اللوث العقائدي يفتك بالصحة المهنية

إعداد

: صلاح الدين محسن
26-8-2022
نحن الآن في القرن الحادي والعشرين بعد الميلادي ..
في زمن وصول الهنود كما الصينيين , وكما الأمريكان لكوكب المريخ , ولكن بسفينة فضاء منخفضة التكاليف

في بلد توت عنخ ـمون , ورمسيس الثاني وكليوباترا وحتشبسوت وتحتموس الثالث , والملك خوفو باني الهرم الأكبر ..
وهو نفسه بلد دكتور أحمد زويل الحاصل علي جائزة نوبل في العلوم . ونجيب حفوظ - نوبل في الآداب - ودكتور مجدي يعقوب - جراح القلب العالمي الأشهر - ,   والدكتور فاروق الباز - عالم جيولوجيا الفضاء - في ناسا , سابقاً - .. 
في بلد هؤلاء العظام .. حدثت ضجة كبري تناقلتها الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي . 
سبب الضجة 3 كلمات يعود تاريخها لأكثر من 1400 سنة ! 
وردت تلك الكلمات الثلاث بكتاب أخرق ومقدس ! أخطاؤه وتناقضاته وثرثراته وتخاريفه وبعثراته ومحشواته المكررة , كلها منشورة بالانترنت .
ال 3 كلمات تسببت في تصريح عبارة عن نصيحة لخريجات احدي كليات الطب - بمصر - بألاهتمام ببيوتهن وأولادهن أولاً قبل عملهن كطبيبات ..

النصيحة لم تأت من متخصصة في الشؤون الاجتماعية .. بل من طبيبة بروفيسورة -أستاذة باحدي كليات الطب -
تحرض خريجات الطب , ضد المهنة ! وتوصيهن وتشدد علي الاهتمام ببيوتهن كربات بيوت وأمهات , قبل وأهم من المهنة - ممارسة مهنة الطب  -.. !
والبروفيسورة صاحبة تلك النصيحة .. تشغل منصب : نقيب أطباء القاهرة .... !! وتحرض خريجات الطب ضد ممارسة المهنة لصالح مهنة ربة البيت الأم .. 

نقيبة أطباء وطبيبات القاهرة .. ضد عمل الطبيبات بالمهنة .. !
عندما حدثت ثورة من الغضب ضدها .. أدلت بحديث تهدئة , فيه كلمات متعرجة ( تبرير وتملص .. لا يبريء بل يؤكد في النهاية ما قالته في البداية ! ) .

نعود للكلمات ال 3 التي جاءت بالكتاب الأخرق المقدس .. وعلاقتها بما جري من ضجة ..
الكلمات تتردد كثيراً تجويداً وترتيلاً وتحفيظاً , ضمن هرطقات ذاك الكتاب ,. باصدار حكم , أمر .. مزعوم الألوهية بأنه علي النساء :
" قِرنَ في بيوتكن "
وقِرنَ في بيوتكن , باللهجة المصرية معناها القول للنساء , بالتعنيف والاحتقار : 
" اترزعوا واقعدوا في البيوت .." ,  أو : " إتكنّوا و إتلمّوُا  بالبيوت )
وباللهجة السورية واللبنانية - بطريقة مهزأة : انضبّوا بالبيوت .. "  أو : " اتضبضبوا  بالبيوت ) !

والسيدة النقيبة التي نصحت الطبيبات بتلك النصيحة , هي - وكما قالت بنفسها عن نفسها :
 حصلت على ماجستير ودكتوراه في الطب الشرعي والسموم , و المرأة الوحيدة في الوطن العربي التي منحتها الكلية الإنجليزية زمالة الطب الشرعي .. «أسافر خارج مصر باستمرار وألقى محاضرات في دول العالم، وتم تكريمي من جميع أنحاء العالم، فقام رئيس جمهورية تايوان بتكريمي وحصلت على تكريمات أخرى من ألمانيا والهند وإندونيسيا وهولندا
!!
نقلاً عن صحيفة المصري اليوم - المصرية - 25-08-2022 :
 الدكتورة , للخريجات الجدد : « بيتك ثم بيتك، وبعدين أولادك، أوعي حد يقول لك مهنتك قبل ولادك، أوعي، حضرتك لو قعدتي في بيتك في مليون طبيب بره هيعالج، لكن لو سبتي ولادك مالهمش غير أم واحدة هو أنتِ».

وبعدما ترد علي الغضب العام الذي تسببت فيه .. تبرر بطريقة لولبية , كلام علي الحبلين ولا يغير شيئاً مما قالته :
أنا لا أقول للبنات الزموا المنزل، المهنة ثم المهنة ثم المهنة، لكن أولًا أهتم بأطفالي» (( احنا خلينا في / أولاً / لماذا قلتيها في الآخر .. !؟ بينما هي / أولاً / ولو خلصت نيتك لجاءت أولاً في أول الكلام وليس في آخره )) ؟!؟
ونقول  للست النقيبة : (( الاهتمام بالأولاد شأن كل ام .. وكل أم لا تحتاج لدرس في الأمومة من نقيبة الأطباء والطبيبات .. هناك متخصصات ومتخصصون في شئون الأسرة , وهذا خارج تخصص وعمل نقيبة الأطباء ))
فلماذا تكلمت النقيبة فيما لا يخصها ؟ 
السبب انها كانت تخاطب طبيبات جدد من خريجات طب الأزهر ( الأزهر ).. فطاب لها أن تتقمص شخصية الشيخة والواعظة الدينية , تاركة خلفها منصبها القيادي كطبيبة - نقيبة لأطباء وطبيبات عاصمة بلدها !! .. أو ان ما قالته هو إما تعصب - أو نفاق - ديني ... :
 " قرن في بيوتكن " - سورة الأحزاب . آية 33 - . 
وهذه الكلمات الثلاث , مترسبة في عقل الدكتورة النقيبة - بحكم التربية الدينية والتعليم والاعلامي الديني - .. وتعمل تلك الآية عمائلها .. بما يخالف السلوك العملي الفعلي للسيدة البروفيسورة والقائدة النقابية الطبية .. !

ألا يجب محاسبة ومعاقبة تلك البروفيسورة الطبيبة ( ذات الحجاب ) , بفصلها من منصبها القيادي كنقيبة للأطباء والطبيبات . سواء بقرار من وزير الصحة أو بقرار من الجمعية العمومية لأطباء وطبيبات العاصمة .. ويمكنها فيما بعد , عند تأسيس نقابة لربات البيوت , الترشح وتولي منصب : نقيبة ربات البيوت ؟؟

نعود للكلمت ال 3  " قرن في بيوتكن " التي وردت بالقرآن .. ولماذا وردت فنقول : ان محمد , كما لو كان ينتقم من النساء , فخصهن بعدد من أسوأ ما جاء من الظلم والتهميش والتحقير والامتهان في قرآنه وفي أحاديثه
ولأنه كان ماكراً , لذا حرص علي عمل موازنات .. فقال في حق النساء بعض الأقوال الحسنة ولكنها لا تقارن بالكثير السيء الظالم الذي قاله ضدهن
أما أسباب انتقامه من النساء فهي كثيرة .. منها :
لم يرضع من ثدي أمه - ماتت مبكراً ولحقت بأبيه - 
رضع من ثدي مرضعة بالأجر .. 
اشتغل في شبابه المبكر عاملاً عند سيدة أعمال " خديجة "كانت تأمره بالسفر بتجارتها للشام , وتوجهه بما يجب وما لا يجب عليه عمله , وبما سيبيعه و ما سيشتريه ومدة السفر ذهاباً واياًبا ومدة البيع والشراء بالشام ..  ومحاسبته بعد العودة عما باعه وعما اشتراه . وعن المكسب أو الخسارة ؟ وكم تمنحه أجراً
ثم خطبته هي لنفسها . وتزوجته - وهي سيدته .. ربة العمل .. الذي يعمل به - وكان هو الزوج رقم 3 , لسيدة مطلقة ولها انجاب من زيجاتها السابقة ..

ومن ضمن أسباب انتقام محمد , من النساء , وجود شاعرات كبيرات , منهن معارضات لنبوته المدعاة - الشاعرة عصماء بنت مروان , التي قتلها محمد بيد أحد جلاوزته- , وفارسات شاعرات وزعيمات عظيمات , مثل فاطمة الفزارية - أم قرفة - التي أرسل لها " زيد بن حارثة " فقتلها بأن شقها شقاً بعد ربطها بين جملين 

كما كانت توجد نساء مثقفات كبيرات :
منقول :((  " سجاح بنت الحارث  التميمية " (نحو 25 ق هـ - 55 هـ / نحو 598م - 675م) كانت شاعرة أديبة عارفة بالأخبار، رفيعة الشأن في قومها . كان لها عِلم بالكتاب , أخذته عن نصارى تغلب .. كانت لها موهبة الزعامة " .. 
امرأة بذاك الوزن , ونساء من تلك الاحجام .. كان من الطبيعي أن يغار منهن محمد ويخشي علي مشروعه النبواتي ..
وبعد وفاة محمد , كانت " سجاح " قد ادعت النبوة، فتبعها جمع من عشيرتها بينهم بعض كبار تميم: كالزبرقان بن بدر، وعطارد بن حاجب، وشبث بن ربعي، وعمرو بن الأهتم،والأحنف بن قيس، وقيس بن عاصم،وتبعها أناس كثيرون من تغلب والنمر بن قاسط وإياد حتى بلغوا أربعين ألفاً، فأقبلت بهم من الجزيرة تريد غزو أبي بكر الصديق، فنزلت باليمامة، فبلغ خبرها مسيلمة الحنفي وقيل له: إن معها أربعين ألفا، فخافها، وأقبل عليها في جماعة من قومه، وتزوج بها. فلم تزل عند مسيلمة إلى أن قتل، فأسلمت وانصرفت راجعة إلى الجزيرة الفراتية، فتزوجت رجل من قومها، وانجبت له ثلاثة أبناء )) .
امرأة قائدة .. زعيمة .. مؤثرة في أقوي وأشهر وأعظم رجال زمنها  ومكانها .. 
--- 
هكذا خشي محمد , من قدرات ومواهب وعظمة نساء كثيرات في عصره , وبالاضافة للقمع الارهاب . كما حدث  مع الشاعرة عصماء بنت مروان , ومع الفارسة والزعيمة والشاعرة فاطمة الفزارية .. وضع نصوصاً تضمن تكبيل النساء وتبخيث قدرهن وحبسهن بالبيوت : "  قرن في بيوتكن " ..
وبالسيف وبالجزية والقتل والنهب والسبي . تم فرض " قرن في بيوتكن " التي في قرآنه , علي كافة قبائل شبه الجزيرة العربية .. وبنفس الطريقة تم غزو واحتلال الدول الممتدة من العراق حتي المغرب - في غفلة من الزمن , كما الهكسوس - , وفرضت علي شعوبها ونسائها حفظ : " قِرنَ في بيوتكن " - مع الحجاب - .. 
وظل الأجداد طوال ال 1400 عام في بلاد توت عنخ أمون , يورثوا للأولاد والبنات فالاحفاد والحفيدات " قرن في بيوتكن - مع الحجاب - جيل بعد جيل وأجيال تلو أجيال .. حتي :
حتي وصل توريث حفط وترديد " قرن في بيوتكن - مع الحجاب - 
الي نقيبة أطباء القاهرة  / المحجبة / - الأستاذة بكلية الطب .. وراحت توصي بها الطبيبات الجدد , ليجعلوا مهنة الطب .. ليست الأولي في الأهمية , بل البيت والأولاد .. لوجود مليون طبيب  يمكنهم القيام بمهام الطبيبات - كما قالت لهن الست نقيبة الطبيبات والأطباء بالقاهرة !! .. 
يعني بطريقة غير مباشرة , ولكن بصراحة وبوضوح : أيتها الطبيبات الشابات الجديدات : دعكن من امتهان الطب .. بل :
قرن في بيوتكن "
الكلمات الثلاث - الشريرة - هي من مكائد قرآن صلعم ( ضد النساء ) آية 33 من سورة الأحزاب . 
-------------
 المرجع : صحيفة المصري اليوم ( المصرية )  25-08-2022
https://www.almasryalyoum.com/news/details/2674139
-----------------


تعليقات