ورود وسط الدماء
إعداد وتعليق : صلاح الدين محسن
13-5-2022
زواج بعد الحرب الأهلية في رواندا
الخبر والصورة من موقع بي بي سي 25-4-2022
تزوج ألفريد ويانكوريج بعد 14 عاما من الإبادة الجماعيةتعليق صلاح الدين محسن : انها ابنة القاتل - عروس ذاهلة وهي تحمل الورد في يدها - والعريس ابن القتيل , يبدو عليه داخل علي حرب قبائلية أخري .. لا وجه عروس , ولا وجه عريس ..
بي بي سي : في عام 2004، روى غراتين الظروف المحيطة بقتله لزوج برناديت , واعتذر لها ولعائلتها، وفي نفس تلك الجلسة اختارت برناديت أن تسامحه.
وبمسامحتها له لم يعد مضطرا لقضاء عقوبة بالسجن لمدة 19 عاما، وبدلا من ذلك بات عليه أن يقضي عقوبة الخدمة الاجتماعية لمدة عامين.
خلال السنوات العشر التي قضاها رهن الاعتقال قبل اعتذاره العلني، سعت عائلة غراتين للمصالحة مع برناديت وابنها ألفريد، الذي كان يبلغ من العمر 14 عاما تقريبا عندما قُتل والده، في محاولة لتعويض العائلة عما حصل بفقدان الزوج والأب.
برناديت (يمين) وزوجة ابنها يانكوريج (يسار) تربطهما علاقة وثيقة
وقد بدأت يانكوريج دوناتا، ابنة غراتين التي كانت في التاسعة من عمرها وقت حدوث الإبادة الجماعية، بالذهاب إلى برناديت ومساعدتها في الأعمال المنزلية.
وقالت لبي بي سي: "قررت أن أذهب وأساعد والدة ألفريد في الأعمال المنزلية وفي أعمال المزرعة أيضا، لأنها لم يكن لديها أي شخص آخر يساعدها خاصة وأن والدي كان مسؤولا عن مقتل زوجها".
وأضافت: "أعتقد أن ألفريد وقع في حبي عندما كنت أساعد والدته".
تأثرت برناديت بطريقة تفكير يانكوريج وسلوكها الإنساني: "لقد ساعدتني كثيرا على الرغم من حقيقة أن والدها قتل زوجي، كانت تعلم أنني لم أحصل على أي مساعدة لأن ابني كان في مدرسة داخلية. لقد أحببت قلبها الطيب وسلوكها الإنساني، ولهذا لم أقاوم فكرة أن تصبح زوجة ابني".
لكن بالنسبة إلى غراتين، لم يكن الأمر بهذه البساطة، فقد كان في البداية متشككا ومتوجسا عندما أُخبر بعرض الزواج.
وقالت يانكوريج: "ظل يسأل كيف ولماذا تريد عائلة أساء إليها كثيرا أن تكون لديها أي علاقة مع ابنته".
الزوجان السعيدان محاطان ببرناديت (إلى اليسار)، تحمل ابنهما (حفيدها)، وغراتين (إلى اليمين) بي بي سي
تعليق صلاح الدين محسن : بصمات الكارثة الانسانية المروعة ظاهرة علي الوجوه والعيون .. انهم : القاتل - والشعور بالندم والانكسار والمذلّة , وعلي يساره ابنته " العروس " وبجانبها زوجها ابن المقتول , وعلي يساره أمه تحمل حفيدها وحفيد قاتل زوجها .
نظرة لعيون ابن القتيل وحفيد القاتل و القتيل .. لا تزال الكارثة في العيون وعلي الوجوه .. ولا ندري متي تحل محلها ابتسامة صافية , هل بعد جيل ؟ أم بعد كم من الأجيال ؟
المهم .. انه تم التصافي والتسامح والمصاهرة , لمواصلة الحياة في سلام .
____________________________
تعليقات
إرسال تعليق