وهبت قلبها لصاحب النصيب - قبل وفاتها

الخبر منقول ( والصورة من اختيارات ادارة المدونة ) 
عن جريدة الأخبار - النهار - بمونتريال 10-5-2017
قلبُ البطلة سارة ينبض من جديد... العملية أجريَت للمريض بنجاج والطبيب "جورج تادي " تحدث لـ"النهار" عن التفاصيل
نقلاً عن جريدة الأخبار - النهار ( مونتريال ) 10-5-2017
عزيز.ع. هو من وهبته سارة سليمان قلبها لينبض من جديد بعد ثلاث سنوات من المعاناة. أمل تدفق الى شرايين المريض المصاب بقصور حاد بالقلب، بمتابعة حياته من دون تعب وآلام، فلا بطارية بعد اليوم ليعمل قلبه ولا ضيق تنفس ولا مأساة.
اتصال تلقاه ابن عزيز بعد ظهر الاحد الماضي أعطاه جرعة تفاؤل حيث طُلب منه كما قالت قريبته التأهب علّه يخضع الى عملية زرع في الساعات القليلة القادمة، وان فحوصاً ستجري على قلب الواهب لمعرفة مدى تطابقها مع دمه. لم يصدق عزيز ما سمعه فلم يمض على وضع اسمه اكثر من ثلاثة اشهر على لائحة الانتظار، وهو وقت قصير بالنسبة الى غيره من المرضى، مع العلم انه كان يتحضر نفسياً لتركيب قلب اصطناعي في حال لم يتأمن الطبيعي بالسرعة المطلوبة. واضافت "حالة من الفرح والقلق انتابته، فرح لأن مأساته قد تكون شارفت على نهايتها لكنه خشي ان لا يتطابق قلب الواهب معه".
عند الثامنة والنصف مساء تلقى ابن عزيز اتصالاً من جديد من طبيبه الذي أكد له ان الأمور تسير كما يشتهي وعليه التوجه حالا الى مستشفى خوري في زحلة. سارعنا الى السيارة، كانت الطريق طويلة واستغرقت نحو 5 ساعات. وأضافت قريبته "عندما وصلنا وعلمنا ان القلب يعود الى فتاة خسرت حياتها بهذه الطريقة شعرنا بالقهر عليها، لكن هذه حال الدنيا". 
نجاح الأمل
وعلق الطبيب جورج تادي اختصاصي امراض جراحة وزرع القلب الذي اجرى العملية للمريض مع الدكتور نجيب عاصي ان "سارة هي البطلة كونها اعلنت عن رغبتها في وهب اعضائها بعد وفاتها، وبعد موتها دماغياً نفذ اهلها وصيتها، وكون عزيز بحاجة الى قلب وهو على لائحة الانتظار الرسمية العائد للجمعية الوطنية لوهب الاعضاء وقد تطابقت فئة دمه وجميع المعايير الطبية المطلوبة مع قلب سارة، اتصلنا به، فأتى الى المستشفى وأجرينا له عملية الزرع التي تكللت بالنجاح".
وأضاف ان "المرضى الذين يحتاجون الى زرع قلب هم المصابون بقصور حاد في عضلة القلب، حيث لا تؤدي العلاجات والعمليات التقليدية الى تحسن حالتهم، عندها أملهم الوحيد هو عملية استبدال القلب، نضعهم على لوائح الانتظار في الجمعية اللبنانية لوهب الاعضاء، ينتظرون متبرعاً تكون فئة دمه مناسبة ووزنه متجانس، مع العلم ان قسماً كبيراً من هؤلاء المرضى يتوفون قبل تأمين قلب".
تقدم بطيء
لبنان كان متأخراً جداً في عمليات زراعة القلب، وقال تادي: "اول عملية زرع قلب في العالم حصلت في العام 1967 في افريقيا الجنوبية ومنذ ذلك الوقت الى العام 1994 كان المرضى اللبنانيون محرومين من هذه العمليات. اما اول مريض لبناني خضع لهذه العملية فهو المحامي سعد الدين الحوت في باريس فأصبح بالتالي عميد زارعي القلوب، وقد عاش 22 سنة بعدها. وبين عامي 1994 و1999 جرت عمليات زرع القلب لنحو 8 مرضى في باريس. وفي أواخر عام 1998، جرت أول عملية زرع قلب في لبنان في مستشفى حمود وتم تأسيس الجمعية اللبنانية لوهب الاعضاء بعدها برعاية ودعم وزارة الصحة العامة، وفي آذار العام 1999 أجرينا أول عملية استئصال متعددة للقلب، الكبد، الكلى والقرنيتين من متبرع واحد في بيروت، وكانت أول مرة تحصل زراعة 6 اعضاء من واهب احد وكانت المتبرعة امرأة حينها. ومن العام 1999 الى الآن تفاوت عدد عمليات زراعة القلب بحسب عدد الواهبين، افضل عامين كانا 2011 و2013، أجرينا زراعة نحو 6 قلوب اما في باقي السنوات نجري عملية او عمليتين في السنة".
وشرح تادي ان بعد المت الدماغي تبقى اعضاء الجسم سبيمة وقابلة للاسئصال لمدة 3 ايام فقط ، بعدها تتعرض تلك الاعضاء للتلف ولا يمكن الاستفادة منها.  أما نسبة النجاح المباشر لزراعة القلب في لبنان، اي تجاوب القلب مباشرة مع العمل الجراحي فتصل الى 90%، لكن حالة الخطر المتوقعة تبقى لأسابيع ثلاثة، اذ من الممكن ان يرفض الجسم القلب الجديد".
فخر ولكن!
"على الرغم من العدد الضئيل لعمليات الوهب، نحن فخورون بأن لبنان والمملكة العربية السعودية، هما البلدان الوحيدان في العالم العربي اللذان تجري فيهما زراعة القلب التي تعتبر من التحديات الجراحية الكبرى"، قال تادي قبل ان يضيف "في هذه العمليات، لا يمكن للطاقم التمريضي ان يتخطى عامل المسؤولية النفسية لعلمه انه يقوم بزرع عضو موهوب وعليه واجب انجاح العمل الجراحي لكي تكون تضحيات الأهل والمتبرع قد بلغت أهدافها".
 ولفت تادي  ان "الحكومة اللبنانية ساعدتنا في تأسيس الجمعية وشرعت قانوناً للوهب الاعضاء كما ان المستشفيات في معظمها مؤهلة لاجراء عمليات مماثلة، وان الفئات الضامنة تتكفل بدفع مصاريفها، كما ان وزارة الصحة تؤمن العلاج في المرحلة العلاجية التي تلي العملية".
"إن تدني عدد عمليات الوهب السنوي ليس تقصيرا من الحكومة والمستشفيات ولكن المجتمع اللبناني لا يزال غير متحمس لوهب الاعضاء بالرغم من جميع حملات التوعية التي تقوم بها الجمعية اللبنانية لوهب الاعضاء. وتكمن المعضلة الاساسية في ان من بين كل 10 حالات وهب ممكنة نحصل على عملية استئصال واحدة،  لأنه في القانون اللبناني، اذا كنا امام حالة موت دماغي، يجب الحصول على اذن من اهل المريض او الوكيل الشرعي اذا كان قاصرا. في حين غيّرت اوروبا المعادلة، بحيث يعتبر كل مريض بحالة الموت الدماغي متبرعا الا اذا كان اعلن خلال حياته عكس ذلك"، وفق تادي.
حد لمعاناة سنوات
أسابيع قليلة تفصل عزيز الوالد لشابين واربع فتيات عن العودة الى بلدته وبيته بلا اوجاع. وكما قال صديقه المختار ساسين عون لـ"النهار": "كل ابناء سير الضنية يقدمون العزاء الى عائلة سليمان، ويشكرونهم على عطائهم، فرغم المصاب انقذوا مريضا كان على حافة الموت". اما قريبة عزيز فختمت: "سارة باتت جزءا منا، نتمنى من الله ان يرحمها ويدخلها فسيح جناته. اردنا ان نشكر اهلها ونعزيهم بفقدانها، لكنهم اخبرونا انهم لا يريدون التواصل مع احد. نتفهم هذا الامر بالتأكيد فجرحهم ينزف ووجعهم كبير".
"لا تأخذوا أعضاءكم الى الجنة، الجنة تعرف اننا بحاجة اليها على الارض"، يختم - 
-----
تعليق : بعد عمليات نقل القلوب , التي صارت شائة وكثيرة ناجحة بمختلف دول العالم , تبقي قناعات ومعتقدات الانسان , كما كانت قبل نقل قلب انسان غريب اليه .. لأن القناعات والمعتقدات وكذلك ومشاعر الحب والكراهية الخ .. لا علاقة لها بالقلب , وانما هي بالمخ ..
=======

تعليقات