الله باشا - ومشاكل الناس معه / ج ٣
الصورة للراحل جان بيدل بوكاسا - امبراطور دولة افريقيا الوسطي / طاغية مختل , عرف بأكل لحوم البشر - كما القبيلة التي ينتمي اليها -
الله باشا - ومشاكل الناس معه / ج ٣
صلاح الدين محسن
17-7-2022
قابلت الجار فيليب. فوجدته يبدو حزيناً
أسأله عن السبب
فيليب : زوجة ابني وضعت مولودة , ولكنها ناقصة النمو ، فوضعوها في حضانة طبية ، أورجو أن تكتب لها السلامة , ويكتمل نموها
قلت : استبشر خيرا. سوف تخرج بالسلامة
هو - كمن يتحدث مع نفسه بصوت مسموع - : أنا لا أعرف ليش الله يسوي خلقة ولا يكملها ؟! والطفلة المسكينة ، مكتوب عليها ألا يتم نموها خارج رحم الأم ، بل في رحم اصطناعي ! ويسبب لنا نحن أهل الطفلة كل هذه الأحزان !؟ ( هو مسيحي تقليدي .. ) ثم يستطرد مستدركاً بصوت منخفض : بلاش نقول هيك ، حتي لا نكفر
( بعكس أبو العلاء الذي رأي أن الله هو الذي جعل للكفر به , ما يسوغه وما ويبرره . اذ قال :
فلا ذنب يا رب السماء على امرئ رأى منك مالا يشتهي فتزندقا
فيما بعد .. قابلته فكان مرتاحاً ، مرحاً كعادته
سألته عن حفيدته التي في حضّانة طبية لاكمال النمو
( فقال بعدما شكر الرب ) .. خرجت بالسلامة
أنا - ( فرحت ) وهنأته
بعد شهور أطلعني علي صورتها ، وجدتها قد صارت كالوردة
عندما قلت له ذلك , فرح كثيرا باغتباط
بعد 4 سنوات. سألته عن حفيدته الصغيرة الوردة الجميلة ابنة الحضّانة الطبية
فقال لي بحزن : مريضة بداء السكري !!
تألمت للغاية. وسألته : أهو الله يترصده لإيذائه ، أم لإيذاء الطفلة ووالديها ومعهما جدها , وايذاء كل من علم بمرضها !؟ أنا تأذيت جداً
هو ( حاول أن يبتسم ، لكن الابتسامة كانت تخفي مرارة ) !
فيليب : لا أدري ! ليت الله قد أصابني بدلاً منها ، أنا كبير وأتحمل أكثر من طفلة صغيرة .. واستطرد : وهكذا يقول أبواها , يتمني لو كان فداءً لها
قلت : ان الكبار يتعبون جداً من مرض السكري ! فكيف يكون حال طفلة صغيرة بريئة ، في مقتبل العمر ؟!
هو : تلك مشكلة كبيرة . فالكبار المصابون. بداء به ، يعانون بشدة ، من قيود ضبط الطعام والشراب ، لتفادي مضاعفات ذاك المرض اللعين .. فكيف لطفلة صغيرة أن تتحكم في طعامها وشرابها ! وكيف يمكن للكبار - أبويها - أن يقنعوا طفلة صغيرة بعدم أكل هذا أو ذاك ، مما يأكلون هم منه !؟
أو مما يأكل منه شقيقها الذي يكبرها بعامين !؟ وهل يلجأوا لتناول طعامهم خفية , لكي لا تراهم ..؟!
وكيف لا تبكي كلما منعوها ،، وتتمزق قلوبهم حسرة من حالها ومن بكائها !؟
قلت : لا ندري لمن نوجه هذا السؤال ؟ للمؤمنين بالله باشا ، المهذبين ، والذين قد يبتسمون دونما اجابة ، أو بإجابة لا طعم لها مثل أكيد الله له حكمة من ذلك / تعذيب طفلة صغيرة ، وتعذيب أهلها .. وتعذيب كل من يعلم بقصتها فيتألم ، حتي ولو لم يكن من الأسرة ، فقد يتمني لو ان المرض انتقل اليه هو وابتعد عن تلك الطفلة المسكينة !؟
أم نوجه السؤال لمؤمنون متعصبين ، فتمتقع وجوههم ثم تسود ، ويتطاير من أعينهم شر. غضب مؤذي ، دون اكتراث بالرد ..
أم نوجه السؤال لأحد الدواعش باختلاف أديانهم ، فيكون الرد بالانتقام منك أنت ( حسب وبقدر دعشنة دينه ) وليس بالانتقام من المتسبب في المشكلة - الله باشا - ، بما فعله في الطفلة المسكينة البريئة !
أم نسأل الله باشا. شخصيا : لماذا ، أو ما سر ابتلاء طفلة صغيرة بريئة بمرض قاسي وصعب علي الكبار ، وبعدما ابتلاها بتقصيره في إكمال نموها ، وتركها تولد مبتسرة ، ولولا أن العلم قد اخترع الحضانة الصناعية ، ولو انقطعت الكهرباء عن الحضانة لماتت !!
??
ولكن - الله باشا - اذا وجهنا له السؤال , كعادته لا يرد .. رغم مزاعم الكتب المنسوبة اليه بأنه سريع الرد والاجابة ! :
كتاب يقول : " اذا سألك عبادي عني فاني قريب . أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" !! - سورة البقرة - آية 185 / 186
ووصل الأمر لدرجة ادعاء ذاك الكتاب بأنه - أي : الله باشا - أقرب الينا من حبل الوريد " ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " - سورة ق - آية 16 .. !!
وفي الكتاب الآخر يقول " الله باشا " : اطلبو تجدو . اقرعوا يفتح لكم !! - انجيل متي 7-7
ولكن لا شيء يتحقق فعلاً من تلك الاقوال !!
فان سألت المؤمنين عن سبب عدم تحقيق ملموس لتلك الادعاءات !؟
فانهم يغضبون.. ويتهموك بقلة الايمان
طيب اطلبوا أنتم يا مؤمنين .. اطلبوا أي شيء لي .. أو لأنفسكم .. ونتمني أن يتحقق
فيرد عليك نوع من المؤمنين بآية من كتاب مقدس : لا تجرب الرب إلهك ( - انجيل متي 4 : 7 - قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ»." . العهد القديم | العهد الجديد )
!!
وهكذا الوعود بالاستجابة للطلبات.. لا تجد لها مصداقية , لا بدون تجربة الرب الإله , ولا بمحاولة تجربته ! ...
عشت لعامين وبضعة شهور وسط أحد شعوب الشرق الأوسط . ولاحظت ان من ضمن شتائمهم , اذا غضب شخص من آخر : خرا بك وبربِكَ ...
والرب ان كان موجوداً فهو بالطبع يسمع من يشتمونه ويضعون مجده في الخراء .. !
ولكنه لا يرد ..
وفي دولة أخري .. يمكن أن تسمع من أقارب أصحاب النفوذ - عند اللزوم - تهديداً , بالقول : " أنا الله "... ! ذكر لي ذلك أحد معارفي - في مونتريال - يعود أصله لتلك الدولة , ولكنني لم أصدق حتي قرأتها بمقال لكاتبة معروفة من نفس الدولة - تعيش في أمريكا - !!
والله باشا - لا يتدخل ليدافع عن كرسي عرشه , لا هو ولا أحد من حملة الكرسي - الثمانية - كما يقول عنهم القرآن - ! ولا من ملائكته الموجودين في سماء " مباحث أمن المولي " - سما وغلا -
( سَما وغلا .. استحداث من عندنا , وحاجة كدا مثل / سبحانه وتعالي , ومثل اختراع : جلَّ وعلا ..
واختراعي " سما وغلا " تفوق قيمته أحدث تليسكوب فضائي " جيمس ويب "- الذي سيغير علم الفلك - .. .. !!
لو كنتم تعلمون - سورة نوح - آية 4 ...
وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ - سورة الأعراف 187
!! !!
بل اختراعي هذا يمكن لأيٍ من الانس - دون الاستعانة بأيٍ من الجن , أن يأتي بمثله أو بأحسن منه ... ! , مثل كل الكلام الفارغ - الكثير اللّت والعجن والدش - الحائز علي لقب ( الكريم ) ! .
توجد شعوب اذا ما تكلمت مع فرد منها .. فان كلمة الحمد الله - أو نشكر الرب . تتكرر باغداق غير معقول . فان سألت أحدهم عن سبب ادخال حمد الله , باسراف في الحديث ؟
سيرد عليك وهو مندهش : أهي " الحمد لله " وِحشة ؟ موش حلوة ؟ !؟
والأفضل أن ترد عليه بالقول : بل حلوة ومعسِّلة , وأحلي من البسبوسة و المهلبية , وأشهي من البغاشة , وألذ من لقمة القاضي .. !
أتصور ان اي انسان متحضر , لو كان هو شخصياً " الله باشا " فانه لو سمع أحداً يشتمه أو يهين مكانته , فأقل رد فوري منه يكون / ارسال زوبعة ترابية خاصة ومحدودة جداً لتصفع وجهه وعينيه , فيكون عظة وعبرة . بضربة بسيطة , وخفيفة وعقوبة رحيمة. ( يكون العقاب فوريّاً - والثواب كذلك - ويترك سياسة تأجيل العقاب " يمهل ولا يهمل ! ". تلك السياسة العاطلة القائلة :" وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ [ سورة إبراهيم " .. /تلك سياسة عقابية ثبت عقمها و بطلانها .
وان شكره أو حمده انسانٌ آخر - لكن بسبب .. وليس عمال بطال - فانه يرسل له فوراً : نسمة هواء رقيقة محددة وموجهة خصيصا لوجهه وأنفه , وتكون محملة بعطر زهر البرتقال ..
ليعلم الانسان الشاكر الحامد . انه يوجد إله , يسمع ويقدِّر ويرد شكر الشاكرين وحمد الحامدين بعدل و بلطف من عنده . ( والثواب في التو والحال .. لا تأجيل ) ..
تحياتي الي : الله باشا .. - سما وغلا ... ! -
ألا من سميع ؟ ومجيب ؟؟
------
منشور بموقع الحوار المتمدن يوم 19-7-2022 :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762727
___________________________
تعليقات
إرسال تعليق