها بما يهمس به الآخرون من وراء ظهرها .. بأنها تعاني من مرض النرجسية , وعلاجها ممكن عند أخصائي نفساني . ولا عيب ولا حرج .. ولكنه تراجع خوفاً من هياجها , فهي كسلك الكهرباء العاري ,. ان مسته نقطة ماء صغيرة , أو لمسه أحد بدون قصد .. كذلك هي .. بسرعة تظهر هوجاء رعناء - شعنونة - لأقل ملاحظة تُبدي لها , مخالفة لما تراه هي .. و لا تقبل نصيحة مخلصة , ان كانت مخالفة لما تراه , وتعتبر النصيحة عدواناً عليها , وتدبر بسرعة للانتقام !.. وبالضرب من تحت الحزام ..
عمرها 32 سنة . لم تتزوج بعد . همست لها زميلتها المباشرة " عندي لك عريس "
فردت : يغوروا العرسان كلهم ..
زميلتها ( باندهاش ) : لماذا ؟!
أجابت : لا أثق في أي رجل .. ولا أحبهم , بصراحة ..
قالت زميلتها : انه شقيقي . وطيب وابن حلال مثلك ..
ردت ( بعدما صمتت برهة وقد رفعت حاجبها لأعلي ) لو نويت علي الزواج . فلن أجد أفضل منك شقيقة لزوجي .. ولكنني لا أحب الرجال . ولا أثق فيهم ولا أفكرفي زواج .. ولا أشتاق للأمومة ..
زميلتها :( بحنو هامس ) : لماذا ..ّ؟ هل عشتي قصة حب مؤذية .. ؟
= كلا .. ولكن لا يوجد رجل يستحقني ..
صديقتها : لماذا لا يوجد رجال يستحقوننا .. !؟ ان نجمات السينما العالمية وعارضات الأزياء , وبطلات الرياضة - الأولمبيات .. يجدن رجالاً يستحقونهن .. والبروفيسورات بالجامعات , والنسوة المليونيرات والمليارديرات , والوزيرات والأميرات والملكات .. كل عظيمات وفاتنات الاناث يجدن ذكوراً يستحقونهن ويتزوجن .. فأين نحن من هؤلاء , اننا موظفات عاديات , فكيف لا يوجد من بين الرجال من يستحقنا ؟!؟
هي : لا .. لم أحب رجلاً , ولا أطيق الرجال ...
صمتت زميلتها . ولم تفاتحها في الموضوع مرة أخري .. ولكنها ظلت مشغولة بما اعتبرته عقدة ولغزاً في نفس الوقت , وتتمني لوعرفت له حلاً ..
كراهية تلك الجميلة - العادية الجمال - للرجال .. لم تتوقف عند العزوف عن الزواج .. كلا , بل والرغبة الشريرة في استدراج رجل - من وقت لآخر - . واغوائه بمغازلتها , تجاوباً معها . ثم فضحه وتشويه صورته بزعم انه يتحرش بها ..! .
أول مرة كانت مع زميل لها . ظلت تتعمد الابتسام الحالم له , وتسبيل عينيها بأنثوية مغرية . حتي دعاها لتناول مشروب معه . في كازينو جميل يطل علي الشاطيء وتحيطه الخضرة , ومعرف بانه ملتقي للعشاق ..
قدم دعوته لها وقتما وجد غرفة المكتب لا تضم سواهما ..
هنا هاجت , وصاحت حتي سمعها القاصي والداني .. وجاء كثيرون لاستطلاع الأمر ..
فقالت لهم غاضبة : فاكرني واحدة سايبة ولا أهل لها .. ! أنا أخوتي رجال , وآه لو عرفوا . انك تدعوني لمقابلتك بكازينو للعشاق والمحبين ...!
- واشتكته لرئيس القسم , وللمدير .. فكانت فضيحة له .. لم يعرف كيف يبررهها سوي بالنفي وادعاء كذبها . ولكن أحداً لم يصدقه .. وتكدرت صورته أمام الكل ... !
وفي المرة الثانية .. مع زميل آخر كان قد جاء جديداً منقولاً من مدينة أخري .. ظلت تعبر له عن اعجابها بأناقته وحسن هندامه .. وأحياناً تبدي اعجابها بوسامته .. وباعتدال قوامه .. .. حتي اقتنع باعجابها به , وعرف انها راغبة فيه ..
وذات يوم . قال لها : انا طباخ ماهر .. واليوم صحوت مبكراً . ورأيت أن أعد طعاما للغذاء .. وحفظته بالبراد .. طبيخ وطعام يستاهل فمك السكر.. أنا أسكن بشقة وحدي .. ما رأيك لو تناولتي معي طعام الغذاء . لتعرفي كم أنا طباخ لا مثيل له بفندق 7 نجوم ..
فوجيء بانقلاب سحنتها , وصياحها ..
وتكرر نفس ما حدث مع الأول ... فضيحة للرجل الذي طالماً تغزلت وامتدحت وسامته وأناقته وقوامه ....!!
--- ذات يوم .. كانت زميلتها التي رفضت الزواج من شقيقها .. تتسوق برفقة زوجها . من واحد من المحلات الكبري .. وفجأة لمحتها تخرج بمشترياتها . بمصاحبة امرأة كانت تعرفها منذ سنوات مضت ..
فعرفت السر في عزوفها عن الزواج , وكراهيتها للرجال .. وتعمدها التخطيط للايقاع بهم في شباك أنثويتها .. بغرض فضحهم والتشهير بهم .. !
في اليوم التالي عندما قابلتها في مكان العمل .. قالت لها : لقد شاهدتك بالأمس عندما كنت أتسوق من المحل الكبير . كان معي زوجي . وكدت أن أناديك لأسلم عليك أنتي والسيدة التي كانت معك . ولكن المسافة بيننا كانت بعيدة , قرب بوابة الخروج ..
فردت بالقول : نعم .. وهذه السيدة هي أحب وأعز صديقة لي . انها صديقة عمري وحياتي ..
فسألتها : اتعرفيها منذ مدة طويلة ؟
- نعم .. لا نفترق أبداً ولا يمكن أن يمر يوم دون أن نلتقي ..
زميلتها : أنا أيضاً أعرفها ..
= صحيح ؟؟
- نعم .. لقد كانت زميلتي بالكلية ..طوال 4 سنوات .. أعرفها جيداً .. ( ثم ابتسمت ابتسامة خفيفة , ذات معني , أتبعتها بغمزة خفيفة من عينها ) .
= ( سألتها بشيء من الانزعاج . حاولت اخفاءه ) : ماذا ..!؟ ماذا تعرفين عنها !؟
زميلتها : كل خير .. ( وبصوت خفيض قالت ) هذه حريتها الشخصية .. ولكنها ليست مؤذية . بل هي انسانة طيبة .. ما تحبه , فهي تحبه . وما لا تحبه.. طالما انه لا يؤذيها فهي لاتدبر الأذي لأي رجل .. لذا فأنا أقدرها وأحبها ..
عرفت من فحوي الكلام .. انها تعلم بأن صديقتها المفضلة : سحاقية .
ولم تشأ أن تزيد معها في الحديث ...
-- أما المرة الثالثة , والأخيرة .... فكانت مع موظف يفد من فرع آخر , بشكل دوري ... يحضر كل أسبوعين .. لقضاء بعض مهام العلاقة بين الفرعين ..
واعتادت هي كلما جاء , علي استقباله بحفاوة وترحاب , وتطلب له فنجان قهوة , حسب الذوق الذي يحبه ..
وذات يوم , أشارت له نحو القرط ( الحلق ) الجميل الذي بأذنها . وسألته : ما رأيك ؟ هل هذا القرط أجمل ؟ أم الذي كنت أضعه بأذني في المرة السابقة .. ؟
رد بالقول : أنتي جميلة في الحالتين , أي قرط تضعيه بأذنيك يزداد جمالاً وكل ما تلبسينه هو لائق دائما معك . وهذا يرجع لجودة ذوقك , ولحسن اختياراتك
فتهللت أساريرها وأومأت له شاكرة . بطريقة فيها اشتهاء أنثوي مغري ..
وفي زبارته التاليه للفرع .. بعدما استقبلته بحرارة ولهفة كعادتها , وطلبت له فنان القهوة المعتبر .. غمزت له بعينها , بأن يقترب منها , وفتحت حقيبة يدها .. وأطلعته علي عدد من صورها , وراحت تسأله عن أية صورة من صورها هي أجمل ..؟
فأبدي اعجابه بجمال كل الصور وبجمالها .. ووجد انه قد حان الأوان ليقدم مبادرة , ليلتقي بها بخارج العمل ..
فسارع بسؤالها : هل شاهدتي الفيلم الجديد المعروض بالسينما الآن . والذي يتحدث عنه الجمهور والنقاد ؟
أجابت : لم أشاهده بعد .. سمعت عنه فقط انه جيد جداً ..
فقال لها علي الفور : ما رأيك لو حجزت بطاقتين اليوم , ونراه معاً .. انه فيلم ممتاز ..
هنا انتفضت صائحة .. غاضبة ..
قائلة : سينما ,,!؟ هي حصلت .. !!؟؟ تريدني أن أذهب معك للسينما .. ؟؟! بأية صفة سأذهب معك للسينما !؟ شقيقي ؟ خطيبي ؟؟ والله عال ..
جاء المدير ورئيس القسم , علي صياحها .. بالاضافة لبعض زملائها وزميلاتها ..
فراحت تُشهّر به أمام الجميع .. وهي تشير اليه بغضب واستنكار .. انه يدعوني لدخول السينما .. !!
أسقط في يد الشاب . وألجمه الذهول من المفاجأة الصادمة .. والاهانة التي وجهت له ..
ولم يعرف كيف يرد , أو كيف يتكلم .. وهو الانسان المحترم , الحريص علي أن يحترمه الناس كما يحترمهم .. ولولا انها أعطته كل الأضواء الخضراء , ليقدم مبادرته , لبناء جسر للود بينهما , لما تجاسر أبداً علي دعوتها للسينما ... ! .
تدخل المدير , وقال له برفق :
المدير : تعالي يا سيد فلان .. ( ليتبعه الي المكتب )
فتبعه الرجل , وهو مذهول والخجل يكسوه ..
في مكتب المدير .. طالبه بالجلوس .. جلس ..
المدير : احنا نعتذر لك عما حدث ..
حاول الدفاع عن نفسه ..
المدير : نحن نعتذر لك .. فيبدو انها انسانة مريضة .. وليست تلك المشكلة الأولي لها ومنها .. والآن سوف أتصرف معها .. ولكنني أعتذر لك عما حدث ..
.... ... اطمأن الرجل .. وانصرف .. ولكنه كان متألماً ..
بعد ساعة , استدعاها المدير .. وأنذرها قائلاً ..
المدير : لا أريد أن أسمع منك تفاصيل ما حدث اليوم .. ولكن اعلمي انها هذه هي المرة الثالثة .. ومثل مشاكلك تلك . لم تحدث من قبل . من أية موظفة من زميلاتك ..
ثم استطرد : عندك اجازة يومين .. ثم تعودي لنري ان كنا سوف ننقلك لادارة أخري .. أو توقعي علي تعهد بانه لو تكرر ذلك مرة رابعة .. فسوف نحولك للعلاج النفسي ..
.. ..
نكست رأسها , و سكتت . وعلمت انها ستكون المرة الأخيرة التي يمكنها الاستمتاع بممارسة الشر . انتقاماً بلا مبرر سوي حالة مرضية واجبة العلاج .أساسها عدم حبها للرجال , وعدم رغبتها فيهم .
أشار لها المدير , بالانصراف , اجازة لمدة يومين , فقامت منصرفة .. دون أن تنبس بكلمة واحدة ..
====
تعليقات
إرسال تعليق