كتابات مختارة - عقائد ما بعد الموت في ألأديان ألرومانية

إعداد  صلاح الدين محسن
7-10-2025
--
عقائد ما بعد الموت في ألأديان ألرومانية

الكاتب : كامل علي
 
الحوار المتمدن  2025 / 11 / 6    
 
 



 ألدين في ألعصر ألإتروسكي:
ألإتروسكيين كوّنوا لأنفسهم صورة على درجة عالية من الغنى والتعقيد للحياة الثانية، وأهتموا بها إلى درجة جعلت الأحياء مشغولين على الدوام براحة ألأموات، يتجلى هذا الإهتمام في قبورهم ألفخمة وقرابينهم الجنائزية السخية. فعلى الرغم من قناعتهم بوجود عالم أسفل، كان لديهم قناعة أخرى بأنّ شخصية الموتى تستمر من خلال رفاتهم، ولذا فإنّه من الضروري أن يستمتعوا بحياة القبر كيلا يعودوا لإيذاء الأحياء.
بدءا من القرن الرابع، وبعد أن فقد الإتروسك سلطتهم في روما، نلاحظ أنّ فنونهم تعكس خوفا متزايدا مما يمكن أن يجلبه الموت.
عادات الدفن في العصر الجمهوري:
لقد بلغ الإهتمام بالأسلاف عند الرومان حد الهوس،إلا أنّ عنايتهم بالموتى لم تبلغ الحد الذي بلغته عند ألأتروسك، وعلى الرغم من فلسفة فيرجيل وشيشرون التي تحدثت عن نوع من حياة الروح بعد الموت، ولاسيما لمن يستحقها، فإنّ الأفكار الرومانية عن الحياة الثانية كانت غامضة ومشوشة (إلا إذا كانوا من المؤمنين بديانات الأسرار). وكانت لديهم خوف من عودة أشباح الموتى، ولاسيما المتوفين حديثا ممن يحملون ضغينة ما، لإحداث الأذى بالأحياء. وكانت المقابر منطقة حراما ومحمية من قوى فوق طبيعانية ومحوطة بتحريمات عديدة.
في الفترات الأولى مارس الرومان عادة حرق الجثث مثلما مارسوا أيضا عادة دفنها، ولكن الحرق كان هو العادة السائدة منذ القرن الثالث ق. م. وبعد ثلاثمائة سنة عاد الدفن ليكون العادة السائدة، ربما بسبب شيوع الإعتقاد بأنّ راحة الروح تعتمد على راحة الجثة في القبر. ومثل هذه الأفكار كانت سائدة في عبادات الأسرار، على الرغم من تعارضها مع توكيدها على استمرار حياة الشخص في عالم روحاني بعد الموت، وكان تصميم مقابرهم يعكس رؤيتهم لإستمرار الروح بإعتبارها كائنا مستقلا حصل على حقه في النعيم.
آلهة ألعالم ألسفلي:
أستعار ألرومان من أتروريا القديمة فهمهم للأقاليم الجهنمية وسكانها. في الجحيم الأتروري تختلط الرؤية الساذجة والمخيفة الشائعة في كل الأديان البدائية مع مفاهيم مجردة من أنظمة أكثر تطورا. وكلاهما خاضع للتأثير الإغريقي مع الإحتفاظ بالطابع القومي. من الشخصيات الجهنمية الرئيسية هنالك كارون وتشولشا، وهي شيطانة أنثى بعينين ضاريتين وأذني حمار ومنقار في مكان الفم، وثعبانين ملفوفين حول رأسها والثالث حول ذراعها. وعند الموت تستولي على الروح جماعتان من الجن الأولى حقودة ويقودها كارون ألذي يحمل مطرقة أو مشعلا. والمجموعة الثانية خيّرة ويقودها فانث. ويمثل صراعهما الصراع بين الخير والشر.
يرتحل الميت إلى العالم الآخر إما في عربة أو على ظهر حصان، أو سيرا على قدميه. ويُرسم احيانا مع اثنين من الجن، أحدهما يقوده من يده والآخر يتبعه، ويرافقه في بعض الأحيان إله مجنح يحمل في يده اليمنى لفافة ورق حُفرت عليها أعمال الميت. هنا إله جحيمي آخر، وهو تاغس، علّم الأتروريين العرافة وقواعد التنبؤ بالمستقبل بواسطة فحص الأحشاء ومراقبة البرق، وقد انبثق تاغس في هيئة طفل خرج فجأة من ثلم أحد الحقول، أمام أحد المزارعين وهو تارشون، وأفشى له بمعادلات سحرية معينة جُمعت فيما بعد في كتاب.
لم يكن للرومان آلهة جحيم عظيمة وهناك آلهة لهم شخصيات مشوشة لم تتطور إلا تحت التأثير اليوناني من هؤلاء الآلهة:
ديس باتر وأوركوس وفيبروس ولبيتينا وليمورس، لارفاي.
في العصور الأولى كانت ألآلهة الجهنمية الحقيقية هي المانه وكانوا على الأرجح آلهة أخيار.

المصادر:
قصة ألحضارة - ول ديورانت.
موسوعة تاريخ ألأديان/ ألكتاب ألثالث – تحرير فراس ألسواح.

----


____________________________

تعليقات