من يحسم الجدل الشعبوي العقائدي العقيم ؟ - 1
من يحسم الجدل الشعبوي العقيم حول الايمان والالحاد - 1
بكيبورد : صلاح الدين محسن
27-1-2019
أحد معارفي , هنا في المهجر . مهندس عراقي الأصل , ملحد .
في حديث معه قال لي ان الأديان هي أهم أسباب عدم نهوض وتقدم دول المنطقة الناطقة بالعربية .. وعرقلة الانسان عموماً وتكدير السلم العالمي .
فقلت له ان الناشطين بالانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من تلك الدول - بداخلها أو بخارجها - أغلب نقاشاتهم ومشاداتهم , تدور حول هذا الموضوع : الأديان , والايمان والالحاد
قال : ألم أقل لك انه مرض .. وشعوبنا مريضة بذاك الداء : الأديان !؟
قلت : كاتب سوري - مسلم - بموقع بالانترنت , ذكر 100 دليل علي وجود الله .
فرد كاتب مصري ملحد . ب 200 دليل علي عدم وجود إله - مستخدماً علم المنطق وعلم الرياضيات - .
وتحاورا كثيراً ومع كل منهما مجموعة تؤيده .. وانتهي الأمر كعادة المناقشات في هذا الخصوص بتبادل الشتائم وباتهام كل منهما الآخر بالجهل وعدم الفهم ..
ضحك .. وقال لي : 200 دليل علي عدم وجود الله !؟ من لا يفهم من دليل واحد , فلن يفهم بعد ذلك أبداً
عقبت قائلاً : لا لا , دليل واحد لا يكفي . خليهم خمسة .. عشرة أدلة - علمية - ومن لا يفهم بعدها , لن يفهم , ولو أتيت له بعشرة ألاف دليل ..
منذ عشر سنوات - 2009 - نشرت مقالاً أقول فيه :
لقد سئمنا من الكتابة والنقاش حول مهزلة فارغة اسمها ايمان والحاد . ومن رأينا أن العِلم الحديث جدا . هو الذي سيعالج مشاكل الانسان مع الدين وشقاء الانسان بسبب الدين . وليس الدين وحده ... الخ . ---- ما سبق كان ختاماً لمقال نشرناه أول عام 2009 . وكان بعنوان : مسلم وملحد في الاحتفال برأس السنة . بموقع الحوار المتمدن في 3-1-2009
وقبل ذلك بأربع سنوات . عام 2005 . وهو عام بداية نشرنا للمقالات بالانترنت . بعد شهرين فقط من النشر بالانترنت . كنا قد قلنا نفس المعني . في مقال وصفنا فيه تلك المناقشات البيزنطية . حول الأديان . بأنها مستنقع . وتساءلنا : متي يتم تجفيفه ؟
https://salah48freedom.blogspot.com/2017/02/blog-post_63.html
---
بعد 13 سنة من المقال الأول .. وبعد 10 سنوات من المقال الآخر .. كانت الأمور تسير علي نفس الوتيرة . ولا تغيير .. !
-- ليس لدي صبر علي قراءة كل تلك المقالات التي تهري في الجدل حول اأديان والايمان والإلحاد , - إلا القليل منها - التي تقدر بالمئات بل بالآلاف .. لكن من وقت لآخر , أطلع علي التعليقات - أتفرج - والتعليقات عند بعض القراء - تفوق مساحات المقالات نفسها بكثير !
انها معمعة . وأي عاقل لو دخل للفرجة علي تلك المعمعة , ففي الغالب ستزلف قدمه , ويجد نفسه مشاركاً في تلك المعمعة التي لا يحبها .
وأضحك أو أتعجب من إزهاق الوقت والجهد بلا هدف ولا غاية . وأتذكر لغط وبيزنطيات الجدل الشعبي الذي عرفته في مصر منذ الستينيات من القرن الماضي . حول اثنين من أندية كرة القدم المصرية - الأهلي والزمالك - حيث كانت تلك الجدليات الكلامية الفارغة هي الوسيلة الوحيدة عند الشعب لازهاق الوقت - منذ عهد جمال عبد الناصر .. لكون الحديث في مشاكل حياتهم وحياة بلادهم , - في السياسة - يمكن أن يقود بسهولة لمعتقلات عبد الناصر , وسجونه .
وفي عهد الحرية بالانترنت , انتقلت شعبوية الجدل العقيم حول كرة القدم ( أهلي , وزمالك ) الي الجدل العقيم حول الأديان . سواء بالأسماء الحقيقية أو بأسماء مستعارة
- صحيح انه حدث تغير كبير لمفاهيم دينية خاطئة , عند الملايين , بعدما أتاح الانترنت الكلام غير المباح عند أجهزة إعلام سلاطين وملوك المنطقة , المُتوَّجين منهم والمُقنّعِين بقناع جمهوري مزيف ! وأشباه الديموقراطيين ..
لكن المؤشرات تقول ان العقول القابلة لتلقي أنوار الحقيقة هي الأقل من العقول الحجرية والمغلقة بمغاليق فِطريّة طبيعية ..
والفيصل ليس للأكثر أو الأقل . فالغلبة قد تكون للأذكي , أو للأقدر علي اقتناص أدوات الادارة والحكم . بطريق شرعية أو لولبية شرعية القناع .
1 - الفريق الذي سيتمكن من تسلم مقاليد الأمور , أو الاقتراب والتأثير علي الحكام أولياء الأمور .. هذا الفريق سيحسم السجال لصالحه . سواء كان فريق العلمانيين أو فريق السلفيين الحجريين .
2 - الفريق الذي سوف تعضده الدول الكبري , بأساليبها الخفية والظاهرة .. سواء كان فريق العِلم ( العلمانيون ) .. أو فريق الغيبيات ( الايمانيون )._ -- ليس لدي صبر علي قراءة كل تلك المقالات التي تهري في الجدل حول اأديان والايمان والإلحاد , - إلا القليل منها - التي تقدر بالمئات بل بالآلاف .. لكن من وقت لآخر , أطلع علي التعليقات - أتفرج - والتعليقات عند بعض القراء - تفوق مساحات المقالات نفسها بكثير !
انها معمعة . وأي عاقل لو دخل للفرجة علي تلك المعمعة , ففي الغالب ستزلف قدمه , ويجد نفسه مشاركاً في تلك المعمعة التي لا يحبها .
وأضحك أو أتعجب من إزهاق الوقت والجهد بلا هدف ولا غاية . وأتذكر لغط وبيزنطيات الجدل الشعبي الذي عرفته في مصر منذ الستينيات من القرن الماضي . حول اثنين من أندية كرة القدم المصرية - الأهلي والزمالك - حيث كانت تلك الجدليات الكلامية الفارغة هي الوسيلة الوحيدة عند الشعب لازهاق الوقت - منذ عهد جمال عبد الناصر .. لكون الحديث في مشاكل حياتهم وحياة بلادهم , - في السياسة - يمكن أن يقود بسهولة لمعتقلات عبد الناصر , وسجونه .
وفي عهد الحرية بالانترنت , انتقلت شعبوية الجدل العقيم حول كرة القدم ( أهلي , وزمالك ) الي الجدل العقيم حول الأديان . سواء بالأسماء الحقيقية أو بأسماء مستعارة
- صحيح انه حدث تغير كبير لمفاهيم دينية خاطئة , عند الملايين , بعدما أتاح الانترنت الكلام غير المباح عند أجهزة إعلام سلاطين وملوك المنطقة , المُتوَّجين منهم والمُقنّعِين بقناع جمهوري مزيف ! وأشباه الديموقراطيين ..
لكن المؤشرات تقول ان العقول القابلة لتلقي أنوار الحقيقة هي الأقل من العقول الحجرية والمغلقة بمغاليق فِطريّة طبيعية ..
والفيصل ليس للأكثر أو الأقل . فالغلبة قد تكون للأذكي , أو للأقدر علي اقتناص أدوات الادارة والحكم . بطريق شرعية أو لولبية شرعية القناع .
1 - الفريق الذي سيتمكن من تسلم مقاليد الأمور , أو الاقتراب والتأثير علي الحكام أولياء الأمور .. هذا الفريق سيحسم السجال لصالحه . سواء كان فريق العلمانيين أو فريق السلفيين الحجريين .
وحتي الآن , الدول العظمي تساند وتفضل وصول فريق وأنصار الايمانيين . للسلطة .. فالدول العظمي مع العًلم - والعلمانية - في بلادها . إما الشعوب والدول المتكعبلة في معتقداتها أسوأ كعبلة , ولا تقوي - أو لا ترغب - علي الانفكاك من تلك الكعبلة - أو لا تقدر ولا ترغب في نفس الوقت , في الانفكاك من كعبلة المعتقدات .. فان الدول الكبري . لا تحبذ العلمانية لتلك الدول والشعوب - كما يبدو - . بل تساعدهم علي البقاء في كعبلاتهم . وعلي المزيد من الغرق فيها .
-- توجد شعوب آسيوية صارت دولاً عظمي - من غير الدول الناطقة بالعربية أو الدولة الملتصقة بدول عربية - ايران - .. ومن غير الدول ذوات العقيدة الاسلامية - عدا ماليزيا , التي أجازت حق الردة عن الاسلام وحرية اختيار عقيدة أخري - وهي دولة واحدة من بين قرابة 60 دولة .. !.
وعن مأساة تلك الدول المُكَعبلة في عروبتها ودياناتها .. قال الشاعر أحمد شوقي - المتوفي عام 1932 م - في قصيدة نهج البردة :
يا رب هبت شعوب من منيتها *** واستيقظت أُمم من رقدة العدم
لكن الشعوب والأمم - الناطقة والمعتنقة بلغة ولعقيدة العرب . حتي الآن .. عام 2019 , لا هبت ولا نهضت منها أمة واحدة ..
========
تعليقات
إرسال تعليق