عن سقوط أمريكا بيد طالبان بأفغانستان

 صلاح الدين محسن

18-8-2021

قبل أن نسأل لماذا انسجبت أمريكا من أفغانستان وتركت طالبان تسيطر علي الحكم في أيام .. يجب أن نسأل : كيف بقي لطالبان ثمة وجود في أفغانستان , بعد 20 سنة من احتلالها بقوات أقوي وأغني دولة في العالم !؟

هذا في حد ذاته عار 

ومن ذا الذي - أو الذين موَّلوا طالبان - بحيث تبقي طوال تلك المدة !؟ ان كان أعداء أمريكا الكبار - روسيا والصين - فهذا دليل علي أن الدول الكبري , قادتها يتصرفون بشكل لا أخلاقي  بالمرة ..

وان كان من مولوا طالبان هم دول النفط العربي الاسلامي - حلفاء وأتباع أمريكا , وبأوامر منها , لتستمر الحاجة الي السلاح الأمريكي , ولا تتوقف مصانع السلاح ولا يتشرد عمالها .. فتلك العاب شيطانية ..

وان كان هؤلاء وأؤلئك قد دعموا طالبان لتبقي .. فهذا لدليل علي أن العالم - الانسان .. ليس بخير , ولا يتطور .. مثلما صناعاته وتكنولوجياته تتطور وبخير .. 

وان كانت أمريكا عن عِندٍ وعن قصدٍ , لم تشأ القضاء التام علي طالبان , بحكم ان الأخيرة هي حليف سابق ساعد أمريكا علي هزيمة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان . واستنزافه وسقوطه وتحلله .. وأن أمريكا تدَّخِر طالبان - وتوأمها " تنظيم القاعدة " - , لتحارب بهم في مواقع أخري .. أو لأن وجود أمثال تلك المنظمات , فيه ترويج لتجارة وانتعاش صناعة السلاح في أمريكا .. 

ثم أخيراً نسأل : كيف تنسحب أمريكا  وهي تعلم - أو لا تعلم - بما سيحدث لأفغانستان . من عودة طالبان للسيطرة علي الحكم !؟

هذا أيضاً عار .. علي أمريكا وكل دول الغرب - حلفائها - كما قال الرئيس الألماني " فرانك-فالتر شتاينماير " :  مشاهد الفوضى في مطار كابول “عار على الغرب”

ومشاهد الاحتشاد والتدافع الضخم بالمطار للهروب بالآلاف للخارج , وتعلق البعض باطارات الطائرة والسقوط منها في الجو .. كل ذلك خوفاً من طالبان .. لهو عار علي محمد - المدعو نبي الرحمة ! - وشهادة عار لاسلامه وقرآنه وسنته وتاريخه الدموي . 

هل انسحبت أمريكا نكاية واتنقاماً من العدوين : روسيا والصين - والغرماء : تركيا وايران , لكونهم أقرب لتلقي سؤ السلوك والارهاب من طالبان - وتنظيم القاعدة - .. ؟؟ مثلما انتقم كل من الصين وروسيا من أمريكا , بتمويلهما لطالبان ؟

تلك سياسية - من الدول الكبري الثلاث - غير أخلاقية , غير انسانية بالمرة .. ! لا تليق بدول كبري , وزعماء كبار .. ! انها محنة انسانية .. كارثة علي رأس العالم , أن يكون كبار قادته , كبار دِوَله , هكذا يخططون وهكذا يتصرفون , وهكذا يتعاملون دون ثمة اعتبار للسلام العالمي , الذي  يزعم الجميع انهم يعملون لأجله .

---- 

في هذه الصورة لطالبان , كأنني أري محمد وصحابته الأشرار . بازيائهم و بسحناتهم - منذ 1443 عاماً .. ! عادوا من جديد في عصرنا - بعودة طالبان للقبض علي السلطة في أفغانستان :

 
هروب فوضوي مخيف من أفغانستان بالمطار خوفاً من وكلاء الله , ومحمد - علي الأرض - طالبان - تتار ومغول القرن الواحد والعشرين بعد الميلاد :

هروب جماعي من أفغانستان بسبب طالبان
في أفغانستان في عصر سفن الفضاء . لافتات طالبان تحمل اسم سفاح موقعة الخندق - الذي : صلي الله عليه وسلم! في المدينة المنورة ! في القرن السابع الميلادي :
صلوا وسلموا علي السفاح , اذ يقول قرآنه ان الله شخصياً جمع ملائكته وترك كل مشاكل وقضايا الكون الفسيح , وجلسوا ليصلون عليه  إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا 

------ الآن .. لعل كل من يعتمدون علي أمريكا  والغرب عامة , أن يعيدوا حساباتهم . ويفكروا في مستقبلهم بعدما تتخلي عنهم أمريكا والغرب , ويتركوهم نهباً لاعدائهم , مثل : تايوان , اسرائيل , كوريا الجنوبية , اليابان .. الخ .. علي هؤلاء ألا يركنوا الي ظهر أمريكا , فقد يتحول فجأة الي رمال متحركة , تفر من تحت أقدامهم , و تغوص بهم .. كما حدث لحكومة أفغانستان .. وكما حدث لأكراد سوريا ..

--- والآن .. صار بامكان كل من كانوا يهابون أمريكا والغرب , ويهابون من يعيشون في حماياتهم .. أن يتشجعوا , ويراودهم الأمل في الانتصار .. ويحق لهم أن يهللوا فرحاً ويكبروا , مثل : حماس وأخواتها , داعش , ايران , بوكو حرام , جماعة الاخوان المسلمين , عصابات شباب الصومال .. الحوثيين . حزب الله اللبناني والعراقي  .. الخ . 
----------------------

تعليقات