انسخها وتوكل .. السياسي والخُبث الاعلامي

 

كتب : صلاح الدين محسن

29-4-2021

( بالاشارة لحديث  أجراه اعلامي سعودي - عبد الله المديفر - , مع الأمير محمد بن سلمان . ولي العهد . كما جاء بمقالنا السابق  وعنوانه " البدو يتقدمون .. " ..

جاء في نهاية الحوار بينهما الآتي :

الاعلامي : مما تخاف سمو الأمير ..؟

بن سلمان : أعتقد ان الخوف ما موجود بقاموس السعودي . السعودي ما يخاف 

الاعلامي :  يضحك قائلاً : موجود .. 

محمد بن سلمان : نقلق , نشيل هم .. لكن الخوف ما اعتقد موجود بقاموسنا

الاعلامي - كان قد وصل لنهاية اللقاء - : شكراً لك سمو الأمير ..

ثم توجه الاعلامي للجمهور قائلاً : والشكر موصول لكم أنتم . وانقلوا عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان . انه يقول : دستورنا القرآن .

------- تعليقنا علي القول الأخير للاعلامي  المحاور :

 ليس المعتاد أن كل ما يقوله السياسي هو ما يجب عليه بالضرورة أن ينفذه ويلتزم به .. فقد يقول كلاماً تكتيكياً . ثم ينسخه فيما بعد , بآخر استراتيجياً ...

 فان نسخ " بن سلمان" , ما قاله , وعمل - أو قال - العكس . عندما يجد الوقت مناسباً - أو بالتدريج القصير أو الطويل .. هكذا يكون قد تعلم وعمل بدرس الناسخ والمنسوخ , كما جاء بالقرآن - وبالانجيل أيضاً .. .. 

فانسخ يا ابن سلمان .. انسخ ما قلته ولا تتردد فقد تغير الزمن وما زال كل يوم في تغير .. انسخ مثلما نسخ " عمر بن الخطاب " آية قرآنية , نسخاً عملياً . بالغاء العمل بآية " حق المؤلفة قلوبهم في الزكاة " , لِتغيُّر الظروف والأحوال ( ولو عاد عمر ’ لأطاح بكل آيات القرآن , فكل شيء في الحياة قد تغيّر ) .. ومثلما نسخ القرآن - والانجيل أيضاً , من قبل - الكثير من الآيات .. قالا عكسها تماماً ! ... انهما أستاذان في السياسة . ومنهما تعلم ميكافيللي .

نيكولو ميكافيللي

ولا تدع يا ابن سلمان , أحداً يدخلك في متاهات تفلسفات ومماحكات تبريرات وتفسيرات وتأويلات , في حواري وأزقة الناسخ والمنسوخ ..

فانسخ مقولتك " القرآن دستورنا " .. أي افعل عكسها , بل وقل عكسها علناً , وقتما تجد الوقت مناسباً لفعل ذلك .. انسخها فعلاً وقولاً أيضاً .. فهكذا كان يَنسَخ و يُمنسِخ , محمد ابن القرن السابع الميلادي , وصانع بداية القرن الأول الهجري ! وقتما كان يسكن في المدينة المنوَّرة

 انسخ مقولتك يا ابن سلمان .. وقتما تشاء ..

انسخها وتوكل ..

--------------------------

 

تعليقات