في زمن الحروب والغضب / قليل من الغناء والطرب - الشوطة ع الطاير .. في ألحان محمد القصبجي !
صلاح الدين محسن
29-10-2024
الشوطة ع الطاير . في ألحان محمد القصبجي ! .
عندما تكون الكرة قادمة في الهواء تجاه لاعب كرة القدم .. - في العادة يثبتها بقدمه وينظر بسرعة ليحدد الاتجاه الانسب ليسددها اليه
هذا المعروف والمعتاد .. بعكس الشوطة ع الطاير
الشوطة ع الطاير هي .. أن تاتي الكرة في الهواء للاعب , فيتلقاها وهي في الهواء بضربة رأس أو بركلة قدم .. إما ليسددها في الجول محرزا هدفاً .. أو ليوجهها للاعب زميله في موقع أنسب ليوجهها للجول . أو لأنسب مكان آخر
تلك هي الشوطة ع الطاير في لعبة كرة القدم ..
والملحن الكبير الراحل " محمد القصبجي " استخدم الشوطة ع الطاير , في أحد روائع ألحانه
المعتادهوأن يقال الكوبليه في الأغنية , و يرسو به المطرب أو المطربة لمدة ثانية أو ثانيتين أوأكثر قليلاً
ثم يتم تسديد الكوبليه التالي له .. وهكذا
هذا هو المعتاد
ولكن القصبجي .. لعب شوطة ع الطاير .. في كوبليه بأحد ألحانه التي تغنيها أم كلثوم .. بأن عاجل بتسديد كوبليه جديد من قبل أن يرسو الكوبليه السابق له ..
هذا نجده عندما نستمع لأم كلثوم - في أغنية " رق الحبيب " . تغني :
من فرحتي بدي اتكلم واقول حبيبي مواعدني
لكن أخاف ليكون بينهم مظلوم في حبه يحسدني
>>> وهنا يضرب الشوطة ع الطاير /... بكوبليه جديد : هجرت كل خليل لِيَّ
وفضلت عايش مع روحي ... /
لاحما هذا الكوبليه بالذي قبله بلا استراحة أو فاصل ..
تجدونها في هذا الفيديو - من الدقيقة 11 و 22 ثانية .. واذا احببتم الاستماع قبلها بقليل , فمن الدقيقة 11 و3 ثواني .
https://www.youtube.com/watch?v=Ts8BEbTd6qE
لم ألحظ وجود تلك اللعبة في ألحان موسيقار آخر , بخلاف محمد القصبجي ..
ولكن مؤخراً . ملحن شاب . التقطها .. ووضعها في أغلب كوبليهات واحد من ألحانه ! .. ..
انه المونولوج الناقد الفكاهي , الذي تؤديه الصغيرة الموهوبة الجميلة : نور عثمان . منولوج : " حادي بادي " ..
-----
الغريب ان سيد درويش و محمد القصبجي .من مواليد عام واحد 1892 . ولكن لا أعلم عن ذكر ثمة علاقة فتية - او معرفة أوصداقة شخصية بينهما - !
محمد القصبجي (15 أبريل 1892 - 26 مارس 1966) - عاش 74 عاماً . والده أحمد القصبجي . كان مدرساً لآلة العود وملحناً لعدة فنانين .
سيد درويش (17 مارس 1892 - 1923) = 31 عاماً / . عاش أقل من نصف ما عاشه محمد القصبجي.. . !
وكلُ منهما في مجاله , كان قمة في الابداع ..
سيد درويش : فنان الشعب
والقصبجي : حلقت في سماء ألحانه , أعلي قمم الأصوات الغنائية في القرن العشرين : أم كلثوم , وأسمهان , و ليلي مراد
---
لمن يرغب في المزيد عن القصبجي :
من ألحان القصبجي - علي سبيل المثال - :
امتي حتعرف - لأسمهان
يا طيور : أسمهان
أنا قلبي دليلي : ليلي مراد
رق الحبيب : أم كلثوم
---
منقول :
قدّم الموسيقار محمد القصبجي أعمالاً سابقة لعصرها في الأسلوب والتكنيك، وأضاف للموسيقى الشرقية ألواناً من الإيقاعات الجديدة والألحان سريعة الحركة والجمل اللحنية المنضبطة البعيدة عن الارتجال، والتي تتطلب عازفين مهرة على دراية بأسرار العلوم الموسيقية، كما أضاف بعض الآلات الغربية إلى التخت الشرقي، كل هذا أدى إلى ارتفاع مستوى الموسيقى والموسيقيين أيضا، وبالإضافة إلى الأجواء الرومانسية الحالمة التي أجاد التحليق فيها اكتسبت ألحان القصبجي شهرةً واسعةً وجمهوراً عريضاً ويمكن القول بأنها حملت أم كلثوم إلى القمة.
وللقصبجي أسلوب فريد اتسم بالشاعرية وقد اختار لألحانه أفضل الكلمات وأرقها، وقد اجتذب على الأخص جمهور المثقفين والطبقة المتوسطة التي كانت آخذة في النمو في ذلك الوقت،
وعلى طريق تطوير الأداء الموسيقى استخدم القصبجي آلات غربية مستحدثة على التخت الشرقي فأضاف صوت آلة التشيلو الرخيم والكونترباص المستعملتين في الأوركسترا الغربية من العائلة الوترية ذات الحجم الكبير، وهذه الآلات لا تصاحب المغني في أدائه على عكس بقية أعضاء التخت، وإنما تصدر نغمات مصاحبة في منطقة الأصوات المنخفضة مما يعطي خلفية غنية للحن الأساسي، مما أعطى عمقا لأداء الفريق لم يعهد من قبل في الموسيقى الشرقية التي طالما اعتمدت على التخت الشرقي البسيط المكون عادة من العود والكمان والقانون والناي بالإضافة إلى آلة إيقاع، وهذه الإضافة تدلنا على أن محمد القصبجي كانت له طموحات موسيقية جاوزت حد التلحين والغناء وأنه أراد تطوير الأداء وتقديم الجديد في الموسيقى
======
تعليقات
إرسال تعليق