تأملات وخواطر في الميثوليجيات - 1

صلاح الدين محسن
 8-5-2024

1 - 
في الدول ذوات النُظم الحديثة - العصرية المدنية . تريح الدولة نفسها وتريح كل مواطنيها بعدم جعل خانة للديانة في البطاقة - الهوية - وبعدم كتابة الديانة في شهادة قيد المولود عند ولادته . ولا في قسيمة الزواج . ولا في طلب التقدم لوظيفة . ,ولا أي مستند رسمي .

لعل أول من دعوي قضائية , يطالب فيها الدولة بتغيير ديانته في البطاقة - الهوية - بدلاً من الديانة الاسلامية .. هم بهائيون مصريون . و أغلبهم  ورثوا البهائية أباً عن جد . وكان عام 2004 ,  بعد ذلك ب 4 سنوات , صدر حُكم - يقف في منتصف الطريق ! - ... 
- ونشر الخبر كلُ من : موقع : بي بي سي - عربي , وكذلك : العربية نت  .

2 - 
المناضل .. غير المناكف :
الذي يدعو لحذف خانة  الديانة تماماً من الهوية , ويبذل جهدا ويتحمل صعوبات ومضايقات , ويصبر : هو مناضل 
لأنه يسعي للارتقاء ببلده ككل .. بسلطات بلده وبالشعب . لمصاف الدول المتحضرة . حيث لا توجد خانة للديانة بالهوية  

أما من يسعي ويستميت لاثبات ديانته هو في الهوية - أيا كانت ديانته - فهو يعمل علي تكريس وتثبيت وضع غير حضاري في بلاده - بقاء خانة الديانة بالهوية .. !
هذا غير مناضل . بل مناكف .. مناكفات عقائدية .. !
ويفتح الباب أمام آخرين ليفعلوا مثله : الشيعي , والشيوعي , و الارثوذكسي والكاثوليكي وغيرهما , والوجودي , والعلماني , والربوبي , و  و  الخ .. كلُ يرفع قضية للمطالبة بكتابة ديانته بالهوية - أو كتابة مذهبه الديني .. وليس ديانته فقط / اذ يكاد لا يوجد مذهب الا ويكفر المذاهب الأخري في نفس ديانته ! وهي تكفره أيضاً .. !
( و كدا .. تبقي : هاااصت .. ولاصت , آخر لُوصة !! - كتعابير المصريين )

والصواب .. أن تكون كل الجهود في اتجاه : حذف خانة الديانة تماماً , من أي مستند رسمي ..

والسُلطة الرشيدة غير السلطة المناكفة
والسلطات التي تدخل نفسها في لعبة المناكفين , والمناكفات العقائدية من ذاك النوع , بان تصر علي بقاء خانة الديانة بالهوية , وبباقي المستندات الرسمية ... هي سلطات مناكفة .. تضيع وقتها ووقت العدالة , فيما يعوق تقدم ونهوض بلادها عن اللحاق بالدول المتحضرة التي نهضت وتقدمت .

3 - 
( يوجد كِتَاب معروف عالمياً " هكذا تكلم زرادشت " للفيلسوف الألماني " نيتشة " )
أعرف واحد , قرأه , وقرأ عن زرادشت . فأعجبته الديانة الزرادشتية .. فاذا به قد " تزردش " - صار زرادشتياً - و هجر ديانته الموروثة - ..
 ولقب نفسه ب : العابر .. !
وكأنه قد عبر بحر المانش - ووجب اعتباره بطلاً ! في السباحة - الدينية .. للمسافات الطويلة ( ! )
بينما هو عابر .. من خبلٍ عقائدي , الي خبلٍ عقائدي آخر ! .  
و رُبّ خَبلٍ , هو أخَفّ وطاة من أخيه الخبل ..!! . 

4 - 
الاديان كلها .. قديمة جداً .. ومواثيق حقوق الانسان الدولية , والمفاهيم والقوانين الحديثة العصرية للمتحضرين .. هي شريعة حديثة .. من عصر الليزر والأقمار الصناعية والسفر بالطائرات والقطارات الفائقة السرعة , شريعة من عصرالانترنت والروبوت والذكاء الاصطناعي ..  شريعة حديثة تغني عن شرائع عتيقة , من زمن السفر بالخيل والبغال والحمير .. والتداوي  بشرب أشياء مقززة كالبول البعيري  .
وشرائع العصر الحديث , لا تُخبِّر أتباعها عن قدوم إله يركب السحاب ! دون أن ياتي بطائرة خاصة - كرجال الأعمال في عصرنا هذا .. !
السحاب مجرد بخار , كالذي يخرج بكثافة من أواني الطهي , وكالدخان الكثيف الذي نراه وقت حدوث حرائق أو انفجار بركان .. 
من يسافر بطائرة في يوم غائم , و شقت بركابها السحاب , سيري  بنفسه ماذا يكون هذا السحاب , عندما يخترقه جناح الطائرة.. انه : بخار , دخان . لا يصلح ليركب فوقه أحد . ولا حتي عصفورة صغيرة .. هكذا شاهدت السحاب بنفسي عن قرب شديد في سفر لي بالطائرة . عام 1980 

لكن من عنده قفلة مخ عقائدية ,, لو ركب مائة طائرة , وشاهد بنفسه ماذا يكون السحاب .. سيظل يردد ما حفظه  كالببغاء  .. وليس ما شاهده بعينيه مائة مرة عيانا بياناً ... !

الأخوة  " التبريريون " .. شكراً لكم , مقدماً ...  وجهدكم غير منكور .. !
السادة " التفسيراجية " .. أسعدنا حضوركم . وسعيكم مشكور جداً .... !
-------------

____________________________

تعليقات