مُجبرات لا مؤمنات

صلاح الدين محسن
31-1-2019

المرأة تواجه ألف مخطط لارغامها علي لبس الحجاب . يطاردها الدعاة بوسائل المواصلات , يضيق عليها رئيسها في العمل - أبو لحية - أو مُعلمها بالمدرسة , أو زملاؤها بالجامعة الذين تدروشوا وتأخونوا أو تسلفنوا - . ضغوط من أب انجرف مع التيار التديني , أو أخ أو عم .. أو جار , و من صاحب محل قُرب منزلها اعتادت علي شراء حاجيات البيت منه . انضم لاحدي الجماعات اياها فأطلق اللحية وراح يدعو للحجاب في سبيل الله ! ..
 من كل الاتجاهات وجدت المرأة نفسها محاصرة بضغوط للبس الحجاب . تارة باللين , وتارة بالنظرات القاسية المستنكرة لعدم لبس الحجاب  , وتارة ثالثة باسماعها حديث ديني يهددها ويتوعدها بالجحيم بعد الموت . وتارة رابعة  تُبشّر المحجبة برضا السماء وبرضوانها عليها  وبدخول الجنة . وتارة خامسة تجد مجاهدين شبان يفاجئون غير المحجبة برش مادة كيميائية حارقة عليها من الخلف . مثلما يفعلون مع من تلبس ملابس قصيرة تكشف عن ساقيها . وتارة سادسة تجد من يقولون لها ناصحين : الحجاب عفة وطهارة ! أي أن غير المحجبة ما هي سوي فاجرة .. ! 
وبعدما رضخت طلباً للسلامة - ورضخ زوجها - و لو كان مثقفاً علمانياً - أو من دين آخر غير الاسلام - , خوفاً علي زوجته - أو ابنته - من التعرض للايذاء أو التحرش التأديبي أو الانتقامي - 
 ولبست الحجاب ..
بالتعود , صارت تشعر انه جزء منها ..
كمن تعود علي لبس النظارة الطبية - كمثال - , وخلعها بعد 30 سنة عقب عملية ليزر ناجحة . يظل لفترة طويلة بعد الاستغناء عن النظارة - العوينات -  , يشعر كأنها فوق عينيه , أو يمد يده بلا شعور , بحثاً عنها ! - بفعل التعوُّدِ لمدة طويلة ! - هذا حدث لكثيرين من الرجال
عفواً : لو نزعت البردعة  واللجام عن الحمار . سوف يقف في حيرة من أمره . اذ اعتاد علي البردعة واللجام , ولم يعد يشعر بذاته بدونهما ..!ّ
   انه الاعتياد .. !!

أغلب النساء اللائي اضطررن للبس الحجاب لمدة طويلة ., كأن الحجاب قد صار جزءاً ممن اعتادت علي لبسه ! .. تجد صعوبة في خلعه - إلا قليلات من الثائرات اللائي تخرج منهن رائدات نسويات.
لكن غالبية النساء لبسن الحجاب اضطراراً وعلي كُره .. ولو جاء دعم من الدولة والقانون , يساعدهن علي نزع الحجاب . لسارعن بنزعه ودوسه بالأقدام , وربما بحرقه حرقاً .
======= صور منقولة من الانترنت لمحجبات : 

====

تعليقات