موسيقي وغتاء من نوع آخر

دي جي  منتقبات يعزفن الهيفي ميتال والروك على الطريقة الإسلامية
رصيف 22 - إيناس كمال 28.07.2017
عام 2002 ظهرت في كابول، أفغانستان فرقة نسائية تدعى "برقع باند" تغني الروك الهندي، وجميع فتيات الفرقة يرتدين النقاب. غنين ضد التقاليد والقوانين التي فرضتها حكومة طالبان آنذاك، واستطاعت الفتيات إصدار أول أغنية "سينغل" لهن عام 2002.
بينما جيزيل ماري، وهي برازيلية من أصل ألماني، تعزف "هيفي ميتال heavy metal " بواسطة الغيتار الكهربائي، وهي مرتدية النقاب، الذي ترى أن ارتداءه لا يتعارض مع عشقها للفن، ومع صعودها إلى خشبة المسرح مع فرقتها الموسيقية “Spectrus“ التي تأسست عام 2012.
أما في مصر، فلم يعد غريباً أن تجدوا العديد من الفرق الموسيقية والغنائية بشكل لا يختلف كثيراً عن أفغانستان. فالنقاب واللباس الإسلامي المتدين هما مجرد لباس آخر بالنسبة لفتياتٍ عشقهن الأول هو الموسيقى، والاحتفال بها بأي ثمن.

10 منقبات صغيرات

تتشح "سمية" (21 عاماً) بالسواد من رأسها حتى قدميها، فتاة ناعمة ولدت في عائلة متدينة، ترتدي النقاب عن اقتناع بأنه الوجهة الصحيحة لإرضاء الله والدين. تصل إلى قاعة عرس، تنتظر دورها بصحبة 10 فتيات أخريات في الجانب نفسه من القاعة المخصص "للنساء فقط"، بعيداً عن القاعة المخصصة للرجال.
دقائق معدودة وتصل العروس، تنزع سمية والفتيات الـ10 الأخريات نقابهن ويطوقن أنفسهن والعروس بالورود، وتبرز كل واحدة منهن عن فستان قصير، لا يهمها ما يكشفه، طالما أنهن في صحبة النساء. تعتلي الفتيات الـ10 وسط القاعة، حيث خشبة مسرح صغير بجوار العروس، تمسك كل واحدة مايكروفوناً والبعض منهن يمسكن دفاً للنقر عليه، ويغنين إنشاداً وطرباً وفرحاً بواسطة الدف فقط.


جيزيل ماري من فرقة "Spectrus"

تقول سمية، عضو فريق من الهواة باسم "سوار للأفراح الإسلامية": "بدأت منذ قرابة 10 سنوات بصحبة فتيات أعرفهن، كنا نحب الغناء والإنشاد، فقررنا أن نقدم خدمة لصديقاتنا وأن نفرح حسب مقتضيات الدين".
وأضافت: "طبعاً بالغناء على الدف فقط، فإن بقية الأدوات الموسيقية حرام، أردنا أن نفرح عروساً، وحتى يعرف الناس أن المنقبات يحيين الفرح بما يرضي الله، وأن هناك جواً يسعدهن بدون ملل".
سمية المتخرجة من كلية الخدمة الاجتماعية، وصديقاتها، يحيين الأفراح من دون مقابل، حتى الآن، إلا أنهن يناقشن تطوير الفرقة لتشمل مجموعة رجالية أيضاً. وأوضحت أنه بعد تحية العروس فور دخولها وإلقاء الورود عليها، يشرعن في غناء أغنية "يا شهرزاد" وغيرها من الأغاني المعروفة مثل أغنية "ودوني على بيت حبيبي" للنجمة اللبنانية "يارا" وأغنيات أخرى ملحنة بطريقتهن الخاصة، مستعينين بأصواتهن ليُستكمل الشكل الموسيقي حسب المتاح.
لم يعارض أهل سمية وعائلات بقية الفرقة الأمر، وأكدت أن الأهالي يوافقون لأنهن لا يغضبن الله في شيء.

الفرحة اللي نحن فيها

وبنبرة امرأة واثقة ومخضرمة، قالت رحاب سلامة، مؤسسة فرقة "بنات سندس للأفراح الإسلامية"، إنها أسست الفرقة منذ أن كانت طالبة في الجامعة، لديها خبرة كافية. فكانت تهوى الغناء في طفولتها وتغني في المدرسة واشتركت في مسابقات عدة، كما كانت تعزف الأكورديون والاكسليفون وتشارك في حفلات أعياد الطفل والأم واحتفالات أكتوبر وعيد تحرير سيناء، وكانت تحب الغناء لصفاء أبو السعود وعبد المنعم مدبولي، بالإضافة إلى الأغاني الوطنية المعروفة.
من شهادات تقدير وجوائز وتكريمات في مجال الغناء والرياضة في طفولتها، إذ تأهلت لبطولة الجمهورية في الكاراتيه، إلى تغير 180 درجة في أفكارها فور دخولها الجامعة،وفحضرت العديد من الدروس الدينية، ومجالس العلم، التي تخاطب الشباب الجامعي بعدد من جلسات دروس الدين الإسلامي. وأوضحت: "أردت أن أرضي الله وأفرح الناس بشكل مختلف عبر شيء أحبه وهو الغناء والاستعراضات".
----- منقول عن موقع رصيف 22 - إيناس كمال 28.07.2017

تعليقات