مقالات 2005 = 58


سوريا ؟ أم ايران ؟ المنبع أم المصب ؟



ها هي الدائرة تدور علي سوريا الآن بعد العراق ، وعلي يد نفس الحزب المسمي بالبعث.. والمتخصص في الوأد
.. بعد أن وأد الكثيرين من شعوب العراق .. ثم أوصل العراق بأكمله الي المذبحة التي جرت عند سقوط بغداد ولا تزال جارية حتي الآن بزعم مقاومة الاحتلال الأجنبي ، ولولا البعث لما جاء احتلال أجنبي للعراق .. وما هو الاحتلال الأجنبي بأكثر قسوة علي العراق وشعبه من الاحتلال البعثي..
وبعد أن رسمت ونجحت الخطة لاصطياد حزب البعث النازي بالعراق.. ها هي الخطة وبنفس السيناريو تقريبا ، تمضي لاصياد حزب البعث لنازي السوري ..
والشعب السوري شعب مسكين قد شرب من الدمار والافقار والقهر والمذابح علي يد البعث ما يكفي بل ويزيد عن الكفاية .. 
فتري : هل سيمضي أشاوس البعث ( الوأد ) السوري ، في مكابراتهم وغيهم مثلما فعل أشقاؤهم أشاوس ونشامي بعث ( وأد) العراق .. حتي دمروه عن آخره ودمروا شعب العراق ولا يزالوا يواصلون حمامات الدم اليومية لشعب العراق بمختلف طوائفه وأعراقه بزعم مقاومة الاحتلال ، بينما هم وبعثهم أسوأ احتلال عرفه العراق طوال تاريخه ؟!!
لماذا تعد أمريكا وحلفاؤها الآن وبقرارات شرعية من هيئة الأمم المتحدة مثل ما ‘اعدته لصدام ، ومثل ما أعدته للأخ العقيد .. – ويدفع الثمن دائما الشعوب المقهورة المغلوبة علي أمرها ؟
لعل الجواب علي السؤال معروف.. وهو أن كل عناصر القتل والتفجير والدمار والرعب داخل العراق ضد القوات الأمريكية والحلفاء ( وضد الشعب والجيش والشرطة العراقيين أصحاب النصيب الأكبر والأوفر من سفك الدماء ) 
تأتي من سوريا عبر أراضيها ، وقواعدهم قريبة من الأراضي السورية ..
هذا صحيح ولكن : هل بمقدور سوريا تمويل ذلك ؟
طبعا لا .. فلا يخفي أن ميزانية سوريا لا تحتمل ذلك ؟
اذن من أين يكون منبع الجرائم الجارية الآن بالعراق لمنع استقراره ، ولخوف النظم الديكتاتورية من انتقال ثورة التغيير والاصلاح اليها بطريقة أو بأخري ..
ويعلم الجميع أن ايران هي الممول لسوريا والمشجع لها والحليف .. وبدون تمويل ايران لن يكون لما يسمي المقاومة.. الماضية في تدمير العراق وشعبة ثمة وجود يذكر ..
أي أن سوريا مجرد مصب أما المنبع فهو ايران .. .. - تصريح الناطق باسم الخارجية الايرانية : " سوريا صديقتنا والضغوط عليها غير مقبولة " – كما هو منشور يوم 6/11 الجاري بموقع شفاف الشرق الأوسط -
صحيح أن المصب –سوريا - هوشريك للمنبع –ايران – في المخاوف وفي الدوافع وفي المصلحة .. ولكن لولا المنبع لما امتلأ المصب بل لظل فارغا أو يكاد ..
وطموحات ايران – بلاد فارس - التوسعية الامبراطورية الاستعمارية القديمة يحملها نظام العمائم ( آيات لله)
بداخله .. وقد عبر عنها ذلك النظام مبكرا عقب استلامه للسلطة بزعامة الخميني عندما أرسل عددا كبيرا من الايرانيين الي السعودية في زي حجاج لزعزعة أركان السلطة هناك بزعم تحرير الأماكن المقدسة (!!!!)
كما أن مناوشات ايران لدويلات الخليج لا تتوقف معبرة دائما أن تلك الدول ما هي سوي جزء من حدودها وأراضيها - ..
وايران لا تعادي اسرائيل وحسب وتتطلع لمحوها من الوجود – حسب اعلان الرئيس الايراني في الأيام الماضية ..ولا ندري ان كان سيدمر اسرائيل ومن هم وراء اسرائيل أيضا – مثلما أعلن عبد الناصر من قبل.. أم سيكتفي الرئس الايراني بتدمير اسرائيل فقط ؟!..
وانما ايران التي تدين بالمذهب الشيعي الاسلامي تعادي المذهب السني الاسلامي عداء ربما يفوق عداءها لاسرائيل بكثير .. ويبدو أن نظام ايران – الحالي - لديه استراتيجية لنشر المذهب الشيعي وتدمير المذهب السني ..وربما بنفس الطريقة التي تنوي بها تدمير اسرائيل .. ويؤكد ذلك جماعة أهل السنة الايرانيين المضطهدين في ايران اضطهادا لا مثيل له في العالم حسبما يعلنون في نشراتهم وموقعهم الالكتروني .. أن ايران هي البلد الوحيد في العالم الذي لايوجد به ولا يسمح فيه بوجود مسجد لأهل المذهب السني الاسلامي ... ...
ومن أموال البترول الايراني الوفيرة يمولون كل من سوريا وحزب الله ، وربما حماس أيضا ، ويجندون اعلاميين في مختلف الدول العربية - علي طريقة صدام –
والهدف من وراء ذلك هو نشر المذهب الشيعي 
ان البترول الشيعي في ايران ، والبترول السني الوهابي في السعودية وجهان لعملة واحدة .. وهما المنبع الذي يغذي ويصب في كل بؤر الارهاب التي تقذف بحممها في كل مكان بالعالم و .. بدون استثناء السعودية أو ايران ..!! 
نشر بموقع الحوار المتمدن-العدد: 1378 - 2005 / 11 / 14

تعليقات