بلشفة ؟ أم رسملة ؟

 صلاح الدين محسن

27-4-2021

من يقارنون بين الراسمالية والشيوعية , من أبناء الشعوب الناطقة بالعربية .. لا أدري هل يقصدون رأسمالية دول العالم الثالث . التي أنظمتها لا تقع تحت أية صفة ! والتي يحكمها إما ديكتاتوريين أو عسكريين , خدعوا شعوّباً مغيبة فانجرت وراءهم , ومن الندم هم يعضّون علي أصابع القدمين .. 

ان الجدل المحتدِم بين دراويّش ستالين , وبين الكارهين له = الجدل والعداء بين السنّة والشيعة في الاسلام .. أو بين طوائف مسيحية متناقضة , أو طوائف يهودية متنافرة ..

رأيي : لا الشيوعية أفضل ولا الرأسمالية أفضل - ولكن الرأسمالية - كما في الدول المتقدمة - هي أقل سوءً من الشيوعية بكل تجاربها السابقة .

شاهد بنفسي , وعرفت . عندما عملت بالعراق , وتعاملت عن قرب مع خبراء ومهندسين وفنيين روّس  - في عهد الاتحاد السوفييتي - . كيف أن الكادر الحزبي الشيوعي الروسي , هو طاغية بالنسبة للبروليتاريا ! التي يزعمون ان لها ديكتاتورية .. !

شاهدت كيف غضب كادر حِزبي شيوعي روسي علي أحد العاملين الروس , غضبةً قد لا تجد مثيلاً لهولها في وجه اقطاعي تجاه عامل زراعي يعمل في مزرعته ! أو من رأسمالي مستبد , في وجه عامل بسيط بأحد مصانعه .. أحد الموجودين ممن يجيدون اللغة الروسية ترجم لي ما قاله ذاك الكادر الحزبي الغاضب للعامل : أنا أشقّك شقاً , أعمل منك " مِهبَل " ... !

في نهايات الستينيات من القرن الماضي قرأت لمحمد حسنين هيكل , يصف الهلع والرعب الذي اصاب المترجم الروسي . عندما غضب في وجهه " خروتشوف " رئيس روسيا في ذاك الوقت. بسبب تورط المترجم في ترجمة خاطئة لاحدي العبارات .

خروتشوف - الرئيس الروسي - يدق بالحذاء , مهدداً , احتجاجاً علي كلمة مندوب دولة صغيرة في أثناء الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 902 التي 12 أكتوبر عام 1960 .

في الدول الرأسمالية المتقدمة باستطاعة أبسط مواطن أن يشكو من ظلم وقع عليه . ولو ضد رئيس الدولة أو رئيس جهاز الاستخبارات . ويحصل علي حقه بالقانون ..

لكن في ظل النظم الشيوعية .. الحاكم , بل الكادر الحزبي هو إله يستطيع أن يسخط العامل وأن ينفيه لسيبيريا .. وقلما يجد المظلوم من يشكو اليه  أو من يعيد له حقاً أُضيّع !!؟ 

--------------------------------- 

تعليقات