تأملات وخواطر في الميثولوجيا - 4
صلاح الدين محسن
7-6-2024
مفاهيم فائقة الحداثة :
كنت أعتبر " الصمود " هو أن تظل محافظاً علي مكانك , بعدما تتصدي لاعتداءات متكررة .. ولو بخسائر قليلة , أو حتي بخسائر كبيرة .. وليست فادحة..
هذا ما كنت أفهمه عن الصمود . !
و بعد ما تعرض له اهل غزة من ويلات تمزق أنياط القلوب , عقب غزوة حماس , التي امتدت لساعات قليلة لبعض الأراضي الاسرائيلية المحتلة . وقتلوا حوالي 1200 اسرائيلي . واسروا 251 منهم - منهم أطفال ونساء ورجال فوق السبعين من العمر
ففي هجمة اسرائيل الانتقامية من حماس وأهل غزة . فقد الغزاويون ما يزيد عن 35 ألف قتيل . بخلاف الأسري . والجرحي والمفقودين و. مع تدمير 80% من مستشفياتهم ومدارسهم . ودمار غالبية مساكن مدينتهم . و ارتباك حياة ما يقرب من مليونين , بتهجيرهم قِسراً من شمال غزة لجنوبها .. ومات أطفال كثيرون جوعاً . والآلاف لا يجدون الطعام الا بصعوبة , ويعيشون في مجاعة . وتردد ان الآلاف يشربون ماء غير صالح . بسبب تدمير معظم مرافق غزة - تحتية وفوقية ! . ويبدو ان من أهل غزة من اضطروا للهجرة لدول خارجية , علي أمل العودة .. كمن هاجروا عام 1948- علي أمل العودة .. أغلبهم ماتوا . ومنهم من ألفوا وتآلفوا مع مجتمعاتهم الجديدة . و من تبقوا. يعيشون علي أمل العودة ..
وقد وجدت كثيرين من أرفع الأوساط - الثقافية والسياسية والصحفية والاعلامية . وكُتاب ومفكرين , وناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي من كل دول العربفون , من العراق حتي المغرب ( ومن يقيمون منهم بالخارج ) - بالاضافة لقيادات حماس وأخواتها .. .. يصفقون بحرارة لشعب غزة ( المنكوب - بعملية ابادة جماعية - ! ) . ويزفون اليه أجمل التهاني .. بمناسبة :
الصمود .... .... !
هنا أيقنت .. ان الصمود بمعناه العصري . له مفهوم فائق الحداثة , يختلف تماماً عما كنت أعرفه . .... ....( ! )
في كتابات كثيرة سابقة . قلت ان الصراع الوحشي بين اليهود والفلسطينيين , هو صراع أديان , تمزق بعضها وتمزق الانسان ..
وقلت ان القضية تحتاج للحل الانساني وليس للحق التاريخي للأرض ,, لأن علمليات الاستيلاء علي الأراضي وطرد أصحابها , متبادلة بزعامة أنبياء الأديان شخصياً , منذ عهد موسي , تجد وصفاً مرعبا لما حدث علي يديه في - سفر العدد بالكتاب المقدس - , و في " سفر ليشع " . وفي عهد " محمد " تجد موقعة - مذبحة - الخندق , ضد يهود بني قريظة . ( بزعامة نبي الرحمة ! ) الذي طرد باقي يهود المدينة واستولي علي أراضيهم .....
وتمضي المذابح بعد احتلال العرب لبلاد الشام - بما فيها فلسطين - في عهد عمر بن الخطاب ,, وتمضي وتمضي ...
حتي نصل الي مذبحة دير ياسين/ ابريل - نيسان 1948 التي نقذها اليهود ضد الفلسطينيين .. وما بين تلك المذابح - وما بعدها .. كانت المجازر - والطرد من الأراضي والاستيلاء عليها ... تتواصل بين الديانتين .. بين أتباع المدعو كليم الله , وأتباع المدعو نبي الرحمة .. ! / عليهما السلام ! والحرب والكرب علي باقي الأنام .... ! .
--------
الحرب في غزة .. دائرة بين نوعين من الدواعش - ولكل دين دواعش - :
دواعش اليهود . وهم من يسمون ب اليمين الاسرائيلي المتطرف . الذين أعطوا قيادتهم السياسية لناتنياهو
ودواعش المسلمين الفلسطينين . بقيادة حماس , وعدد من شقيقاتها من المنظمات الداعشية الأخري
كل داعش من الدواعش ( اسرائيلية أو فلسطينية ) . لها تطلعات توسعية إقليمية - وربما عالمية - ليست خفية تماماً , بل معلنة وشبه معلنة ..! فدواعش الفلسطينيين تطلعاتهم تتجاوز تحرير فلسطين بكثير جدا . وكما أعلن أحد قياداتهم : " ان فلسطين مجرد خط صغير علي الخريطة " ,,,, (!)
ودواعش اليهود الاسرائيليين تتجاوز حدود اسرائيل بكثير .. : من الفرات ( العراق ) حتي النيل ( مصر ) ..
----
الابادة الجماعية في غزة , ليست مسؤولية طرف واحد .. لذا فقد طالبنا من قبل , بإحالة كل من قيادتي اسرائيل , و حماس - معاً - للمحكمة الدولية ..
القيادة السياسية الغبية أو الفاقدة للحكمة ( والمقاومة الطائشة , التي لا تحسن حساب العواقب , واعتماد الارتجال والاعتباط مع التواكل علي الله !) , لا يمكن اعفاءها من نصف المسؤولية - علي الأقل - عما يحدث لبلادها وشعبها من ويلات حرب .
" المقاومة " الاعتباطية .. قد تحول الاحتلال الي احتلال أكبر ! و النكبة الي نكبات ! .. لكن المتابعين عن بعد .. أغلبهم يفكرون بنفس عقلية " المقاومة الاعتباطية " فتكون أحكامهم , وتأييداتهم , وتهليلاتهم لما جري - للكارثة - , كلها أيضا : إعتباطية ..
------
مما تفعله الأديان في بعضها - ننقل شيئاً منها :
بقلم لازار بيرمان
2024 يونيو 6 / صحيفة " تايمز أوف اسرائيل " الصادرة بالعربية :
يقول تقرير مركز روسينغ : إنه يجب على السلطات ( الاسرائيلية ) بذل المزيد من الجهود لمواجهة العنف ضد رجال الدين والحجاج والكنائس في القدس والجليل
صورة حجاج مسيحيين يخاطبون أحد أفراد قوات الأمن الإسرائيلية الذي يغلق مدخل البلدة القديمة في القدس المؤدي إلى كنيسة القيامة، 15 أبريل، 2023.
------
من هنا : هل يمكننا القول :
الأديان دكاكين تجارة . ترفع شعار السماء ورب للسماء ..
والتنافس غير الشريف . بل الوحشي - موجود بين الأديان . ولاسيما الابراهيميات - مثلث برمودا العقائدي الابراهيمي الشرير . ؟
لو نزعنا فتيل ديناميت الأديان .. لعاش الفلسطينيون والاسرائيليون معاً .. في سلام ..
------
معذرة .. لاننا نفكر خارج الصندوق .. فعذراً .
=====
____________________________
تعليقات
إرسال تعليق