ليست سعيدة بأضواء الاعلام



أولاً .. لم يعد من الحكمة الحديث عن قضية مريم والصفر . وحدها .. فهذا سيساعد علي بقاء الجدل حول أحقيتها وعدم أحقيتها .. ! باعتبارها حالة فردية بينما الأمر ليس كذلك ..
فوجود  حالتين أخريين في مثل حالتها .. يجعل الحديث عنهم معاً , يعطي دليلاً دامغاً علي عدالة قضية مريم  المظلومة . وعلي وجود الفساد والتزوير التعليم ..  والطالبان هما : 
الطالبة  " مروة محمد عيسي " , و الطالب " أحمد عبد الناصر "
ربما مأساة مريم اشتهرت اكثر لوجود بُعد طائفي , حشد وراءها زحما من المتعاطفين - سواءا طائفيا أو انسانياً لصرغ النظر عن الانتماء الطائفي الضيق .
--- هذا أولاً ..
ثانياً ..وهو ما نريد الحديث عنه .. ان الاعلام بأنواعه قد سلط أضواءه علي مريم . بأكثر كثيراً مما سلطها علي أي مسؤول من المسؤولين بالدولة .. بمختلف أنواع المسؤولية - سياسية أم غيرها - 
لكون هؤلاء المسؤولين لم يفعلوا شيئاً - لا بالايجاب ولا بالسلب - يستحق انجذاب الاعلام نحوهم .. 
          ويبدو أن ذلك قد جعل شيئاً من الغيرة لدي هؤلاء المسؤولين ,  الغيرة من مريم .. 
وعز عليهم ألا يشاركوها فيما حصلت عليه من الأضواء .. فطلبوا مقابلتها . 
!!!
ولكنني لم ألحظ سعادة علي وجه مريم  . من تسليط الأضواء الاعلامية بأنواعها عليها .. رغم حداثة عمرها .. يبدو انها أنضج وأحكم وأعقل من ذلك بكثير ..
  فمريم .  كما هو واضح طالبة ذكية , متفوقة , لديها ما يكفي من الوعي . بما يجعلها  لا تفرح بأضواء الاعلام  - تلك الأضواء التي يركض نحوها شخصيات كثيرة . بأية طريقة وبأي شكل .. ولو غير لائق ...
أما مريم .. فطوال الوقت .. أكاد لا أري ابتسامة علي وجهها أمام كاميرات الصحف وشاشات الفضائيات .. بل دموعها تسبق كلامها .. وعلامات الفجيعة تكسو وجهها ..
 مريم .. تلك الصبية الصغيرة .. الطالبة المتفوقة .. من الواضح انها تدرك أن كارثة صفرها ,, ليست فجيعة شخصية لها وحدها .. بل هي فجيعة وطن .. اخترقه الفساد والفاسدون من اخمص القدم وحتي الرأس .. 
فجيعتها ليست شخصية . بل فجيعة فقدان ثقتها وثقة الشعب . في وزارة التعليم وعلي رأسها الوزير . المذبذب التصريحات والمتعدد المواقف .. تارة ما بين الاقرار بالتزوير والاعلان عن العزم علي الاعتذار لمريم . وتارة بالتملص من تصريحه , وتارة بالتهديد بحق الكنترول برفع قضية تعويض علي مريم .. (!) 
مريم تدرك أن فجيعتها . هي فجيعة مصر - وطن وشعب - في كافة أجهزة الدولة .. المتورطة بفساد التزوير , والمتواطئة معها , المدلسة , والمرتعشة .. أجهزة كاملة .. من تعليم , لنيابة , لطب شرعي .. لوزير التعليم .. وحتي رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية .. اللذين يبدوان وكأنهما لا يعيشان بالبلد , ولم يسمعا بعد عن الفضيحة التي طالب البعض - وعنده حق - بتدويلها . لفقدان الثقة في نزاهة كافة أجهزة السلطة .. !!
لم يسمع رئيس الجمهورية بعد عن تلك القضية المأساة التي هزت وتشغل الوطن بأكمله .. لا عن طريق مستشاريه ولا معاونيه , ولا عن طريق الاعلام , ولا , ولا , وربما ولا حتي عن طريق أحد من أفراد عائلته أو من أصدقائه ... (!!) ..

أما رئيس الوزراء الذي طالب بمقابلتها .. فالتصريح الذي صدر عنه .. لا  يفهم منه أي شيء نافع . كلام عائم . يدل اما علي التواطؤ , أو علي ادعاء عدم الالمام ولو بخلاصة القضية من مساعدين أو مستشارين .. وكأن القضية في بدايتها . وكأن هو أول من اشتكت له الطالبة , ولم يعلم بالأمر الا عندما قابلها . وسوف يأمر بالبحث والفحص .. !!!  وكأن القضية لم تعرض بعد علي نيابة وطب شرعي . .. وما قاله هو كلام عائم ..
(!!!)
الا انه كان يرغب في ألا تفوته فرصة التقاط صورة مع مريم .. تلك الفتاة التي صارت نجمة الاعلام بكافة وسائله .. منذ ظهور نتيجة امتحان الثاوية العامة .. 
   لم نشاهد ابتسامة علي وجه مريم .. أثناء ذاك اللقاء غير المفهوم الهدف ولا الفائدة .. بل الاحساس بالمرارة يعتلي وجهها , والندم علي تضييع مزيد من وقتها فيما لم ينفع بشيء.... ( تضييع وقت ومصاريف سفر . من الصعيد للقاهرة . ولن يدفع لها شيئاً من تلك التكاليف / يعني كما يقول المثل الشعبي " موت وخراب ديار " )
أما وجه رئيس الوزراء فتكسوه ابتسامة صفراء . أو محاولة للابتسام .. ..!!
                          

                 
----  وعن باقي طلبات مقابلة مريم . ( واعتذارها عن المقابلة ) . ما نشر أحد الناشطين والكتاب الأقباط . بموقع التواصل الاجتماعي . نقلاً عن جريدة الوطن  :

وتعليق يقول : 
انا مصري عندما يكون لي حق عند الدولة الجأ للقضاء . الجأ لريس الدولة .. لكن الجأ للجامع او الكنيسة ليه ؟!
     -----                        
هذه طالبة متفوقة أخري " مروة محمد عيسي " تحصل علي صفر في الثانوية العامة.

         وهذا طالب ( الحالة الثالثة ) :
               نفس المأساة يعيشها الطالب " أحمد عبد الناصر " :
             : الطالب أحمد عبد الناصر
 الطالب الحاصل على صفر فى الثانوية العامة 


بالإسكندرية.."أحمد" كان حلمه يدخل كلية الطب 

وفوجئ بالنتيجة 0%.. والده: كان بيذاكر 18 ساعة يومياً 

وفاز بمسابقات أوائل الطلبة..والدته: تظلمنا دون جدوى

- جريدة اليوم  السابع  1-8-2015   
---- 
http://salah48freedom.blogspot.ca/?view=flipcard
====  

تعليقات