تكتيك واستراتيجية
صاح الدين محسن
15-11-2024
حول موضوع حماس - وهل هي حقاً مقاومة ؟ أم ماذا ؟. المعترضون بوسائل التواصل الاجتماعي, علي ما أوصلت إليه حال غزة وشعبها من موت بعشرات الآلاف ودمار عميم للديار والمرافق . واعتبارهم ذاك ليس من قبيل المقاومة لأجل التحرير , بل هو الخراب والشقاء بعينه . وليس التحرير
واعتراض المؤيدين لحماس , بحجة واحدة عبارة عن سؤال : هل يجوز الاستسلام ؟
لعل الصواب هو ان المحارب الذي يفهم قضيته حربيا وكذلك يفهم أصول القيادة السياسية القتالية : إنما يعرف :
متى يقاتل حتي الموت ,, ؟
ليس حتي موت الشعب ودمار أو ضياع الوطن .. بل حتي موت المقاتل ( لأن هناك من يفهمون الفداء والاستبسال : قتال حتي موت الشعب ودمار الوطن ! ويسمونه : صمود ! )
ويعرف المقاتل الذكي : متى ينسحب ؟
و متى يستسلم ؟
ويعرف : متى يتفاوض ؟
ومتى يرفض التفاوض ؟
ومتي يكون الانسحاب او الهروب من الاسر , او من السجن أو من المعركة , هو الخيار الأصوب ؟
هروبا تكتيكيا لاعادة اعداد وترتيب ظروف وأدوات أفضل ومعاودة خوض المعركة
و يعرف متى يكون الهروب جبنا او خيانة ؟ ( اذا كان غير تكتيكي بل لمجرد الفرار. ونفض يد المحارب من كل شيءٍ وتفضيل العيش بعيدا في رغد و هدؤ )
ومتى يفضل الموت علي الوقوع في الأسر؟
و متى يتخلص من حياته أفضل من ذل الأسر ؟
ومتى يجب عليه احتمال كل تبعات الأسر .. بأمل الحياة والحصول علي الحرية . والمواصلة لاجل معاودة الكفاح حتي تحقيق النصر وانتزاع الحق ؟
وكما أسير ينتحر لعزة نفسه , أفضل من ذل الأسر
أسير آخر يتحمل شرب مرارة ذل الأسر ويخرج سليماً
وأسير ثالث يحتمل الأسر علي أمل ان يعود بعد إطلاق سراحه , ليحارب وينتصر للوطن ( لمن يؤمن بالوطن .. ! )
وأسير رابع ,, بعد خروجه من الأسر ينقلب علي الحكم والحاكم ويقبض علي السلطة .. فيُكبِّد بلاده ووطنه هزائم منكرة وخرابا فادحاً ..ويتمدد بأموال الشعب , إلى دول أخرى قريبة وبعيدة ! ويكبد العديد منها بالفواجع مثلما كَبَّد بلاده !! بزعم القضاء علي الاستعمار والرجعية وأعوان الاستعمار ! فيتحول هو - وزمرته - لاسوأ استعمار عرفته بلادهم ..! .
والمناضل ( ليس المتدين الدرويش - بل المدني الفكر والتفكير - ) مناضل بالسلاح أو بالفكر والرأي - .. اذا حكم عليه بالمؤبد أو بالاعدام ورفض محاولة الهرب وفضل الموت قد يكون لكبر سنه ولم يعد في العمر بقية لمواصلة نضاله , لانه اذا فشلت محاولة الهرب فلن يكون لصالح هيبته و شيبته , بل سيسيء لتاريخه , فيفضل الموت بالإعدام . او قضاء باقي العمر بالسجن - أفضل من فكرة الهروب... تلك حكمة وطبقا لحسابات يحسبها المناضل المسن الذكي ( المناضل المدني , لا المجاهد الديني ) - سواء مناضل بالسلاح أو بالرأي والفكر .
حماس منظمة دينية إسلامية
و لان نبي الاسلام كان : تاجراً
لذا فمحمد قد أدخل الله معه ( أو الله هو الذي أدخله . أو دخلا معاً ) في صفقة تجارية ولكنها تجارية قتالية حربية - ربانية !
كما جاء في القرآن : هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم . تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم/ ... إلى آخر الوعود التي يسيل لها لعاب المؤمن -التي وردت بباقي الآية - التي جاءت في سورة الصف .
الجهاد في سبيل الله = الحرب - يعني القتال والقتل... بدعوة من إله اسمه : السلام !!!
والجهاد عند المؤمن المسلم ليس لتحرير وطن .. كمن يزعمون - ان المنظمات الإسلامية - وخاصة ابنة جماعة الإخوان المسلمين - هدفها تحرير فلسطين !!
جماعة الإخوان المسلمين ,, أعلن العديد من قادتها , " ان الوطن : حفنة من التراب ..." وان " الدين وطن ".... !
( طز في مصر وأبو مصر , واللي في مصر - مرشد عام جماعة الاخوان الأسبق - محمد مهدي عاكف / 1928 : 2017 )
الجهاد ( كفريضة دينية إسلامية ) = قتال مسلح , لفرض إرادة الاسلام , علي الآخرين .
واليهودية كذلك : من التوراة - سفر استِير . آية 17 - :
" كثيرون من شعوب الأرض تهودوا لان رعب اليهود وقع عليهم "
وفي المسيحية أيضاً , قول المسيح . في انجيل لوقا ( 19: 27) :
أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم , فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي
---
سموتريتش ( وزير المالية الاسرائيلي والحاخام السابق - ) : سنحتل لبنان والأردن وسوريا والعراق ومصر.. والسعودية!
https://www.youtube.com/watch?v=We5Wd2vrpMU
----
رئيس حماس / اسماعيل هنية - في 30-6-2013 : " لدينا بغزة ٢٥ ألف جندي و ٥ آلاف انتحاري . و قادرين علي احتلال مصر و كسر الجيش والشرطة المصرية و تدميرهم في ساعات" - الخبر منشور بعدة مصادر بالانترنت -
من يحب بلده ويريد حمايته من الطامعين في الخارج . عليه بالحذر من ياجوج ومأجوج - حماس الفلسطينية وتطلعاتها التمددية لو انتصرت , واسرائيل التوراتية - نتنياهو , والحريديم - السلفيين اليهود ..( و مثلهما : العمائم الفارسية الشيعية الايرانية )
الدول الواقعة بين الفرات والنيل .. عليها تأمين حدودها من " يأجوج ومأجوج " نتنياهو ومن يمثلهم .. و من حماس وشقيقاتها و أمها : جماعة الإخوان المسلمين - التي تمثلها حماس في غزة . وكذلك من الفرس الشيعة - عمائم إيران " ويمثلهم حزب الله اللبناني - وغيره بالمنطقة .
دائما " فتش عن الدين " .. ستجده وراء كل شقاء مهين للانسانية ..
لا أدري , لماذا لم ينتبه " نابوليون بونابرت " لذلك . وقال " فتش عن المرأة " !!؟؟ لو انتبه أكثر لقال : " فتش عن الدين " .. ستجده وراء كل شقاء للإنسان في كل زمان ومكان - ويقال كذباً : إن الدين قيم وأخلاق . وطاقة روحية .. !
عن الدين قال الشاعر الحكيم والفنان والاديب الاريب " جبران خ جبران " :
الدين في الأرضِ حقلٌ ليس يزرعهُ .. غير الأولى لهم في زرعهِ وطرُ وطر = مصلحة
فمِن آملٍ بنعيم الخلدِ مبتشرٍ.. ومِن جهول يخشي النار تستعرُ
والناس لولا عقاب البعثِ ما عبدوا رباً .. ولولا الثوابُ المرتجى كفروا
كأنما الدينُ ضربٌ من متاجرهم .. إن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسروا
---
وقال الشاعر إيليا أبو ماضي :
تخلقُ الأسماكَ لكنْ تخلقُ الحوتَ الأكولا
قد جمعتَ الموتَ في صدركَ والعيشَ الجميلا
ليتَ شعري أنتَ مهدٌ أم ضريحٌ؟
لست أدري
قيل لي في الدير قومٌ أدركوا سرَّ الحياةْ
غيرَ أني لم أجدْ غيرَ عقولٍ آسناتْ
وقلوبٍ بليتْ فيها المنى فهْيَ رفاتْ
ما أنا أعمى .. فهل غيريَ أعمى؟
لست أدري
قيلَ أدرَى الناسِ بالأسرارِ سُكّانُ الصوامعْ
قلتُ إن صحَّ الذي قالوا , فإنَّ السرَّ شائعْ
عجباً كيف ترى الشمسَ عيونٌ في براقعْ
والتي لم تتبرقعْ لا تراها
لست أدري
إن تكُ العزلةُ نُسكاً .. وتقوي ,, فالذئبُ راهبْ
وعرينُ الليثِ , دَيرٌ .. حُبُّه فرضٌ وواجبْ
ليت شعري أيميتُ النسكُ , أم يُحيي المواهبْ؟
كيفَ يمحو النسكُ إثماً .. ؟ وهْوَ إثمُ ؟!
لست أدري
قد دخلتُ الديرَ أستنطقُ فيه الناسكينا
فإذا القومُ من الحيرةِ مثلي باهتونا
غلبَ اليأسُ عليهم فهُمُ مستسلمونا
وإذا بالبابِ مكتوبٌ عليه :
لست أدري
-----------
المقال منشور في الحوار المتمدن :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=848443
تعليق وصلنا بالايميل :
من أستاذ : عدلي جندي
مادة شاملة تفضح عقليات شعوب الشرخ الا وسخ الحاجة كانت كل امنياتي بعد هوجة يناير أن يستيقظ شعب مصر ولكن وللأسف كنت في زيارة واستجمام ف شهر أغسطس الحال بقى أصعب مما تركته منذ عام واحد فقط حيث تقريبا ازور مصر كل سنة أو سنتين شعب أغلبيته مغيبة دون ذرة وعي نعم تحاورت مع أصدقاء هم الي حد ما استفادوا ول عاطفيتهم الدينية لم تتغير بنسبة تساعد على الخروج من جبة الفقيه سيان من دول ولا دول
الأغلبية تحسب انتحارهم استشهاد وجهاد وليس عبط وغباء واستهبال
تحياتي استاذ صلاح . ودمت بكل الخير
--
تعليقات
إرسال تعليق