من الارشيف - هام

بين اللحية والبيادة

صلاح الدين محسن
الحوار المتمدن  2014 / 1 / 27

قبل أن نتوقف عن الكتابة في السياسة . وخاصة عن مصر.
لأن ما يحدث الآن في مصر . هو فوق طاقة احتمال العقل أو الإعصاب . فلا أحد يعرف أو يفهم شيئاً مما يحدث , بسبب تخابط , وتصادم وتناقض كل شيء مع بعضه ومع نفسه .. لا يغالي من يعتبرونها , حرب اهلية ..

شيء جعل العالم يتحول . من الانبهار والاعجاب بشعب مصر وثورته . الي دهشة واستغراب

قبل التوقف عن الكتابة في السياسة . نقول كلمات أخيرة :
اللحية تخدعك . وقابلة للانفجار في وجهك , في سيارتك , في مكتبك , في بيتك ! ..
والبيادة تسحقك سحقاً , علي كافة المستويت . انسانياً وثقافياً , اقتصادياً ووطنياً ..
وكلاهما أغلق في وجهك الطريق لايجاد بديل ...
فليس امامك سوي ان تكون مع البيادة , حتي ولو سلمتك البيادة الي اللحية المتوحشة ! , أو تعود البيادة لسحقك بأكثر مما سحقتك لأكثر من 60 عاماً ! , ولك أن تراهن علي البيادة . حتي آخر قطعة من ملابسك الداخلية .. !

طبعاً هذا الكلام يذهب بالعقل . ولكن يبدو انه يعبر عن الاتجاه العام للغالبية الآن. وليس بيدهم حيلة.! فهكذا أوصلتهم البيادة لهذا الحال- بالتحالف مع غباء اللحية والزبيبة - .

وكلما زاد القتل والحرق والتدمير ببلدك علي يد اللحية .. فعليك بالمزيد من التمسك والهتاف بحياة البيادة .. التي لا تقوي علي حماية جنودها ولا علي حماية الشعب من الارهاب – بل لا ترغب في حمايتهم . رغم أن قدرتها علي ذلك ممكنة وممكنة جداً جداً . ولكن قيادة الجيش لا ترغب . وهي الحاكم الفعلي للبلاد .

نفضل عدم استخدام تعبير " العسكر " فالعسكر – تعبير عام . بينما الجنود وصغار الضباط . هم مثل باقي الشعب . ضحايا لعصابة القيادة العسكرية . تلك العصابة التي كونها بطل النكسة . الشهير بالزعيم الملهم , وتنتقي أعضاءها الجدد .. جيلاً بعد جيل . حتي الجيل الحالي . الذي هو الحاكم الحقيقي للدولة الآن ..
وشاعر الشعب – نجم - قد عبر عن تلك العصابة في وجود مؤسسها – الزعيم الملهم ! - . حيث قال مخاطبأ الشعب :
يا شعب ثور داهية تسمك
عصابة بتمص في دمك
والاسم قال : ضباط أحرار !
---
قبل التوقف التام عن الكتابة في السياسة للأسباب التي اوضحناها .
نعرض أهم ما قلناه من قبل , في مقالات سابقة . قبل التوقف :

في عام 2006 نشرنا ( لأعضاء النظام الحاكم بمصر نقول :
ارحموا أنفسكم وارحموا بلدكم وارحموا شعب مصر من الدمار القادم ولا محالة ( فقد وصلت الأمور الي النهاية ولم يعد سوي الانفجار من الداخل ما لم يأت الانفجار من الخارج ) ..
و بدلا من أن تهدموا المعبد علي رؤوسكم ورأس الشعب والوطن .. سلموا الحكم لائتلاف من المعارضة بميثاق مصالحة وطنية وذلك في ظل دستور علماني يضمن الحياة بسلام وعدالة لكافة الأديان ولجميع التيارات السياسية و الكيانات القومية ، ميثاق يضمن لكم البقاء في مصر بما سرقتموه وبرغم ما خربتموه وما ارتكبتموه من الجرائم ويضمن لكم عدم فتح ملفاتكم وعدم الملاحقة القانونية ، في مقابل تسليم السلطة بأمان ودون اراقة دماء حفاظا علي سلامة الجميع .. ) ..
------ كان هذا ما اذيع علي الهواء . في مؤتمرعام 2006 ونشر , تحت عنوان " كلمتي الي مؤتمر زيوريخ – :
الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=60687

وقبل ذلك , في عام 2005 نشرنا مقالاً بعنوان " جيوش خانت أوطانها " من حلقتين :
الحلقة الاولي 15-8-2005
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=43146
والحلقة الثانية :
الحوار المتمدن-العدد: 3427 - 2011 / 7 / 15
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=267315
----
وفي مقال بعنوان " في الساعات الأخيرة قبل اختيار رئيس لمصر ( الذي فاز فيه الاخوان " مرسي " ) قلنا :
.. وان فاز مرسي - مرشح الاخوان - . فبارادة العسكر , وحينها يكون نظام العسكر قد اعد العدة لفضح وافشال الاخوان في منصب الرئاسة , مثلما نجحوهم , ثم فضحوهم وأفشلوهم بعدما فازوا ( بل فوزوهم ) باغلبية البرلمان ومجلس الشوري – وكما أفشل الاخوان والسلفيون انفسهم أيضا -                              
                                        

( ما سبق , نشرناه قبل فوز الاخوان بالحكم . وقد تحقق بالفعل .. )
رابط المقال :
الحوار المتمدن-العدد: 3727 - 2012 / 5 / 14
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=307599#

وفي نفس المقال السابق. جاء :
" أمنح صوتي للشيطان . رئيسا لمصر . ولكن : لا للعسكر أو أعوانهم , ولا للاخوان وجماعاتهم , فالشيطان أقل سوءا من هؤلاء " .
وفي ذات المقال قلنا :
أي شر يأتي رئيسا لمصر , بخلاف العسكر والاخوان .. مقدور عليه ( قضا أخف من قضا ) هو خطوة للامام .
---
وفي يوم 2012 / 6 / 1 -
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372836
جاء فيه :
" كل ما يحدث الآن لمصر وفي مصر . من كافة انواع ودرجات الانفلات والفوضي . يرجع بداية سببه الي انقلاب العسكر والاخوان – معا – يوم 23 يوليو عام 1952 ..

و جاء أيضاً :
" فقيادة الجيش ( طنطاوي وجماعته ومنهم السيسي ) – مع سبق الإصرار - سلموا مصر لجماعة دينية محظورة بقانون . ومخالفة لنص الدستور .. – خيانة عظمي - " .
وجاء كذلك بذات المقال :
العسكر والاخوان = وجهان لعملة واحدة
عسكر واخوان = ريا وسكينة
و :
لن يستغني العسكر عن الأخوان . كفزاعة أثبتت أهميتها وجدواها للنظام العسكري
وكذلك قلنا :
مثلما أثبت السلفيون والأخوان كذبهم علي الشعب . في مواقف عدة .. "
كذلك أثبت العسكر كذبهم علي الشعب والثورة . عندما وعدوا بترك السلطة لحكم مدني .. وكل سياساتهم وتمثيلياتهم تكذبهم . حتي الآن "..

والا .. فمتي سيثبت العسكر صدق وعدهم بترك السلطة ( بدون تزوير الانتخابات لصالح مرشح موالِ لهم , وبدون االسعي للحكم من وراء ستار رئيس مدني منتخب , وبدون الادعاء الذي يردده وراءهم البعض , بان الجنرال العسكري الفريق أحمد شفيق : هو مرشح مدني ) ..(!) ؟!
وهل حقا سوف يبرهن العسكر للشعب علي انهم ليسوا كذابين ؟
----
ومن مقالنا " التجريف السياسي للوطن " منشور يوم 2011 / 6 / 24
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=264549
– نقتطف - : .. نظام يحرص علي تجريف الوطن . وتبويره . من كافة الكوادر السياسة المدنية الشريفة المخلصة القادرة علي تسلم قيادة البلاد . حتي يأتي وقت يتلتف الشعب حوله يمينا ويسارا بحثا عن رمز ، كادر ، وموهبة سياسية مدنية قادرة علي قيادة البلاد فلا يجد واحدا صالحا .. بعدما احترق الجميع ممن كانوا معروفين ، ولا يبقي سوي أسماء مجهولة للرأي العام . 

ونضيف : من في الدنيا كلها يمكنه أن يصدق أن شعباً قوامه 90 مليون مصري . حصل أبناؤه علي جوائز نوبل في الآداب , وفي العلوم , وفي السياسة . وخرج منهم نوابغ في كافة المجالات - فاروق الباز , مجدي يعقوب , عصام حجي . وممدوح حمزة . وغيرهم كثيرون . وتقلد مصريون أرفع المناصب العلمية - ووصلوا حتي منصب سكرتير عام الأمم المتحدة - دكتور غالي - .
ولكن لا يوجد بينهم من يصلح لرئاسة مصر . الا من بين العسكر ! من يصدق ذلك ؟
عمدوا الي تجريف وتبوير أرض الكوادر السياسية المدنية . أولا بأول . لكي تبدو مصر . لا يصلح لرئاستها سوي ضابط جيش ..
!! -
----
نعود لنتساءل :
خارطة الطريق - العسكرية - هل ستلتقي مع : مشروع النهضة - الاخواني - ؟؟

لقد كذب الاخوان علي الشعب. عندما قالوا له ان لديهم ما أسموه : " مشروع النهضة " ! ثم اتضح كذبهم

قيادات الجيش سبقت الاخوان في التحالف مع أمريكا . ضد مصلحة مصر وشعبها . وحصلوا منها علي رشاوي تحت اسم " معونات عسكرية لمصر " !!

مما أغري امريكا بمنافسة قيادات الجيش . في التحالف مع الاخوان. لاحساس أمريكا باهتراء النظام العسكري . وحتمية سقوطه . وضرورة مد جسور مع البديل المرتقب - جماعة الاخوان الشياطين – فمنحت للجماعة رشوة - باسم معونة - ودربتهم . للاستيلاء علي السلطة . ليكونوا مع مصالح أمريكا . وتحت ابط سياستها في المنطقة. لتبيع سيناء ..

قيادات الجيش في عهد مبارك تواطأت مع السعودية , ضد مستقبل ومصالح مصر وشعبها . بترك الحبل علي الغارب للجماعات الارهابية . وتركها تؤسلم الشارع والمجتمع المصري باكمله وتكتفه باللحية والحجاب والنقاب . وبالتزمت المريض المفرخ للارهاب والارهابييين. وبالتعدي علي الأقليات العقائدية الضعيفة 

 وعندما اكتشفت السعودية خطر جماعة الاخوان علي نظامها القائم . نفضت يدها منهم . فحملت راية تمويلهم - ودعمهم سياسياً - كل من قطر وتركيا

ملاليم ومليارات :
ما دفعته قطر . رشوة واغواء وافساد لشباب الثورة وبعض الاعلاميين والسياسيين- لصالح الاخوان ( مما أدي تهدئة مسير الثورة في اوقات حرجة , وتفريغ هواء اطارات سيارة الثورة ) . وكُشف عنهم بالاسماء والمبالغ ..

ما حصل عليه هؤلاء . هو ملاليم بالنسبة لما حصل عليه نظام العسكر . في عهد مبارك . من السعودية . في مقابل ترك الشارع والمجتمع المصري للجماعات الاسلامية . منذ منتصف الثمانينات . فتلك الرشاوي هل يمكن ان تكون سوي بالملايين والمليارات
نظام قيادة الجيش . أخذ رشاوي من عدة دول ! – من السعودية ودول الخليج وامريكا - بعضها باسم معونات لمصر . استفاد منها الشعب بالفتات ..

بالاضافة لعمليات الابتزاز التي قام بها النظام – من اعلي قمته – في عهد مبارك – لدول الخليج . لأجل حمايتها من ايران . عند اللزوم . . وخاصة سلطنة عمان .
هذه المبالغ . تعتبر تربح – للنظام ولجهاز امنه ..
ولا تجد تلك المبالغ من يعلن عنها بتفاصيلها . ولا يجدوا من يحاكمهم . مثلما فعلوا مع بعض شباب الثوار الذين غررت بهم قطر .
سيأتي يوم يكشف عنها . مثلما كشف عما تقاضاه بعض شباب الثورة من قطر .
---
طالما استحكم الغباء والغفلة بعقول الجماعات الاسلامية . سيظل النظام يستخدمهم . لضرب الشعب وقتله وترويع مصر وحرقها . لينتقم قادة الجيشً من الشعب . كلما ثار علي فساد الحكم العسكري , وخرج ليهتف " يسقط حكم العسكر " . والعسكر لن يسلموا السلطة للاخوان , أو للسلفيين ! وان سلموها لهم , فللمناورة فقط , ثم ازاحتهم ..
لا لمكر قيادة العسكر , لا لخبث قيادة العسكر . لا لحكم قيادة العسكر
و ألف لا ..لحكم ثعابين وعقارب الاخوان وباقي الجماعات الارهابية ..
لا . لل لحية والزبيبة . ولا للبيادة

نعود للقول : اليوم .. الشعب علي وعد بمشروع العسكر " خريطة الطريق " فهل حقاً لدي قيادة الجيش طريقا جاداً ومخلصاً . بخلاف طريقهم الأغبر طوال أكثر من ستين عاماً !؟ - منذ حكموا في 23 يولو 1952 ؟؟

نتمني أن يصدقوا مع الشعب , هذه المرة . وينهضوا بوطنهم " مصر التي طالما نهبوها وكمموا افواه شعبها . وأذلوه و وملأوا سجونهم ومعتقلاتهم . بخيرة شبابها ورجالها
نتمني أن يخيب ظننا فيهم ويفعلوا العكس .

نتمني الا تكون " خريطة الطريق " هي :
الافراج عن أحمد عز
ثم الافراج عن مبارك ... ..
و ترك مصر لمن يحرقوها ويدمروها ويشعلوا فيها الخراب والفوضي في كل مكان
لكي تشفي قيادات الجيش غليلها من الشعب الذي هتف " يسقط حكم العسكر " ..
ولكي يشفي جهاز الامن غليله من الشعب بسبب من اقتحموا مبناه الرئيسي . واعتدوا علي ضباطه .الذين طالما قهروه وأهانوه .
ومن ضمن " خريطة الطريق " تنصيب جنرال عسكري رئيساً لمصر ..
وربما ضمن تلك الخريطة أيضاً : مطالبة الشعب بخروج 50 مليوناً للشوارع . ليقولوا لحسني مبارك : آسفين يا ريس ..
!
وغالباً سيتم الافراج عن أولاد المخلوع المفرج عنه ! وباقي عصابتهم
أي إعادة الاوضاع لما كانت عليه . قبل 25 يناير2011
والقبض علي الشباب الذين قادوا الشعب للثورة والزج بهم في السجون .
---
اشياء تطيح بالعقل :
1 - حاكم البلاد - السيسي - يقول لوالد أحد ضحايا عجزه عن وقف الدمار الجاري بالبلاد ( أو عدم رغبته في ايقافه ) :
السيسي لـ"عم الشهيد": انتم من تعزوننا.. وكلنا نتمنى الشهادة - : http://www.el-balad.com/796550#sthash.yuxSfEIf.dpuf

تعليق : ايه ؟؟؟ !! كلنا نتمني الشهادة !!؟
باسم من يتكلم هذا الرجل ؟! باسم شعب يريد الحياة الآمنة الكريمة , ككل الشعوب ؟ أم أن السيسي . يتكلم باسم الظواهري ومرسي وبديع والسلفيين والجهاديين والارهابيين والانتحاريين والتفجيريين !؟

السيسي . يقول لأب مفجوع بفقدان ابنه – بفعل تقصير السيسي وتحت مسؤولية السيسي – " المفروض انتم تعزوني " ! ( الفيديو بالرابط اعلاه ) ..
... يا سلام ايه الفهلوة دي ؟! ايه الحداقة دي !؟ لم اتصور وجود قائد جيش . فهلوي وحدق بهذا الشكل !!
ما لم يحاكم السيسي . قبل مماته عن جريمة ترك الارهابيين يحرقون مصر . وعن جريمة مشاركته لطنطاوي في تزوير الانتخابات لتسليم السلطة للجماعة الارهابية .
فسوف يحاكمه تاريخ العسكرية . وتاريخ مصر . وسيصدران في حقه أقصي وأشد الاحكام المخزية .
---
2- الناس يسبون الببلاوي – رئيس الوزراء - ! وكأن الببلاوي . هو من يحكم البلاد ! , أو كأن الببلاوي رئيس وزراء منتخب ! , كأنهم لا يعرفون الرجل الذي عين الببلاوي – السيسي - !
انهم يفعلون نفس الشيء الذي ظلوا فعلوه مع حسني مبارك . طوال 30 سنة . يسبوا رؤساء الوزارات . بينما الحاكم الحقيقي هو" حسني مبارك " ! - من يعينهم , ويبدلهم حسب مزاجه - ... وطوال معظم ال 30 سنة لم يتعلم الناس الي من يشيرون بأصابع الاتهام . الا بعد خراب مالطة !! . وها هم يكررون نفس الشيء مع السيسي ! يسبون الببلاوي , وليس من عين الببلاوي , ويحكم اللبلاوي هو والبلاد معاً ..

3 - عكاشة : السيسي لا يرد علي أحد ..(!)
http://www.almasry-al7or.com/news/news-5663.html

4 - نبيل فهمى، وزير الخارجية،
«رغم أن جماعة الإخوان المسلمين باتت محظورة كحركة، فإنه ليس كل أعضائها مستبعدين من العملية السياسية فى مصر»،
المصري اليوم 26-1-2014
http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=411703&IssueID=3122

أخيراً :
إن خاب ظننا . واتضح خطأ رؤيتنا السياسية . فتلك ليست مصيبة
بل العكس
نتمني من صميم القلب أن يصدق قادة الجيش . تكون لديهم خريطة طريق . سليم و قويم . وتنجح " خريطة الطريق " المزعومة . وتنهض بمصر وبشعبها
وأن تبؤ توقعاتي بالبوار والخسران ..
فهل يتمني الانسان لبلده . سوي الخير ؟
--- 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=397931

======