عندما تكون أسماء الحكام أو زوجاتهم تعويذة لحماية المشاريع العظيمة , من غارات أعداء النور والخير

كتب : صلاح الدين محسن
7-5-2022
المشاريع الثقافية العظمي  هي من بنات أفكار كبار مثقفي الأوطان . وهيهات أن تكون من وحي أفكار زوجات الرؤساء أو الملوك أو الرؤساء
وخشية من أن يوقفها أعداء الثقافة وأصحاب النفوذ من حاشية القصر - الرئاسي أو الملكي او الأميري - أو يعرقلها اللوبي السلفي العقائدي والسلفي القومجي ..  فان كبار المثقفين ذوي الفكر الابداعي الخلاق , ينسبون بنات أفكارهم للرئيس أو للسيدة الفاضلة حرم السيد الرئيس ...  أو للملك أو الأمير أو الأميرة - في العهد الملكي 

اسم " سوزان مبارك "  كان مجرد سياج حماية لمشروع مكتبة الأسرة - القراءة للجميع .
اسمها كان أشبه ب : تعويذة سياسية , أو حجاب .. شَبّة وفاسوخة , رُقية ثقافية سياسية .. لتبعد  عين الحاسد والحسود , عن المشروع الثقافي الوطني العظيم منعاً لتعطيله
الكتب و الموسوعات التي قدمت في مهرجان ( القراءة للجميع ) بسعر زهيد .. لولا أن نسبوا المشروع للسيدة الأولي وقتها - سوزان مبارك ..وراحوا يكرروا ويؤكدوا مع كل طبعة جديدة : تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك - حرم السيد رئيس الجمهورية .. لتم وقف المشروع من أول كتاب فور وربما قبل طباعته .. فالمشروع اعتني بالثقافة الرفيعة التنويرية والعلمانية ..  وفي عرف شلل الاظلاميين الذين انتشروا في عهد مبارك , بكل مفاصل الدولة .. هذا اسمه : كُفر والحاد ..
المشروع طَبع كتابي قاسم أمين - تحرير المرأة , المرأة الجديدة , وللمفكرين : شبلي شميل , فرح أنطون , سلامة موسي .. وغيرهم .. و كذلك موسوعة دكتور سليم حسن - عن مصر القديمة , و  قصة الحضارة  للمؤرخ البريطاني :  ول ديورانت .. وغير ذلك الكثير .
لم يجرؤ أحد من الاظلاميين أن يرفع رأسه بالاعتراض .. فاسم زوجة رئيس الجمهورية - حسني مبارك - كان درع حماية للمشروع  .. 

   كما حدث لأول جامعة مصرية - سُمِّيت : جامعة فؤاد الأول .. لتفادي تعطيل المشروع علي يد الملك فؤاد . وبنصيحة من الاميرة فاطمة اسماعيل - أخت المك فؤاد .والمتبرعة الأهم لبناء الجامعة .. اذ اقترحت عليهم بصراحة اطلاق اسم الملك فؤاد , علي الجامعة . قائلة : " فؤاد أخويا , أنا عارفاه . ممكن يعطل بناء المشروع " فسميت الجامعة باسم الملك فؤاد .. لكن صاحب فكرة انشائها هو مصطفي كامل باشا - الزعيم السياسي الوطني .. وكان أبرز المتحمسين والساعين للتنفيذ : أحمد لطفي السيد باشا - أستاذ الجيل - , وقاسم أمين , والشاعر أحمد شوقي .. والأميرة فاطمة اسماعيل - ابنة الخديو اسماعيل . وأخت الملك فؤاد , وعمة الملك فاروق . - وغيرهم .

يوجد بالفيسبوك موقع باسم فاروق الأول ملك مصر - وسلالة محمد علي باشا .. يذكرون فيه انجازات وأعمال جليلة منسوبة اليه , بالقول : وأمر الملك فاروق , وأنشأ الملك فاروق , وقرر الملك فاروق .. و  و الخ . مما جعلني أتساءل " كل ذاك فعله الملك فاروق .. !؟ كم كان عمره ؟ فاذا به تولي الملك في سن 16 سنة - عام 1936 - وانخلع وهو في سن 32 سنة فقط - عام 1952 - !  
لقد كان شاباً , صغيراً علي اتخاذ وانجاز كل ما هو منسوب اليه .. فهل كانت له عبقرية الاسكندر الأكبر - تلميذ أفلاطون وأرسطو - ! أم كانت له عبقرية تحتمس الثالث - ملك مصر الشاب وقائد امبراطوريتها - قبل الميلاد 1479–1425 ق.م
وهل كان الملك فاروق يحكم مصر , بلا كوادر ؟ ألم يكن هناك عباقرة وجهابذة في السياسة والثقافة والاقتصاد , والزراعة والصناعة والري والتموين و  و الخ ؟؟ بالطبع هؤلاء كانوا وراء ما تم انجازه في عصر الملك فاروق , وهو كان رمزاً للبلاد , والانجازات تنسب له وحسب , ولكنها من بنات أفكار عقول علماء و تكنوقراط ومثقفي مصر ..

وفي العصر الحديث .. مشروع التعليم التجريبي .. تم تعطيل استمراره وتحجيمه . وتقليص برنامجه ..  وجاري تقليم ما تبقي منه .. لأن العظماء المخلصين الذين أقاموه حباً لمصر ولأجل خيرها .. فاتهم أن يطلقوا عليه - تحت رعاية السيدة الفاضلة  زوجة السيد الرئيس , أو تحت رعاية ابنه , أو حتي ابن خالة الرئيس , أو حتي ابنة عمته ..  .. 
فضاع المشروع .. قام الاظلاميون بمحاربته , فبدأوا بتقليص مواد الدراسة . خوفاً منهم وحرصاً علي الهويّة - لا يقصدون هوية مصر المصرية .. بل هوية بدو مكة والمدينة ! الذي ركبوا مصر منذ أكثر من 1400 عام . ودفنوا هويتها القومية ... 
فدسّ هؤلاء الاظلاميون في التعليم التجريبي : فيروس الاسلام والعروبة .. !

فبعدما كان التعليم التجريبي يقوم علي تدريس لغة حيّة عالمية كلغة أولي وهي أكثر لغات العالم انتشاراً . وتدرس بها علوم وفنون وآداب العصر الحديث .أدخلوا الدين ( القويم .. ! ) , وأدخلوا اللغة العربية ( لغة أهل الجنة .. ! ) .. ثم قلّصُوا المواد العلمية الواجب تدريسها باللغة الانجليزية .. حتي تمكنوا من وقف أي تسجيل جديد للدراسة بالتعليم التجريبي . كانت آخر دفعة قبلوها في العام الماضي .. وأظنهم لا يزالوا بالمرصاد للدارسين الحاليين .. ولا ندري ماذا سيفعلوا بهم لاكمال الاجهاز التام علي هذا المشروع التعليمي العظيم , الذي به كان يمكن نقل مصر لصفوف الدول المتقدمة في خلال عشرين سنة فقط .
فليت أصحاب فكرة التعليم التجريبي , في مصر , كانوا قد نسبوا مشروعهم العظيم , لسيدة فاضلة أو لسيّد فاضل .. 
لو كانوا قد فعلوا لكانت الفاضلة أو الفاضل درعاً يحمي المشروع ويضمن استمراره .
-------------- منشور بموقع الحوار المتمدن بالرابط :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756595
____________________________

تعليقات