بين بوتين وصدام حسين , عوامل مشتركة وكارثية
كتب : صلاح الدين محسن
8-5-2022
قبل حروب صدام الكارثية , ابتداء من حربه مع ايران - 8 سنوات , استنزاف للبلدين , بشرياً واقتصادياً وبيئياً - , ثم حرب الخليج الأولي , فالثانية .. حتي حرب الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 , وقتل ولديه , ومحاكمته واعدامه شنقاً .. بعد سقوط جيش العراق وميلشيات صدام , وحرسه .. الخ ..
قبل كل ذلك .. كنت قد تأكدت من أن صدام حسين , سيفعل ما سيقود به وبالعراق الي المصير الأسود ..
وذلك عندما شاهدته يودع أحد زواره في مطار بغداد .. وعند عوته لركوب سيارته .. مشي مشية غريبة , وهو يلبس العباءة الفخيمة .. مشية طاووس مختال . وبمبالغة غير معقولة . ! اذ كان يندفع تارة ناحية اليمين . وتارة شمالاً .. ! في غرور خرافي .
قلت لنفسي , ولبعض قليل من معارفي : ان صدام حسين , قد بلغت به الثقة بالنفس , والغرور , لدرجة انه سوف يقدم علي أن يخطو خطوة أوسع من فتحة ساقيه بكثير جداً , وسيسقط سقطة مميتة , وسوف يسقط العراق معه مهشماً ..
تقديري ذاك بنيته علي طريقة مشي صدام , باختيال طاووس ..
وحدث ما توقعته ..
فقد قَبَلَ صدام حسين في حرب تحرير الكويت , ما لا يمكن أن يقبله مجنون رسمي ينزل باحدي مستشفيات الأمراض العقلية , لوجود بقيّة من العقل برأسه : دخوله بالعراق وحده ,, حرباً ضد عدد من الدول ! منها أقوي دول بالعالم . بالاضافة لمشاركة عدد من دول المنطقة - من الدول التي يعتبرها صدام والبعث : ضمن أقطار أمته العربية الواحدة أم الرسالة خالدة .. !
والآن نعود للرئيس الروسي " بوتين " ..
نفس الشيء أتوقعه لبوتين ومعه روسيا .. من مشاهدتي مراراً لطريقته في المشي - يرجي الانتباه وتأمل طريقة " بوتين " عندما يسير لمسافة أمتار قليلة .. ليس بطريقة رجل في السبعين من عمره , يحمل علي أكتافه حياة وحاضر وماضي ومستقبل دولة كبري و عظمي اسمها روسيا , وشعب عظيم أنجب عظماء عالميين في كافة مجالات الفن والشعر والأدب .. هو شعب روسيا ..
كلا .. وانما مشية " بوتين " هي مشية شاب معجباني .. باختيال وبغرور الطاووس - وهذا ظاهر بداخله ( أقل فجاجة مما كان عليه غرور صدام حسين ) .. بوتين لا يتمايل باسراف كما كان يفعل صدام حسين , قبل أن يسوق نفسه لحبل المشنقة , ويقود العراق للدمار والخراب , ولشعب العراق بالقتل . ولمئات الآلاف للشتات بالخارج وبالدخل
أري مشية " بوتين "مشية خارجة من شاب مستهتر , لا يمكن التنبؤ بالتصرف الذي قد يقدم عليه ..
خوف دول الغرب من روسيا والتعامل معها بحذر , ليس لأنهم غير قادرين علي هزيمتها .. كلا ..
بل يخافون من شخص يحكم روسيا , وهو انسان غير مسؤول أمام أحد في دولته . والجميع مسؤولون أمامه .. !
الغرب يخاف بوتين لكونه ديكتاتور ليس أقل سوءاً من أي ديكتاتور بدول العالم الثالث المتخلف .. يقبض علي السلطة منذ وقت طويل , ويملأ بلده فساداً ويقود الفاسدين , والمواطن أو السياسي الروسي الذي يجرؤ علي المعارضة , يلقيه بسرعه خلف جدران السجون .. وهو عنيد مع شعبه ومع الدول وحتي رؤساء الدول الأخري , هو عنيد كما لو كان يعاند في حلبة مصارعة - بوصفه مصارعاً سابقاً - .. !
لا البرلمان الروسي يمكنه سحب الثقة منه واستبعاده وخلعه خلعاً من السلطة .. ولا دستور روسيا محصن من العبث به ليمنع بوتين من البقاء في الحكم مدي الحياة .. ولا شعب روسيا يمكنه التظاهر ضد ديكتاتورية بوتين , وفساده وأسلوبه الأمني القمعي . ولا معارضة يمكنها معارضته والبقاء في أمان من الانتقام من زعمائها بدس السم , أو بالزج في السجن .. انه لا يختلف عن صدام حسين , أو عبد الناصر , أو حافظ الأسد , وولده بشار , أو معمر القذافي .. .. و باقي تلك العينة من المخلوقات الرئاسية , التي تنبت في مستنقعات دول العالم الثالث وبعامة بالدول التي اعتنقت الشيوعية وأغلب الدول التي خرجت منها .
وهذا البوتين .. قد لا يؤرَّق ضميره .. ولا يتردد كثيراً في اطلاق سلاح الدمار الشامل , ليردوا عليه بدمار شامل - نووية في مقابل نووية = دمار العالم .. ! أو اطلاق قنابل نووية محدودة المساحة من حيث الدمار , فيرد علي المحدودة بأخري محدودة مثلها .. ثم يصعِّد بوتين أحجام قنابله النووية , ويتم التصعيد تجاهه مقابل تصعيد .. وفي النهاية = دمار العالم , أو دمار معظمه .. وعودة البقية الباقية من الدول والبشر الي عصور ما قبل التاريخ !..
لذا فالغرب يتعامل مع بوتين كما يتعامل انسان عاقل مع مجنون يحمل في يده سلاح .. باستخدام الحكمة والحذر ..
ليس من الحكمة تبرئة زعماء دول الغرب تماما من تعريض السلام العالمي لأخطار ومهالك . ولكن ليس بنفس القدر الذي يمكننا به أدانة ديكتاتور مثل بوتين .. فأي زعيم أوروبي أو أمريكي , يضع في اعتباره الرأي العام لشعبه , ويعمل له حساب - بحكم الديموقراطية - أما ديكتاتور مثل بوتين , فآخر ما يضعه في حسابه هو رأي الشعب , الذي يسوقه كما يساق القطيع
بوتين يسير علي نفس طريق صدام .. الذي دخل بمفرده حرباً ضد عدد من الدول , منها الكبري منها والصعري ! - وظن - ومعه ملايين من مخابيل الشعوب التي تعورب وتأسلم أجدادهم بالسيف وبالجزية .. ان بامكان صدام الانتصار علي كل تلك الدول !
نعم .. أنا شاهدت بنفسي - بمصر , ابان بدء محاربة القوات الأمريكية وحلفائها لجيش صدام حسين .. عام 2003 , كيف كانت هناك مخلوقات - ناطقة بالعربية - تتابع التليفزيون وهي تتوقع انتصار شبيههم في الخبل " صدام حسين " !! , وقطيع الملتفين حوله لتلقي أوامره فحسب .. !
وكذلك فعل عبد الناصر , عام 1956 , قبل الدخول بمصر وحدها الحرب ضد دولتين عظميين - انجلترا وفرنسا + اسرائيل .. ! وظن انه يمكن أن ينتصر بشيء آخر بخلاف انتصارات الأغاني والأناشيد !
بوتين , قطع علاقات بلاده الآن بدول قارة أوروبا كلها وببساطة ! وهو جاهز الآن لمحاربتها كلها , حرب الفناء للجميع بالنووي ,, وبذلك يحقق لروسيا مجداً لم تحققه من قبل , هو مجد فنائها وفناء شعبها .. فيدخل بوتين وروسيا والشعب الروسي موسوعة الفناء العالمي التاريخي , موسوعة ربما لا تجد من يسجلها الا بضعة آلاف من السنين قادمة , يكون العالم القادم فيما بعد تلك الآلاف , قد تمكن من اكتشاف حفريات وآثار تثبت وجود مخبول اسمه " فلاديمير بوتين " . عمل رئيساً للدولة التي كان اسمها " روسيا " وأشعل النار النووية في العالم كله . فأدخل الكرة الأرضية في ظلام دام بضعة آلاف من السنين . بعدما قضي علي حضارة كبري كانت قائمة . وكانت أقطابها دول تسمي وقتذاك : أمريكا وأوروبا وروسيا والصين ..
-----
بوتين يواجه "شبح هزيمة من نوع مختلف" / بي بي سي 9-5-2022 :
https://www.bbc.com/arabic/world-61370765
فلننتظر لنري ماذا سيحدث .. هل سيقوم الجيش الروسي بالاطاحة بالديكتاتور .. أم ستقوم محاولة ناجحة فدائية من الداخل باغتياله .. أم سينجح في اغتيال نفسه - كما فعل صدام حسين - بعدما يجلب الخراب والتقسيم لروسيا . ومحاكمة دولية لقيادات جيشها . بدلاً من استعادة بوتين , لمجد روسيا المزعوم الذي وعد باعادته .. !
أم سيطلق سلاحاً للدمار الشامل , تجاه حلف الناتو , فيرد عليه بمثل ما فعل , بمحو روسيا , وسحق مجدها العسكري الماضي . واغلاق الباب أمام طموح استعادة مجد امبراطوري غابر ...
وهل سنري ماذا سيتحقق ؟ أم لن تسعفنا الحرب النووية الكونية التي سوف يشعلها بوتين , لأن نري أو نعي شيئاً مما سوف يجري , بمجرد بدء الكارثة العظمي , و سنلقي الفناء قبل أن يستقر جحيم جريان نيرانها ودخانها وغبارها .. !؟؟
----- المقال منشور بمقع الحوار المتمدن , في 23-5-2022 :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756974
____________________________
تعليقات
إرسال تعليق