مقالات 2005 = 59
كلمتي لمؤتمر واشنطن
فتش عن العقيدة الاظلامية ...
تلقيت دعوة كريمة – شاملة تكاليف الاقامة والسفر - لحضور مؤتمر واشنطن ( عن غياب الديموقراطية وحرية الأديان في مصر وبلاد الشرق الأوسط- ويمتد من 16 وحي 19 من نوفمبر الجاري - ) ، ولظروف خاصة اضطررت للاعتذار ، وهذه كلمتي للمؤتمر :
وراء كل محنة في الشرق الأوسط – وفي المقدمة مصر – فتش عن العقيدة الاظلامية .. وسوف تجدها..
وراء كل اضطهاد للأقليات بالشرق الأوسط – وفي المقدمة مصر – فتش عن الدين الاظلامي .. فسوف تجده هو المحرك..
وراء كل مصادرة لحرية الرأي وحرية التعبير ومصادرة الكتب وقتل المفكرين ومقاتلة الثقافة في الشرق الأوسط – وفي المقدمة مصر – فتش عن " دين الاظلام " وسوف تجده هو صاحب الايحاء والافتاء بذلك ..
وراء أية أحداث عنف وتدمير وارهاب وتفجير وسفك دماء في الشرق الأوسط – وفي المقدمة مصر – فتش عن عقيدة الاظلام .. وسوف تجدها هي الملهم والمحرض القدير ..!
وراء أية أحداث للفتنة الطائفية الأليمة والقبيحة في الشرق الأوسط – وفي المقدمة مصر – فتش عن " الدين الاظلامي " وسوف تجده بمخالب وأنياب الغيلان وابتسامة الرهبان أحيانا.. ودموع التماسيح أحيانا أخري ..!!
فتش عن الدين الاظلامي وستجده هو الحائط الذي يحرص كل ديكتاتور علي الاستناد اليه ، والمظلة التي يحرص كل طاغية علي أن يستظل بها ، والقناع الذي يحرص كل حاكم مستبد جاهل علي أن يضعه علي وجهه من لحين لآخر لخداع عامة الشعب من البسطاء ..
ان كان الاخوة المسيحيون يصرخون تارة ويئنون تارات أخري من الاضطهاد الطائفي مما دفعهم للخروج بالصراخ الي خارج مصر في مؤتمر عا لمي بواشنطن .. فليسوا وحدهم الذين يعانون الاضطهاد.. لذا أحسنت ادارة المؤتمر
عندما جعلته للجميع مسيحيين ومسلمين علي السواء ..
فكاتب هذه الكلمة ، كتب من قبل معبرا عن رأيه ككاتب بالحجة والمنطق ، فزجوا به في السجن 3 سنوات بتهمة ازدراء " الدين الاظلامي "
.. لعجزهم عن الرد المقتع عليه بالكلمة وبالمنطق ..
ولا يحسب الأخوة الأقباط المسيحيون أنهم فقط المضطهدون في وطنهم مصر من قبل " العقيدة الاظلامية" وأفرادها جنود الظلام ، حراس الظلم ..
كلا .. ففي السجن قابل كاتب هذه الكلمة ورأي بنفسه مصريين آخرين غير مسيحيين – ما يقرب من عشرين فردا ، من محافظة سوهاج - ظلوا بالسجن – بقانون الطواريء العسكري المزمن – لمدة عام كامل لأنهم مارسوا حقهم في حرية العقيدة .. كحق دستوري و د ولي واعتنقوا الديانة البهائية وتركوا " دين الاظلام " .. والتهمة كانت
.. ازدراء الدين الاظلامي ..(!) بالرغم من أنهم اناس ودعاء ولا يهاجمون أحدا ولا يتدخلون في السياسة ..(!)
ورأي كاتب هذه الكلمة بنفسه مواطنين مصريين سجنوا –اعتقال بقانون الطواريء العسكري المزمن – لمدة عام كامل وبدون محاكمة – لأنهم استخدموا حقهم في حرية العقيدة واعتنقوا الديانة المسيحية وتركوا الديانة الاظلامية بعد أن اكتشفوا حقيقتها وعرفوا بدايتها الدموية وتاريخها الأسود الحالك السواد ( هاشم محمد .. من أسيوط ) ، ( وهشام سمير .. من الاسكندرية ) ، ( والأخير يعرفه جيدا ويعرف حالته الكتور " سعد الدين ابراهيم " أحد أبرز المشاركين في المؤتمر ، حيث كان مسجونا معنا.. في قضية مركز بن خلدون ، الباطلة الملفقة و بحكم القضاء ) ..
نعم علي الأخوة الأقباط المسيحيين ألا يظنوا أنهم المضطهدون طائفيا وحدهم في وطنهم مصر بفعل " العقيدة الاظلامية "
ففي السجن قابل كاتب هذه الكلمة مصريين معتقلين بقانون الطواريء المزمن لأنهم مارسوا حقهم – الدستور والدولي – في حرية العقيدة ، واعتنقوا المذهب الشيعي ( الاسلامي ) تاركين المذهب السني ( الاسلامي أيضا ) !
وكانت تهمتهم هي : ازدراء الأديان (!!) .
و قابل كاتب هذه الكلمة بنفسه في السجن بمصر العشرات من المصريين زج بهم في السجن لأنهم يتبعون طريقة صوفية اسلامية اسمها : " الطريقة البيومية " (!) والتهمة كانت ازدراء أديان (!!) .
ورأي بنفسه ما يقرب من عشرين فردا زجوا بهم في السجن – اعتقال بقانون الطواريء – لأنهم يتبعون جماعة صوفية اسلامية يتزعمها " الشيخ سيد طلبة " وهو رجل مسالم ومهذب ، نسبوا اليه ادعاء النبوة – وكانت التهمة الموجهة له ولمجموعته هي : ازدراء الأديان..(!) حكم عليه بالسجن 3 سنوات أما باقي المجموعة فقد قضوا بالمعتقل قرابة سنة ..(!) . والتنبي ، أو حتي التأله ( ادعاء النبوة أو ادعاء الألوهية ) هما بموجب الدستور والقوانين الدولية التي تقر حرية العقيدة : عقيدة أيضا . اعتقاد .. عند أصحابها ( دعاتها ) وعند من يؤمنون بهم ... وهو حق لهم .. والله وحده هو الذي يحاسب عن تلك الأشياء ، ويغفر أو يعاقب ..
لعل الأخوة الأقباط المسيحيون يعرفون أن أحداث الارهاب والقتل التي تعرض لها المسيحيون بالاسكندرية مؤخرا علي أيادي جنود الظلام ودين الاظلام ، وحماته ليسوا وحدهم المنكوبين بارهاب الدين الاظلامي بل العراقيون تسفك دماؤهم أيضا.. ، والأردنيون روع أمنهم وسفكت دماءهم منذ أيام ، والجزائريين ذبح منهم عشرات الآلاف كما تذبح الشاة علي أيادي رجال " عقيدة الاظلام " والأفغان والباكستانيون والاستراليون – بجزيرة بالي الاندونيسية -، سفكت دماؤهم وفي هولندا ونيجيريا ولندن والشيشان وجنوب السودان ونيجيريا وأمريكا ( سبتمبر 2001 )
.. ونذكر الأخوة الأقباط بأنهم ليسوا وحدهم مسيحيوا مصر الذين يعانون من اضطهاد جنود " الدين الاظلامي " لهم ، بل المسيحيون في العراق أيضا عانوا ولا يزالون يعانون مثلما تعانون علي أيادي جنود الدين الاظلامي .. واليهود بتونس فجرت معابدهم ، واليهود بأسبانيا أيضا والهندوس بالهند وكشمير يقتلون وتفجر معابدهم .. كل ذلك علي أيادي جنود " الدين الاظلامي .. "
وكل ذاك الرعب والارهاب والدمار وسفك الدماء بكافة أنحاء العالم ، ليس قاصرا علي عصرنا هذا وحده وانما يمتد عمره للوراء الي أكثر من 1400 عام من القتال والقتل والنهب والسلب واغتصاب الأسيرات وحرق المدن والمكتبات..!
ومنذ ذاك الزمن البعيد وتلك الحركة الارهابية تضع وباتقان علي وجهها قناع : دين ..(!)
وتحتفظ بنصوص ألغيت – منسوخة – تدعي فيها الرحمة والوداعة .. وتسمي نفسها اسما مشتقا من السلام..!!!
وقد آن الأوان للمجتمع الانساني أن يحرر نفسه من عار بقاء تلك الحركة الارهابية متسلطة عليه طوال 14 قرن من الزمان .. وتهب كل شعوب الأرض الحرة الواعية لنزع قناع الدين من فوق وجه تلك الحركة الارهابية البدوية الصحراوية ، طاردة اياها من بين صفوف الأديان الداعية الي السلام والرحمة .. .. وتتوقف عن دعوة تلك الحركة الارهابية باسمها الحالي المخادع وانما تدعوها بالاسم اللائق بها : ( الاظلام .. ) لا غير ذلك.. وتصحح لمن ينطقها أو يكتبها بغير اسم : الاظلام ..
انني أدعو حضرات منظمي المؤتمر وحضوره ، المؤمنين بأهمية عقده الي ضرورة الدعوة والسعي لعقد مؤتمر دولي باشراف الأمم المتحدة والدول الكبري لتقييم التاريخ الأغبر لتلك العقيدة الاظلامية .. وبحث ماضيها وحاضرها الارهابي المزعزع لأمن وأمان البشرية في كل العصور ومنذ 1400 عام مضي .. والنصوص الارهابية االصريحة والمقدسة بتلك العقيدة وكشف النصوص المراوغة المخادعة وتعريتها .. لأجل وضع حد لوجودها كديانة وسط الأديان .. ومعاملتها بما يليق بها كحركة ارهابية ، و تحظر دول المنظمة علي أفراد شعوبها الانتماء اليها وتغلق أوكارها النافثة لللارهاب والمدجنة للارهابيين بزعم أنها دور عبادة ..(!!)
نعم من حق المجتمع الانساني أن ينعم بالسلام ، ولن يتحقق له ذلك الا بالخلاص من " الدين الاظلامي" ..
سبق النشر بمقع الحوار المتمدن-العدد: 1381 - 2005 / 11 / 17
تعليقات
إرسال تعليق