الأديان السياسية وأنبياؤها - الكرام

الأديان السياسية وأنبياؤها / الكرام - ! شعوب الجدل حول قضاياها لا ينتهي!!
صلاح الدين محسن
من مدونتي 
24-7-2024

شعوب الجدل حول قضاياها لا ينتهي!!

لا يزالوا يقولون : آسفين ياريس .. للرئيس الراحل  حسني مبارك . !
"مبارك " . لم يخلعه انقلاب عسكري .. ولا خلعته أمريكا - كما حدث مع صدام حسين ( وبعد طول عجز للشعب عن خلعه )
الذي خلعه هو الشعب ..

وعلي الفور  بعد تنحي مبارك - وربما قبلها , أثناء الغضب الشعبي - .. قامت جماعة تحمل شعار " آسفين يا ريس "
ومبارك مات .. وجاء بعده رئيس , ثم رئيس آخر
ولا تزال جماعة آسفين يا ريس .. ترفع شعارها , تجده في مواقع الانترنت
 
تلك الجماعة .. أسفوا وأعلنوا أسفهم علي تنحي مبارك - من قبل تجربة رئيس آخر ... !
ولا تزال الجماعة تعيش في الأسف .. صارت عقيدة . كأية عقيدة دينية / 
تلك ديانة سياسية " ديانة آسفين يا ريس / أو : الديانة المباركية الأسفوية  - السياسية " .
يوجد من يكرهوا حاكما لسوئه .. يرونه سيئاً .. فاذ جاءهم حاكم أسوأ .. قدسوا السيء الراحل .. نكاية في الأسوأ .. كما لو كانوا - أو هم بالفعل يتمنون عودة السيء .. ولا يحلمون . بآخر جيد - ولو مجرد حلم - !! ليس في حسابهم جيد .. ! بل السيء , لأنه أفضل من الأسوأ ... كما لو كان الجيد , من المستحيل ان يجيء . و ان السيء نعمة . فهو أفضل من الأسوأ ... (!) والدنيا لا تحمل سوي هذين اللونين الاثنين فقط ... !

وكما جماعة آسفين يا ريس .. يوجد محبو الرئيس الراحل " أنور السادات " .. الذي مات مقتولاً , بعدما حشد في السجون والمعتقلات , كافة الرموز والزعامات السياسية والدينية المعارضة لسياسته .. من اليمين واليسار والوسط .. وذاك ربما لم يفعله حاكم من قبل في تاريخ السياسة ..
كان قتل الرئيس السادات .. قد جري , بعد 4 سنوات , من قيام ثورة شعبية عارمة ضده . من أسوان للإسكندرية ( انتفاضة 18 و19 يناير 1977 ) ربما لم تعرف مصر مثلها سوي في عهد الفرعون " بيبي الثاني " حوالي عام 2270 قبل الميلاد .
يناير 1977 كانت ثورة شعبية .. ثورة الخبز .. ثورة شعب جاع ولم يكن ينقصه مزيدا من رفع الأسعار.. ففاجاؤه برفعها ! فقامت قيامته
ولكن الرئيس السادات , لم يتردد في وصفها ب : ثورة حرامية ..

و للرئيس الراحل أنور السادات .. مؤمنون به , صادقون في الايمان .. !
 مثل ما جماعة " آسفين يا ريس " مؤمنون بالراحل مبارك .. وصادقون في ايمانهم ...!

من يتطلع علي ما ينشره أعضاء جماعة الاخوان المسلمين , بمواقع التواصل الاجتماعي ,, يخيل اليه انهم واثقون من امكانية عودة الرئيس الاخواني الراحل دكتور محمد مرسي , الي قصر الاتحادية - قصر الرئاسة وقتما تولي الحكم .. 
وذلك لشدة ايمانهم بزعيمهم . ولصدق ايمانهم .. كما صدق ايمان غيرهم بزعمائهم المحبوبين ( الذين رحلوا جميعا .. ! .. ) .

من قرائي المحبين , من دول أخري , من ينقلوا لي مدي ايمان شريحة كبيرة من العراقيين , بالرئيس الراحل صدام حسين . ونسبة كبيرة من المؤمنين به هم من الشباب صغار السن ! وايمانهم لا يتزعزع , وبتعصب , قد يقود شجار ولاكثر من الشجار  بينهم وبين الكفار غير المؤمنين بالزعيم صدام .!!
صدام حسين , كان مؤمنا شديد الايمان بالديانة السياسية البعثية - نسبة لحزب البعث - .. أما غلاة المؤمنين الشباب - الصدَّاميين - من العراقيين , فايمانهم بشخص الزعيم صدام . ايمانهم بالديانة السياسية الصدامية - نسبة لصدام حسين - وليس بحزب البعث 
لعل تفسير ذلك هو شدة سؤ الأحوال بعد سقوط - ثم ازدادت سوءا بعد إعدام - صدام حسين , مما جعلهم يتمنون عودة الحياة السيئة التي عانوا منها في عهده - وحصار نتج عن سؤ سياسته ! - لكون الحياة السيئة في عهد أبي عدي .. أرحم من الحالة شديدة السؤ حالياً 

( وهم  " المؤمنون بصدام حسين " .. نفس الشيء , لا يفكرون أو حتي يحلمون بزعيم جيد .. بدلا من السيء , وبدلاً من الموغل في السؤ .. كلا .. بل أعينهم لا تري من الألوان السياسية سوي لونين فقط : شديد السؤ , ... والسيء !! والسيء عندهم = الأرحم والأفضل من شديد السؤ ...  .. )

وكذلك الحال .. نفس الشيء يحدث في ليبيا ,, بالنسبة للأخ العقيد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي .. - كما حكي لي بعض القراء , في ليبيا ... نسبة كبيرة من شباب ليبيا - صغار السن - يؤمنون بالأخ معمر القذافي .. ايمانا صادقاً .. ! .. بنفس طريقة المؤمنين بالزعماء السابق ذكرهم ..

عندما أعلن السادات مبادرته للسلام مع اسرائيل , وقام بزيارتها . كنت خارج مصر . وشاهدت مؤتمراً لحشد , من أبناء الجالية المصرية  للمعارضين لسياسة للسادات ..
أحد قياداتهم ,- شيوعي , ممن لقوا صنوف العذاب في سجون عبد الناصر - ندد بزيارة السادات لاسرائيل أشد تنديد ,, ونكاية في السادات .. أشاد كثيرا بعبد الناصر ! وقال انه رغم ان كرابيج الضرب في سجون عبد الناصر لا تزال ظاهرة علي ظهره إلا انه يحب عبد الناصر .. ! ثم كشف عن ظهره لنري آثار الكرابيج .. 😢 و واصل تكييل المديح لعبد الناصر .. !
فتري : هل كان من الضروري جداً .. لكي يدين ويستنكر زيارة السادات لاسرائيل , أن يمتدح , الذي آثار كرابيجه -  منذ أكثر من عشر سنوات - لا تزال ظاهره علي جلد ظهره .. ؟؟
وهل لم يكن من المعقول أو المقبول .. اثبات رفضه وكراهيته لسياسة السادات إلا بامتداح من جلده وسجنه وأهانه ؟؟
--- 
انتهازية شعراء - من الصفوة ! - :
عندما مات عبد الناصر .. شب تسونامي عالي من الحزن الشعبي والشعبوي المُضلَّل والضال بحكم إعلام وحيد كله لم يكن  يفعل سوي التسبيح بحمد الزعيم - 

ولم يكن في  زمن عبد الناصر , وحتي رحيله عام 1970  - لا انترنت ولا فيسبوك ولا ولا .. فكيف يعرف الناس حقيقة ما يجري بهم وما يجري في حق بلادهم .. ؟؟
( أنا من الجيل الذي لم يكن يعرف سوي " الله " فوق بالسماء .. و " عبد الناصر " تحت بالارض )
فهبت الملايين تبكي الرجل الذي قتل أبناء الشعب بعشرات الآلاف , في حروبه الاعتباطية وترك سيناء محتلة للمرة الثانية في عصره !

كانت جنازة عبد الناصر .. حدثا .. عزّ علي اثنين من الشعراء , ليسوا ناصريين .. ألا يركبوا موجة تسونامي الحزن الشعبوي , ويتعنتروا بشعريهما كما الفرسان .. فرفعاه بشعريهما لمصاف الأنبياء .. ! .. 

انهما أحب الشعراء لمن هم من أمثالي - مع الأسف - أحمد فؤاد نجم , ونزار قباني ... ! 
اللذان كان أحري بهما  - كعادتهما - اضاءة مصابيح شعريهما لايقاظ الشعب ,, و دعوة الجماهير لان يجددوا ذرف دموعهم علي شهدائهم في اليمن , و في 1956 , وفي 1967 .. هؤلاء الشهداء كانوا أحق بتجديد البكاء عليهم , في مناسبة موت - وجنازة عبد الناصر .. وكذلك البكاء علي سيناء التي تركها محتلة ( للمرة الثانية ! ) علي يديه .

الشاعر " نجم " طالما ندد بعبد الناصر , وزجوا به في السجن .. ومن أبسط ما قاله عنه من قبل :
" البيك حاطط  في كل مكان ضابط , لو حتي حمار .. " !
وعندما مات عبد الناصر . ركب الشاعر " نجم " تسونامي الحزن الشعبوي , فقال :
من دا إللي نايم وساكت
والسكات مسموع
سيدنا الحسين؟
ولا صلاح الدين؟
ولا النبي؟
ولا الإمام؟
دستور ياحراس المقام
    !!!
أما نزار قباني ,, الذي قال لعبد الناصر ,  من قبل : 
" يا سيدي السلطان .. لو منحتني الأمان 
لقلت لك , انك قد خسرت الحرب مرتين , 
لأنك نسيت قضية الانسان .. "
فلكي يركب تسونامي الحزن الشعبولي  في جنازة عبد الناصر , ويلعل بشعره , والصحف تكتب وتنشر والناس تقرأ ..
 رفعه من مصاف لسلاطين الجبابرة , لمصاف الأنبياء  (  مثلما فعل الفاجومي " نجم " ) .. اذ قال نزار, في وداع عبد الناصر :
" قتلوك يا آخر الأنبياء .. " 
!!!
وللأسف .. صار الشعر الكاذب, لكل من نجم ونزار .. شهادة وحجة يحتج بها من يدافعون عن عبد الناصر ( المؤمنون بالعقيدة الدينية السياسية الناصرية )  .. 

بعد 4 سنوات من تألق نزار قباني , بقصيدة الكذب والنفاق تلك - في رثاء عبد الناصر - .. 
جاء مصر , في ذكري رحيل طه حسين / أكتوبر 1974 - وفي قاعة جامعة الدول الناطقة بالعربية - بالقاهرة - .. ألقي " نزار " قصيدة , وصف فيها عبد الناصر وجماعته - ضباط 23 يوليو - بقوله :
إيه يا مصر من بني قحطانِ
ساوموكِ , باعوكِ كاذبات الأماني
حبسوا الماء عن شفاه اليتامي
وسكبوه في شفاه الغواني ..
---
فبمن يستشهد الجادون ؟ 
بأشعار كاذبة , لشعراء انتهازيين ؟ ، قصيدتين تعتبران سقطة مشينة , في الحياة الابداعية الشعرية لنجم ونزار .. !
أَم بما كتبه وما قاله  مفكرون ومؤرخون محترمون , ممن عاشوا الأحداث , أو شاركوا فيها عملياً .. مثل علي سبيل المثال - :
دكتور محمد سعيد العشماوي ( المفكر . ورجل القضاء الكبير . الراحل ) وما كتبه عن كارثة تأميم قناة السويس وحرب 1956 - بسبب ذاك التأميم -.. " سوف يمتد  تأثير ذاك التأميم بالضرر علي مصر لمدة 300 سنة قادمة .

دكتور حسن عباس زكي - أستاذ الاقتصاد و الوزير ( وزير بالاجبار! بأمر عبد الناصر ) . وما قاله ( في يوتيوب ) استشاره عبد الناصر ,في عزمه علي تأميم المصانع . أبدي اعتراضه علي التأميم  لكونه سيضر باقتصاد مصر - وكان له اقتراح بديل للتاميم .. رفضه عبد الناصر وعبد الحكيم . وأجبراه اجبارا علي تنفيذ التأميم بنفسه , بتولي وزارة الاقتصاد ( إجباراً , بالأمر ,, وكأنه ضابط بالجيش أو جندي وليس أستاذ جامعي في الاقتصاد  ! )  ليتحمل هو , كرجل اقتصاد ( لا هما ) .نتيجة سؤ تفكيرهما وقرارهما الخاطيء !
ودكتور وسيم السيسي - العالم الموسوعي ( فيديوهات .. أحاديث إعلامية )
السيد أمين هويدي - الذي تقلد عدة مناصب عليا - في عهد عبد الناصر / وما كتبه عن أشياء كثيرة بأمانة . ومنها حرب الاستنزاف ., التي أمر بها عبد الناصر ( كانت بدون غطاء جوي ! ) لأن الطيران المصري كان مدمرا . مما جعل طيران اسرائيل يسيح براحته في سماء مصر . ويضرب من أبو زعبل , وبحر البقر , وحتي نجع حمادي - بالصعيد -  فكانت الخسائر فادحة .
وغير أؤلئك الشخصيات الهامة ,  كثيرون ..

لكن من أغلقوا أمخاخهم علي ديانة سياسية ما , وعلي نبوة نبي سياسي معين .. مثلهم مثل المؤمنين المتعصبين لأيِ من الأديان الأخري .. من عاشر المستحيلات اقناعهم بغير ما وقر و تحجر في قيعان أمخاخهم . والحوارمعهم , في الغالب هو مضيعة للوقت .
======









____________________________

تعليقات