كيف تتقدم أمة , كثيرون من مثقفيها يفاضلون باستمرار بين السيء والأسوأ - كما البسطاء والعامة من الناس - كمن يمتدحون ويبكون علي عصر فساد مبارك وفاسديه , لكون من جاؤا هم أسوأ من السيء .. و و و والأمثلة كثيرة .. وكأنه ليس أمام الناس سوي اختيار الأسوأ أو السيء .. ولا ثالث آخر سوي الأكثر سوءاً .! هناك من يقارنون بين عصر الاستعماري السفاح الجزار محمد علي باشا , وبين من جاءوا بعد عائلته .. يفاضل بين شيء سيء , وبين من هم أسوأ من السؤ .. وبالطبع سوف يكسب " محمد علي " المفاضلة بالمقارنة وبامتياز , لكون المفاضلة لا مبرر لها .. هي خطأ من الأساس ونجد منهم من جعل من محمد علي , باني نهضة مصر - وكأن النهضة مباني ومشاريع وبعثات علمية يخرج افرادها من الازهر ( ... ! ) ويعودون لحضن الأزهر .. ليجدوا محمد علي باشا .. قد اكتفي بمذبحة مماليك السياسة . ولا شيء غير السياسة , ولم يفعل مع الدين ورجال الدين مثل ما فعلته الثورة الفرنسية .. فاذا بمن عادوا من البعثات من بلاد النور والحرية , لا يقدرون علي اشعال شمعة في ظلام الأزهر .. وبعد 200 سنة نجد بين المثففين من يعتبر " محمد علي