شهر رمضان ومسلسلات الطفل شنودة , وعلاء عبد الفتاح

صلاح الدين محسن
  19-3-2023

بدخول شهر رمضان , شهر الصيام.. تكثر مسلسلات التمثيل التليفزيوني , الدرامي والتاريخي وغيرها
وفي شهر رمضان الذي سيبدأ بعد يومين أو ثلاثة .. سيكون هناك مسلسلان من نوع آخر .. كانا شغالين من قبل رمضان وقد لا ينقطع عرضهما طوال رمضان .. لأن الحكومة وأجهزتها ومسؤوليها لم يشبعوا بعد من طول عرضهما . ولا خجلوا من طول استنكار الخلق بالداخل وبالخارج والرأي الانساني العالمي كله , من سؤ عرض هذين المسلسلين ..   انهما مسلسل قضايا انسانية يتم التعامل معها بطرق لا انسانية بالمرة ..
قضايا تتعلق بحقوق الانسان .. وأزمة قلوب الحكام المحتاجة للرحمة وللانسانية
من تلك القضايا الكثيرة قضيتان شهيرتان هما : الطفل شنودة وعلاء عبد الفتاح ..
القضيتان هما رمز لكيفية تعمد المسؤولين الاستمتاع بعمل فضيحة لوطنهم أمام دول العالم ..
1 - قضية الطفل شنودة : 
 وهي القضية الأحدث من قضية علاء عبد الفتاح - هي اعتداء علي أمن وأمان طفل مسكين عمره 4 سنوات , وانتزاعه من بين والديه بالتبني - أسرة غير مسلمة - بمزاعم عقائدية - اسلامية - تارة , وبذرائع وحجج المكائد الطائفية تارة ..
تارة , بزعم أن التبني غير معترف به في الاسلام - وبالتالي في قانون ودستور يسيران حسب توجه الاسلام .. 
وتلك فضيحة ,, فكيف لدين يزعم انه دين للرحمة , وكيف لنبي ادعي انه نبي للرحمة , أن يمنع التبني .. !؟
وحكاية منع التبني في الاسلام وبالتحديد في دستوره - القرآن - سببها تزبيط التشريعات حسب أمور تتعلق بعلاقات العنتيل العربي " محمد صلعم " بالنساء .. زوجة دارت حولها الأقاويل بعد موقف مريب وفضيحة , وأراد أن يبرئها لكونها الزوجة الأحب الي قلبه من دون باقي فريق زوجاته اللائي لم يعدل بينهن - مخالفة لقرآنه ! - .. فيؤلف لها آية لهذا الغرض - لتبرأتها !
 امرأة هي زوجة ابنه بالتبني , فجأة وقرت في قلبه واشتهاها , فأخبر زوجها الذي أبدي استعداده لتطليقها ليتزوجها محمد - أبوه بالتبني - ! فرأي محمد ضرورة عمل آية تلغي التبني من أساسه , ليتسني له الزواج من زوجة ابنه بالتبني - بعد تطليقها .. !!
( ترزي قوانين .. تعلم منه كل ترزية القوانين المصريين المشهورين في عصرنا هذا ) ! 
المهم أن الطفل المسكين إنتزع من أحضان أبويه بالتبني وألقي به في دار للأيتام - واستعدادات دور الأيتام في بلد شرق أوسطي , هي أرقي بقليل من استعدادات الشوارع العامة في احتضان وتربية الأطفال المشردين .. ! ؟
انتزاع الطفل شنودة من أحضان أمينة تم رفعه للقضاء .. وظل القضاء قرابة 9 شهور يفكر ثم يفكر .. بينما الدنيا كلها تتحدث عن مأساة طفل تم الاعتداء الغاشم علي طفولته الآمنة وزلزلة أمنه وحياته , في مصر .. 
و رئيس الجمهورية ألم يخبره مستشاروه بأن بلده يتعرض لفضيحة عالمية بسبب مأساة ذاك الطفل ؟.. يبدو أن البعض أخبروه , ولم يتحرك بكلمة واحدة ليوقف المهزلة.. لأنه لا يتدخل في أحكام القضاء الا للعفو عن المليارديرات , كالملياردير مستأجر قاتل المطربة السورية , وقرار عفو رئاسي عن القاتل ! .. وتدخلات مماثلة للسيد الرئيس .. لا علاقة لها بالانسانيات مع غير الميارديرات وربما الجواسيس أيضاً - تبادل - فيعطف عليهم بعفو رئاسي
ولا القضاء أسرع بالحكم لصالح الطفل ولوقف الفضيحة وانهاء المهزلة
منذ شهرين تقريباً قرأت ان القضاء قد أرجأ الحكم في القضية .. 
اندهشت وقلت ربما القاضي حيران ومحتار , والقضية لغز صعب وهو يحاول حله .. وربما هو يكثر من صلاة الاستخارة ليلهمه الله بحل وبحكم في القضية العويصة. والله لم يسعفه بعد .. وفي انتظار .. !!
وأخيراً وجد القاضي حلاً غريباً يذكرنا بما قاله الشاعر المتنبي عن مصر , منذ ألف سنة :
كم بمصر من مضحكات ** ولكنه ضحك كالبكاء
كان حكم القاضي : ان موضوع القضية خارج اختصاص المحكمة .. ! بعد كل تلك الشهور .. انه اكتشاف .. !
يبدو ان القاضي , قد استعان بالممثل الاذاعي " رأفت فهيم " الذي ظل لسنوات يضحك الشعب وهو يمثل دور الموظف الحكومي البيروقراطي - أبو التعقيدات المكتبية والتعالي علي الجمهور - المزحلاقاتي .. الذي اعتدنا الضحك عند سماعه يقول : فوت علينا بكرة يا سيد .. 
وفي النهاية بعد كذا بكرة , يقول له : الموضوع دا موش من اختصاصنا يا سيد .. مع السلامة يا محترم .. - ويطرده بالقول : اتفضل يا خويا شوف مصلحتك ..
وهكذا فعل سيادة القاضي حكم بالقول : القضية خارج اختصاص المحكمة .. .. !
علماً بأن شيخ الأزهر كان قد أدلي بحديث لصالح تسليم الطفل شنودة لحضن والديه اللذان ربياه ..
جريدة المصري اليوم  25-12-2022 :
https://www.almasryalyoum.com/news/details/2776655

قال لي أحد معارفي : لا تلوم القاضي , فلا القاضي ولا وزير القضاء - وزير العدل - ولا أي وزير , ولا رئيس الوزراء يملك سلطة الحكم في شيء . انهم كلهم مجرد سكرتارية عند الرئيس الجنرال العسكري , انها دولة عسكرية بوليسية استخباراتية ..
مشكلة الطفل المسكين كان يمكن حلها في نفس يوم وقوعها لو كانت العلاقة بين رئيس الدولة وبين البابا .. هي صحيح كما نري في أجهزة الاعلام . زيارات وتهنئة وقبلات وزغاريد فرحاً بزيارته للكنيسة للتهنئة بعيد المسيحيين .. لو لم يكن ذلك مجرد حركات أمام الشعب .. وأمام العالم لايهام الجميع بأن الرئيس ضد الطائفية وضد الاضطهاد بسبب اختلاف الدين .. وضد عمليات ارهاب وذبح وقتل ,  وحرق معابد غير اسلامية !
وما كان يمكن أن تستمر قضية ذاك الطفل ليوم واحد لو صح أن علاقة شيخ الأزهر وبابا الكنيسة هي علاقة ودية وأخوية بحق , وليس تمثيل في تمثيل أما كاميرات الاعلام .. ولو كانت العلاقة بين شيخ الأزهر وبين رئيس الجمهورية - الجنرال العسكري - هي بحق كما نري عند لقائهما بوجوه هاشة بشة .. ودية وأخوية وانسانية , وتعاون حقيقي بن المؤسستين - الرئاسية والدينية - لأجل الصالح العام .. وليست تمثيلاً وتدجيلاً علي الرأي العام المحلي والعالمي ..
لأمكن حل القضية فور وقوعها :
تليفون يرن في مكتب شيخ الأزهر
سكرتير الشيخ : يا فضيلة الشيخ , البابا تواضروس معك ع الخط 
شيخ الأزهر : أهلا يا جناب البابا 
البابا : أهلاً يا فضيلة الشيخ
( وبعد السلام والتحية والسؤال عن الصحة .. )
البابا : فضيلة الشيخ .. توجد مشكلة بسيطة وموش بسيطة , أردت اخطار فضيلتكم بها حرصاً علي عدم تعكر الأجواء بين الطائفتين بسبب صغائر يفتعلها الصغار
شيخ الأزهر : خير .. تفضل يا جناب البابا ..
لبابا : طفل صغيراسمه شنودة ( يشرح له ما حدث )
شيخ الازهر : ( بحزن وتأثر يبدو في صوته ) لا .. حرام .. طفلك 4 سنوات عايش ومستقر .. كيف نبهدله ونزلزل حياته .. لا دي فعلاً تصرفات صغيرة لا يفعلها سوي صغار لتعكير النفوس بين الأشقاء واختلاق مشاكل .. طيب اديني فرصة أقل من ساعة وأرد عليك
البابا : شكراً أخي فضيلة الشيخ ..
علي الفور يدق الجرس في مكتب الوزير
سكرتير الوزير : يا معالي الوزير .. معك فضيلة شيخ الأهر
الوزير : أهلاً يافضيلة الشيخ
( بعد التحية والسلام وتبادل السؤال عن الصحة )
شيخ الأزهر : يا معالي الوزير , توجد مشكلة بسيط وحلها بسيط عند جنابك . ولا نريد تركها تكبر وتسيء لسمعة الحكومة في الداخل والخارج
الوزير : تحت أمر فضيلة الشيخ .. خير .. اتفضل 
شيخ الأزهر : يوجد طفل اسمه شنودة .. اتصل بي البابا , وحكي لي عن مأساته الانسانية ( ويحكي له ما حدث )
الوزير : شيء مؤسف . هذه تصرفات غلط .. ولن نسمح بها . ولن نتسامح مع من تسببوا فيها , هذا اعتداء علي أمن طفل صغير . ستظل عقدة في حياة المسكين , طوال ما هو عايش .. ! شيء محزن .. .. ويوجد ناس قاعدين مخصوص يتلقفوا أشياء من هذا النوع  لعمل فتن وضغائن وحرائق طائفية .. لكن لن نعديها لهم بسلام , طيب يا فضيلة الشيخ .. أقل من نصف ساعة , أكون أبلغتك بحل المشكلة
شيخ الأهر : شكراً لجناب الوزير
 الوزير يتحدث مع أحد مرؤوسيه في التليفون : ايه حكاية الطفل شنودة ؟ ويستمع الرد في دقيقتين
الوزير بحزم شديد : أنا عايز سيارة تقوم حالاً تاخد الطفل , وتوصله صاغ سليم لنفس المكان اللي جابوه منه .. معلوم ؟؟ 
الوزير يسمع صوت من يكلمه علي التليفون . يصيح في أحد مساعديه . فيحضر , فيقول له - والوزير ما يزال علي الخط - سيارة تطلع حالاً وترجع الطفل شنودة .. صاغ سليم .. , لأهله الذين جيء به من عندهم , لأن معالي الوزير معي علي التليفون .  .. فيجيبه المساعد - و يسمعه الوزير - : أمر سعادتك . وأمر سعادة الوزير . حالاً يا أفندم .. كما أمرت سعادتك 
 وينتهي الموضوع ... 

2 - قضية علاء عبد الفتاح  :
ويواصل الصديق حديثه قائلاَ : أنا أعرف واحد أمنجي .. يعني شغال في "جهاز أمن العسكر والأزهر والاسلام " .. سألته ذات مرة : لماذا لا تفرجوا عن " علاء عبد الفتاح " وتوقفوا مسلسل تلك الفضحية الحقوقية الدولية والمحلية ؟
فقال لي : كلام لك انت بس : احنا نستمتع .. لما منظمات عالمية حقوقية تهاتي وتصرخ .. احنا نشعر بأهميتنا . وبكرامة مصر . واذا حاول رئيس أو ملك التوسط للافراج عنه , زادت سعادتنا , ونحب أن نتدلل أكثر , دلال وبالحلال- حد الله بينا وبين الحرام .. وكلما زادت المناشدات والتوسلات لأجل الافراج عن علاء عبد الفتاح , كلما أحسسنا بالسعادة . ورفضنا الطلبات لنستمتع أكثر ..  ولنؤكد كرامة مصر وعزة مصر - 7000 سنة حضارة .
 قلت : هكذا ؟؟؟
قال : نعم : أكلمك بصراحة .. ونحن نحب العناد والمعاندة مع من يعاندنا . فكلما تحركت أمه وشقيقتاه .. للضغط علينا للافراج عنه . كلما زاد اصرارنا وعنادنا 
قلت : واذا سكتت أمه وشقيقتاه .. هل ستفرجوا عنه ؟
الأمنجي : قد نفرج عنه .. ولكن حسب مزاجنا , وبمزاجنا , ليس بضغط من أحد . لا نقبل ضغوطاً من الخارج ولا من الداخل .
سألته : وسمعة مصر الخارج وسمعة النظام بالداخل وبالخارج ؟؟!
قال ( بشيء من التلعثم ) : ايه .. هيه .. ؟؟ نحن مصر ومصر نحن .. ومن يسيء الينا هو خائن وعميل ويعادي مصر . فنحن مصر .  ونحن حراس وخدام أمن مصر .
-------
رد علي تعليقات بموقع الحوار المتمدن :
شكراً لجميع الأصدقاء علي المشاركات والاضاءات والاضافات 
 أستاذ عدلي جندي - ت 1 
 أ . جون - ت  
  أستاذ علي سالم - ت الثالث 
مع التحية والتقدير  

وللاستاذة ليندا كَبرييل : شكراً علي تعليقك الثري . ولي تعقيب علي مقولة الأديب والفيلسوف السوري المبدع " الماغوط " : لا أؤمن بالموت من أجل الوطن، الوطن لا يخسر أبداً، نحن الخاسرون
وتعقيبي / اظنه يقصد الوطن الذي يحكمه محتل اجنبي , أو حاكم جاء من أسوأ أبنائه - جاهل طاغية جلاد , غبي و يجر شعبه لحروب بسبب غباواته ويطالبنا بالموت دفاعاً عن الوطن .
أما الوطن الذي يظلل مواطنيه ويؤمن لهم حياة كريمة من المهد للحد - ضمان اجتماعي , وتأمين صحي - مستشفيات تعالج الخفير كما الوزير , ومسكن بمبلغ ميسور , وقوانين عادلة وقضاء مستقل ونزيه بحق . وطن يملكه ويحكمه شعبه الذي يمكنه طرد الحاكم من السلطة بواسطة صندوق الانتخابات , أو منحه أصوات متوسطة مثل آدائه المتوسط .. فلا يمكنه الانفراد بالقرارات الا بموافقة المعارضة/  وتلك أشياء شاهدتها وعشتها بنفسي   
مثل هذا الوطن هو ملك للمواطن . وهو كل حياته . فكيف لا يموت دفاعاً عنه   ؟
تحياتي ومودتي
--- 
رد علي قاريء بالفيسبوك . اسمه " ابراهيم ذكي " - بموقع الحوار المتمدن :
السيد المحترم ... ماذا تقول ؟ يا أخي التبني ليس شراء البشر كما تقول , والا فماذا تكون تجارة الرقيق !؟ التبني عمل انساني موجود في كل الدول الراقية التي تمنع شراء البشر .. ومن اين عرفت أنني لا اعرف محمد الا من خرافات وكتب الحواديت.!؟ اذا اردت أنت ان تعرف محمد , فاعرفه من قرآنه .. حيث كله تناقض لا يأتي به نبي ولا يقوله إله . مثل " وما أرسلنا الا رحمة للعالمين " وآية أخري تقول " يا أيها النبي حرض المؤمنين علي القتال ! ان يكن منكم مائتان صابرون يقتلون ألفين " !! . وآية تقول " وما ارسلناك الا هادياً ومبشراً ونذيراً " وآية تقول " واقتلوهم حيث ثقفتموهم " ! , آية تقول " أفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ " وأخري تقول " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ " !! ( هذا قليل من كثير جداً ) فعليك أنت أن تعرف محمد , مثلما أعرفه . وعن "علاء عبد الفتاح " هو مناضل سياسي ضد النظام العسكري وأبوه المحامي الراحل كان مناضلاً سياسياً . لا هو ولا أبوه قتلوا أحد ولا فجروا قنابل في المرافق العامة ولا في الناس. بينما الذي استأجر قاتلاً ليقتل المطربة السورية سوزان تميم , حصل علي عفو رئاسي ! والقاتل نفسه حصل علي عفو رئاسي ! والنظام العسكري يكيل للمعارضين له أسوأ التهم الباطلة .. هذا شيء معروف .. علاء عبد الفتاح , أمه استاذة جامعية محترمة وخالته أديبة تكتب بالانجليزية وتحصل علي الجوائز في لندن - حيث تعيش هناك - وجده لأمه كان أستاذاً جامعياً و عالماً شهيراً له اسم كبير ومكانة علمية ومهنية محترمة " دكتور مصطفي سويف " . و شكراً لك علي أية حال - مع التحية
____________________________

تعليقات