نفوذ للصعار والأصغر

صلاح الدين محسن   31-7-2017

تمهيد : كان نابليون يقول " ان اليد التي تهز المهد . قادرة علي هز العالم " أي المرأة , التي تبدوانها الأضعف من الرجل ..
ويقول الشاعر - لعله المتنبي - : 
لا تَحقِرَنَّ صَغيراً في مُخاصَمَةٍ -- إنَّ البَعوضَةَ تُدمي مُقلةَ الأسدِ 








وفي هذه الأيام , نري دويلولة صغيرة , تحدث قلقاً لأربع دول أكبر منها , بما فيها أكبر دولة بين دول المنطقة . وتلعِّب كل تلك الدول علي الحبال - علي الشناكل - كما يقول عامة المصريين - ! .. بل وتشغل بال أمريكا نفسها , أكبر دول العالم  !  ..

هي ليست دولة .. بل أصغر من أن تكون دولة , ولا هي دويلة - تصغير دولة , ويمكن القول مجازاً انها دويلولة - تصغير دويلة - .
اذ من الصعب أن يتمكن الانسان من رؤيتها فوق خريطة العالم , بالعين المجردة , بل وبصعوبة يمكن رؤيتها باستخدام عدسة مكبرة .
ولكن بأموال الغاز والنفط .. وهي بمئات المليارات ... يمكن لمن يحكمها أن يجعل العالم يري اسمها " قطر " ويشاهد صورة أميرها , في العديد من كبريات وسائل الاعلام الدولية .. .. لا يهم بهدف أو بدون هدف .. ولا يهم بفائدة أم بخسارة , بل المهم والمرغوب وبأي ثمن . أن يكون اسم الدويلولة وصورة أميرها , حاضرين باستمرار بالميديا العالمية .

وقطر .. مهما كان الأمر , هي عضو بمنظمة الأمم المتحدة . ولكن الطريف انه يوجد كيان أصغر من " قطر"  يلعب بها .. وتلعب به . والغالب أن ذاك الكيان هو الذي يلعب بقطر وبحكامها . وهي تتصور انها هي التي تلعب به. ! , دون أن يكون لذاك الكيان صفة دولة ولا حتي صفة دويلولة .. انه جماعة دينية " جماعة الاخوان المسلمين " ..
ولكي نحاول أن نعرف من منهما يلعب بالآخر .. نقتبس تلك السطور . لشخصية سياسية معروفة , وكانت له صلة وثيقة بأمير قطر السابق - الأب - الشيخ حمد بن خليفة .. قبل أن يطيح به الابن " تميم " اطاحة في شكل تنازل اختياري عن الحكم . من الأب للابن .
بعد هذا التمهيد .. 
السطور التالية , مقتبسه عن جريدة الشرق الأوسط - السعودية الصادرة من لندن - من مقال للكاتب " سمير عطا الله "  يوم 31 يوليو 2017 .  تحت عنوان "  خواطر ومخاطر : وفقاً للشيخ حمد "
  والذي نقل فيه تلك السطور . من مقال سابق للدكتور سعد الدين ابراهيم .  نشر بجريدة " المصري اليوم " , يقول دكتور سعد :

      « سألتُ الشيخ حمد كيف تسمح قطر بقاعدة أميركية هي الأكبر خارج الولايات المتحدة، ثم في الوقت نفسه تسمح بقناة فضائية هي (الجزيرة) التي لا تتوقف عن مهاجمة أميركا وحلفائها وأصدقائها على مدار أربع وعشرين ساعة؟ هز الرجل رأسه، وقال مبتسماً: أعتقدت أنك كنت ستسأل كيف أؤيد حماس الفلسطينية، وأدعمها مادياً، ورغم ذلك بدأت علاقات متشعبة مع إسرائيل الصهيونية؟».

قال الشيخ حمد في حضور زوجته الشيخة موزة: «عندما تكون أغنى بلد في العالم، فإنه بشيء من الذكاء والدهاء تستطيع أن تفعل كل ذلك الذي تستغربه... رغم أننا في هذا البلد الصغير مساحة والقليل سكاناً، فإنه يسبح على بُحيرة من الغاز الطبيعي، الأغنى في العالم بعد روسيا مُباشرة، ومن البترول الذي يجعل قطر البلد الثاني بعد السعودية. وهو ما جعل متوسط الدخل السنوي للمواطن القطري هو الأعلى في العالم».
ويقول الشيخ حمد: «رغم هذا الثراء الطبيعي الذي أنعم الله به على قطر، فإننا مُحاطون بثلاثة غيلان، هم إيران، والعراق، والسعودية. ولا نستطيع حتى بأفضل وأحدث الأسلحة أن نقف أو نصمد في وجه أي تحرش أو عدوان من أحد... وفي أعقاب غزو صدام للكويت، جمعنا أفراد الأسرة الحاكمة وأهل الحل والعقد في البلاد، وشاورناهم في الأمر. وكانت الخلاصة أننا نحتاج إلى حماية أكبر غول أو أكبر بلطجي في العالم، والذي هو أميركا. فذهب إليها وزير خارجيتنا برسالة واضحة: نحن نحتاج إلى حمايتكم، فما هو الثمن المطلوب؟ فقالوا قاعدة عسكرية، فوافقنا». 
«أما بالنسبة لعلاقتنا بالإخوان المسلمين، فقد كنا في حاجة إلى حجة، أو سلطة دينية نوازن بها السُلطة الدينية في السعودية وفي إيران، فوجدنا في الشيخ يوسف القرضاوي المصري ضالتنا المنشودة. ولكن مثل كل الإخوان المسلمين، سرعان ما نجح الرجل في المُهمة، ولكنه جلب إلى قطر أيضاً عشرات، ثم مئات، ثم آلاف الإخوان المسلمين»
«نعم، قناة (الجزيرة) نجح الإخوان في اختراقها. أعترف لك أن الشيخ القرضاوي ومن جنَّدهم من القطريين أقنعوا ابن العم حمد بن جاسم أن يجعلوا منها قوة ضاربة أكثر تأثيراً من أي جيش في المنطقة، وأنه يمكن لقطر، أن تعتمد على كوادر الإخوان المسلمين في أكثر من ستين بلداً حول العالم كسُفراء وخبراء، أو حتى عُملاء لخدمة السياسة الخارجية القطرية، وهو ما تحقق وما يزال يتحقق ».

انتهي المقتبس .. عن الجريدة , عن مقال دكتور سعد الدين ابراهيم ..

------ تعليق : " تحقق وما زال يتحقق ".. ولكن لصالح من في النهاية , سيصب ذاك الذي تحقق وما زال يتحقق ؟ هل سيكون في صالح قطر وحكامها . في مقابل ما تتلقاه الجماعة من دعم مالي واعلامي ؟ أو حتي في صالح قطر وجماعة الاخوان - معاً - ؟ , وأن جلبت الجماعة كما جاء في قول الأمير حمد  ل " فوجدنا في الشيخ يوسف القرضاوي المصري ضالتنا المنشودة. ولكن مثل كل الإخوان المسلمين، سرعان ما نجح الرجل في المُهمة.. ولكنه جلب إلى قطر أيضاً عشرات، ثم مئات، ثم آلاف الإخوان المسلمين»   - هذا كلام الأمير حمد في وجود زوجته الأميرة موزة . كما نقله ونشره دكتور سعد الدين ابراهيم ... - ونقلته جريدة الشرق الأوسط .

لم أفهم هل يري الأمير حمد . أن ما فعله الشيخ القرضاوي , هو غزو .. أم  يراه شيئاً عادياً وبريئاً ؟ 
========

تعليقات