التأريخ الحلواني . والأديب الكبير


التأريخ الحلواني . والأديب الكبير
صلاح الدين محسن
24-5-2017

الحديث فن . منفصل عن فن الكتابة الأدبية أو التأريخية أو النقدية , او غيرها
ليس كل أديب هو بالضرورة متحدث موهوب أيضاً .. والعكس بالعكس كذلك صحيح
والحق يقال ان الأديب الكبير دكتور يوسف زيدان , متحدث موهوب من الطراز الأول
علي ضؤ ما شاهدته له باحدي الحلقات التي أجراها معه الاعلامي الشهير " عمرو أديب " باعتباره – أي دكتور زيدان –  " مؤرخاً " ..
التاريخ أمانة في عنق المؤرخ
هناك من يكتبونه من وحي الصدق مع أنفسهم ومع الأجيال ..
وهناك من يتكلمون , أو يكتبون التاريخ , علي طريقة الحلواني ..
والحلواني .. عادة يضع السكر وماء الورد أو ماء الزهر – أحياناً – و " الكريم شانتيه " وقطع من بعض الفواكة المفرحة , كالفراولة والكانتالوب والاناناس .. ليجعل فطائره , جذابة , وشهية ..

استمتعت بفن الحديث – البارع – للدكتور يوسف زيدان ..
وأكبر دليل علي براعة فنه , أن الاعلامي عمرو أديب , لم يقاطعه أو يعارضه في شيء , ولا تحفظ علي شيء مما يقوله الأديب الكبير ( أو : المؤرخ ) دكتور زيدان .. رغم وجود  ما يستدعي ذلك ..

للأمانة .. هو سرب بعض حقائق التاريخ الهامة .. التي يجهلها الكثيرون ..
ومن ناحية أخري .. مارس دور الحلواني , في حديثه عن التاريخ .. ربما بقصد تمرير ما يمكن تمريره , وشيء يشيل شيء .. ! كما يفعل البعض , في الكتابة أو الحديث

عندما تكلم دكتور زيدان عمن صوروه لنا بالتعليم المدرسي , وبمسلسلات وافلام , باعتباره البطل " صلاح الدين الايوبي"
تكلم بصراحة مطلقة ..
وكان يمكن اعتبارها شجاعة منه , لولا أن تلك المعلومات , يحفل بها الانترنت , منذ ما يقرب من عشر سنوات .
لكن لا بأس وله الشكر , فايصال الحقائق بفن الحديث , لا يمكن انكار دوره وأهميته .

وعندما تكلم دكتور زيدان ، عن " ابن تيميه " . استخدم طريقة الحلواني في التحدث عن جزء هام جداً في التاريخ الفقهي الاسلامي ..
لأنه معروف للقاصي وللداني , ان كل الارهابيين هم تلاميذ ومحبون ل " ابن تيميه "  .. وعلي عاتقه يلقي الكثيرون بمسؤولية و أوزار الأعمال الارهابية .التي يقترفها تلاميذه في عصرنا .
ولكي لا يدخل دكتور زيدان،  نفسه في عش الدبابير ’ ولو لأجل وجه أمانة التاريخ ,, تحدث – بما هو تبرير واضح , لوضع " ابن تيميه " . بالقول انه يجب أن نعرف الاوضاع والظروف التي عاش في ظلها " ابن تيميه " . لقد عاش في زمن كانت البلاد فيه كما هو الحال في سوريا الآن , من حرب رهيبة
ولنا تعقيب :
يا دكتور زيدان .. " ابن تيميه " لا يصنفه أحد باعتباره  رجل سياسة .. كلا ..
وانما في حكم كل الجماعات الاسلامية والازهر أيضا وبالطبع , هو أحد أهم فقهاء الاسلام – و مرجع من أهم المراجع ..
فلماذا صنفوه هكذا – يا حاج زيدان - ؟؟
ليس لأن آراءه وفتاويه كان يصدرها حسب الأوضاع السياسية , ولا حسب ظروفها – حرب , أو سلام –
كلا ..
وانما فتاويه وآرؤه :  قد صدرت علي ضؤ القرآن والأحاديث والسيرة المحمدية ( أي مستمدة من شريعة وأحكام الاسلام ) اياً كانت الظروف التي تمر به وتمر بالبلاد , حرباً أم سلام ..
من هنا فهو فقيه وامام اسلامي كبير ومرجع هام وشهير ..

أما لو كان قد بني آراءه علي ظروف سياسية . لصار الآن إماماً للسياسيين والمشتغلين بالسياسة المدنية .. ويبقي الامر بخارج الدين والاسلام والشريعة والأحكام

تقريباً عندما تكلم دكتور زيدان عن الأزهر .. أخذ نفس المنحي الذي اتخذه عندما تحدث عن ابن تيميه ..

لكن أفضل وأصدق من تكلم عن " الأزهر " هو المستشار أحمد عبده ماهر ..

وقد ضحكت عندما طلب منه الأستاذ عمرو أديب ، تحديد عشر أسماء من التنويريين ..
فذكر - أي : دكتور زيدان - اسمين عظيمين في مجال الطب والعلاج الانساني ! ـ دكتور محمد غنيم ، دكتور مجدي يعقوب
ـ وهما جديران بكل الحب والاجلال .... ولكن التنوير مجال آخر ... 
تهرب من الاجابة.. ولم يستوقفه الأستاذ عمرو أديب .. ! فعمالقة فن الحديث ، لكلامهم هالات من الابهار ، تشل التفكير والمراجعة او المعارضة عند مشاهديهم . - كما كان الشيخ الشعراوي , ودكتور مصطفي محمود . ( والآن : دكتور يوسف زيدان ) ..

ان التنوير يعالج المفاهيم المريضة ، والاعتقادات السقيمة
أما العالمان العظيمان ( دكتورغنيم ، ودكتور يعقوب ) فهما متخصصان في مجال علاج الكلي والقلوب ..
وشتان بين المجالين ..

و لقد أحسن دكتور زيدان ، عندما شدد علي ان : صلاح الدين الأيوبي – مجرم الحرب ، ومقترف الجرائم ضد الإنسانية ـ و كل من السلاطين المماليك " قطز ، والظاهر بيبرس " مثل تلك الأسماء , قد طفت علي السطح . فقط  بعد عام 1952

( نعم .. أغلب المساويء , واكثرها شراً جاءت بعد عام 1952 )

-----

تعليقات